فايزة أحمد مشورة :تشير الدلائل التاريخية إلى أن قصة المدينة بدأت مع بدء التحولات في ميادين عديدة أهمها ميدان الحياة الاقتصادية والحضارية و الاجتماعية وفي مكان يسهل وصول الغذاء والموارد متوافرة لجميع سكان المدينة وبما يتناسب وظهور أعمال إدارية و صناعية. وفي ظل التقدم الحضاري وممارسة الإنسان للزراعة والصناعة ارتبطت نشأة المدن بزيادة إنتاج الغذاء واتسمت المدن التجارية بنمو العمران والإنتاج الضروري والكمالي وفي ظل انتشار الثقافة وتوسيع التجارة أهتم العرب ببناء المدن الداخلية فالمدينة العربية الإسلامية تتميز بنظام اجتماعي قبلي كالولاء للعشيرة أو للعائلة وإن كان هذا يعني استقلال كل حي بما يحتويه من مبان ٍ ومساجد وأسوار فالعلاقة بين أحياء المدينة تربطها علاقات اجتماعية من خلال المساجد والأسواق التي تحتوى على تكتل سكاني يجمع أهالي المنطقة الواحدة وأغلب المدن العربية نمت بشكل طبيعي وأن سبب نمو المدن بشكل عام يعود إلى الزيادة الطبيعية للسكان والهجرة الوافدة معا ً إلا أن ذلك لم يكن ليتم لولا الثورة الصناعية وما صاحبها من تقدم تكنولوجي وتقدم في وسائل النقل والمواصلات وتطور العمارة والرعاية الصحية،كما يخضع سكان المدينة للكثير من الضوابط التي تفرض نفسها بعكس سكان القرية فعمل سكان المدينة مرتبط بالآخرين ويبدأ وينتهي بوقت محدد وحياتهم المنظمة والمعقدة تفرض عليهم أعباء واحتياجات دفعت بالإناث للعمل في كل ميادين العمل أيا كان و ذلك لتحسين أحوالهن المادية . ليتلاءم مع طبيعة الحياة وظروفها في المدينة بالرغم من وجود أعباء في العمل وضيق المسكن وزيادة أعباء تربية الأطفال، نجد أن أهل المدن يسهل عليهم تقبل تنظيم النسل مقارنة بسكان الريف و ذلك يرجع إلى عوامل كثيرة أهمها التعليم وتحسين مستوى المعيشة للأسرة وتوفر الخدمات الطبية إلا أن زيادة السكان في المدن العربية سببه الرئيسي الازدحام والفقر وسوء التغذية ومع ذلك تتميز المدينة العربية بالصفات الاجتماعية واللغوية والعرفية أو الدينية. وخلاصة القول أن العرب المسلمين قد اهتمو ببناء المدن التي فيها دور هام في نشر الثقافة وتوسيع التجارة، وسعوا إلى تطويرها وتحقيق الازدهار فيها وإيجاد كل سبل العيش والحياة لسكانها بمختلف جوانبها.
المدينة العربية
أخبار متعلقة