اقواس
ها نحن نعيش فرحة شهر رمضان في بزوغ فجره الوضاء .. شهر رمضان الذي ميزه الله على سائر الشهور .. ففيه أنزل القران الكريم .. دستور رب العالمين للناس كافة . هذا القرآن الذي يحفظه الله ، دون سائر الكتب السماوية المنزلة .. والتي لم تشهد رسوخاً وثباتاً وكمالاً وحتى يوم الدين .. نستقبل الشهر الكريم بفنون التلاوات وأداء الصلوات التي تعطي للصوم مكانة مميزة ،كصلاة التراويح وصلاة التهجد وصلاة العيد ، وأما التلاوات فهي تلك التي تخرج من الحناجر والحلوق عبر أوتار الصوت التي خلقها الله للناس لتميز بين الحيوان والانسان .. رغم كون العقل هو الذي يحرك كل هذه الأشياء .. ولكن فلسفة الكون إلهية وصنعته ربانية وحكمته تجلت في عظيم مخلوقاته .. سبحانه وتعالى .. وهل من فنون أفضل وأجمل من صنع الأنسان .. صبغة الله العلى القدير ؟! الحقيقة أننا سنذهب الى فنون المأكولات والمشروبات كطقوس لهذا الشهر الفضيل لكننا أردنا بدءاً أن نفتح الموضوع بشيء من التذكير وحمد الإله القدير لكي لا يكون للناس حجة بعد ذلك في أسرافنا في تناول ما لذا وطاب في هذا الشهر بعد صيام وصلاة وعمل يرضي الله ورسوله والمؤمنين .. فهل ياترى من حقنا أن نتحدث عن الفنون التي هي من أطايب الدنيا لهذا الشهر الكريم ؟! إنه من الأهمية بمكان أن يبدا الصائم بمراجعة لمدخوله ومتطلباته حتى يوازي بين مايحتاجه وبين ما يملكه . لكي يكون لهذا الشهر حلاوته وتميزه ومن لم يملكه ، فليكن حاله متكلاً على الله ( ولقمة هنية تكفي مية) على راي أخواننا المصرين .. لذلك يغدو من المهم أن يكون شهر رمضان شهراً للعبادات والصدقات وإصحاح المعدة وامتحان الذات على تحمل الجوع والعطش خاصة في المناطق الحارة مثل الحديدة -عدن - المكلا وغيرها من المدن ... وهي سنة الله في خلقه هذه الأماكن بحكمة ولا حكمة لبشر بعد ذلك إلا باذنه .. وسبحان الله الذي جمعنا ثانية في شهر الصوم ... إنه على ذلك قدير .. وفطوراً هنيئاً إيها الصائمون ...