صـباح الخـير
يذكرنا كل زائر أمريكي للمنطقة وآخرهم رايس بوعود الإدارة الأمريكية بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة الكيان الصهيوني، وبأنهم يتمنون أن يجدوا الفلسطيني والإسرائيلي يعيشان جنبا إلى جنب، وأوهموا الشعب الفلسطيني وقياداته وسلطاته المتعاقبة بهذه الدولة منذ عام 1947م، وحتى اليوم، ولم نر لهذه الدولة ملامح ولم نلمس مصداقية الوعود المعطاة وهذا دفع بكل القوى الوطنية والإسلامية بل وبالشعب الفلسطيني أن يفقد الأمل عندما يجري الحديث عن الحلول السلمية، خصوصاً وأنه جرب هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اللذين لم يتمكنا من تنفيذ قرار واحد مما صدر عنهم بخصوص إنهاء الصراع الصهيوني الفلسطيني وإعطاء الحقوق الشرعية لهذا الشعب وعودة لاجئيه إلى وطنهم وأرضهم. ولو كان هناك مصداقية وجدية عند مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة المهيمن عليهما أمريكيا بشكل كبير لما كنا أمام هذه المشكلة المستعصية، ومن حقنا أن نسأل لماذا يؤخذ قرار اليوم في داخل مجلس الأمن فيما يتعلق بالعراق أو سوريا أو لبنان أو أفغانستان أو السودان أو إيران وتقف كل دول أوروبا وراء أمريكا لتطبيق القرار وبسرعة وترسل القوات وتقوم بالاحتلالات من أجل تنفيذ القرار كما يريدون هم، ولم ينفذ قرار واحد يلزم الكيان الصهيوني بقرارات الشرعية الدولية.في عام 1947،تخذت الأمم المتحدة القرار (181) القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين والذي وافقت عليه إسرائيل ثم تراجعت، ماذا فعلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن حيال هذا الرفض وعدم تنفيذ القرار، وإذا كان فعلا هناك جدية لدى إدارة بوش ومن سبقها ولدى الرأي العام الدولي الذي يتحدث عن دولة فلسطينية وبدلا من مضيعة الوقت وتناول كل يوم مشروع و مقترح لحل القضية الفلسطينية، لماذا لاتتم العودة إلى هذا القرار والذي جاء على اثر النكبة مباشرة وصادر عنهم ولماذا لا تطالب الدول العربية مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة و الرأي العام العالمي بالالتزام بهذا القرار، هل تنتهي القرارات وتلغى بالاقدمية؟كثيرة هي المشاريع والمبادرات السلمية والتي جاءت بعد قرار التقسيم منها قرار 242 في 22 نوفمبر 1967، ومشروع الملك حسين 1969، وقرار مجلس الأمن 338، وبيان المجلس الأوروبي في لوكسمبورج في 29/6/1981، ومبادرة ريغان في 2/9/1982، وقمة فاس في 9/9/1982، ومبادرة برجينيف في 16/9/1982، ومشروع السلام الفلسطيني 1988، واتفاق أوسلو 1993، واتفاقية القاهرة 1994، واتفاقية طابا 1995، واتفاقية وأي ريفر 1998، واتفاقية شرم الشيخ 1999، ومشروع بيل كيلنتون 2000، ومبادرة الأمير عبدالله وخارطة الطريق سيئة الصيت، أين كل هذه القرارات والمشاريع؟من الطبيعي أن يكون للفلسطيني موقف، ومن الطبيعي ان يكون للشعب الفلسطيني ثورة وفصائل مسلحة ومقاومة وانتفاضة، ومن حق الفلسطيني أن ينتزع حقوقه التي كفلتها له الشرعية الدولية، ولم تتمكن من إعطائها له، ومن حق الفلسطيني أن ينتقد وأن يعتب على الأشقاء العرب، وأن يلوم الدول الأوروبية وغير الأوروبية من موقفها حيال قضيته الوطنية.لماذا يؤخذ كل هذا على الفلسطيني؟ لماذا يمنع من ممارسة حقوقه الوطنية ومن حقه في النضال وفي الكفاح؟ لماذا ينظر إليه على انه متمرد وعاصي؟ لماذا ينظر إليه بأنه أقل مستوى من الآخرين؟ لماذا يحرم من دخول بعض الدول وتمنع عنه التأشيرات و أقول العربية؟ لماذا يمنع من حق العمل والإقامة؟ لماذا يحارب في لقمة عيشه؟ لماذا يبق سجين المخيمات؟ لماذا يحاصر ويجوع وتمنع عنه الأموال؟بالله عليكم قولوا لنا أين هي الحلول السلمية؟ وأين هي الشرعية، أين العدل, ولا نطلب منكم إلا الكف عن الكيل بمكيالين.
