نما إلى علمنا ما رغب القيام به نفر من الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها بالحق والباطل، كلما ظهر صوت هنا أو هناك ينتقد أو يلاحظ بعض تلك الأفكار المتشددة والمتطرفة.وكما لو كان هؤلاء النفر معصومين من الزلات، أو أن الإسلام خاص بهم لوحدهم، فهم من يحرمون ويحللون وفقـا لأهوائهم وأمزجتهم، بمعنى آخر كأننا نعيش عصر الكهانات وهو ما يرفضه الإسلام، فمسألة الوصاية على الإسلام والمسلمين مرفوضة في الإسلام، و ربما يكون لها ذلك في غير الدين الإسلامي.فهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، في مجلس النواب وفي المساجد وبعض الصحف التابعة لهم، حين قدم مشروع سن الزواج، وكالوا التهم لفضيلة القاضي د . غازي الأغبري وزير العدل، حين أشار إلى أن أمثال هؤلاء الذين يبيحون زواج القاصرات أمثال الوحوش البشرية، وهم والله كذلك إذ لا يوجد في كتاب الله العلي القدير ولا في سنة رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) ما يشير إلى إباحة زواج القاصرات أو دون سن الرشد الذي حدد في كل دساتير العالم، وقوانينه بالثامنة عشرة.وحين صدر القانون اليمني لتحديد سن الزواج بالسابعة عشرة كان فيه نوع من المجاملة لأمثال هؤلاء النفر؛ لأنه كان يجب أن يحدد السن بالثامنة عشرة، كما هو الحال في كل القوانين والشرائع السماوية والأرضية وهو ما يتماشى مع الشريعة الإسلامية الغراء، التي تعتبر ذلك انتهاكـا، وهؤلاء البشر جادون في الوصاية على الإسلام وهم يكيلون التهم والأباطيل ضد كل من يخالف وجهتهم تلك، فلقد وصموا الكاتب والمفكر الأستاذ / عبدالله الدهمشي بأبشع النعوت وكذلك الكاتب والمفكر/ محمد عبدالملك المتوكل حين أظهر سماحة الإسلام وأبان ما ورد في كتاب الله الكريم وشجب ما يذهب إليه هؤلاء النفر حول النقاب والحجاب وأورد الآية الكريمة التي تؤكد عدم وجود مثل هذه الأفكار وإنما هي جاءت مع الأتراك حين قدموا إلى لجين وهؤلاء النفر اليوم هم من يناضلون من أجل أن يبقى نصف المجتمع في منأى عن الحياة وعن الإحاطة بسماحة الدين الإسلامي الذي أعاد إلى المرأة اعتبارها وأعطاها كثيرا من الحقوق التي كانت مغموطة وطاغيا عليها من المجتمع الذكوري.فله ولكل من تصدى للعديد من الأفكار التي يشيعها ويروج لها هؤلاء النفر.. أمثال الأستاذ القدير والمفكر الكبير / أحمد الحبيشي رئيس مجلس الإدارة رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر، الذي طرح على بساط البحث والتأمل وكشف عن هوية أمثال هؤلاء النفر فيما يدعونه في كثير من قضايا الدين والحياة، وكشف بشكل موضوعي ومدرك عن خطورة بعض الأفكار والرؤى الدخيلة على الإسلام والمسلمين.وكما هو ذلك فقد نما إلى علمنا أن هؤلاء النفر يريدون أن يحتجوا على تلك الأطروحات، وكما هي عادتهم في وأد وتكفير كل من يخالفهم، فهم في المحافظة الجميلة عدن عروسة البحرين (العربي والأحمر)، تلك الشواطئ التي لايوجد لها مثيل في مختلف بلدان العالم والتي لا نقيم لها حسابـا أو اهتمامـا يفيها حقها مثلها مثل الشواطئ في كل بلدان الله، التي تخلت عن أمثال هذه الأفكار المتطرفة والدخيلة على الإسلام والمسلمين.لقد زرت تلك الشواطئ بعد انقطاع دام لأكثر من خمس سنوات وكان ذلك حين انعقاد المؤتمر الفرعي لاتحاد الأدباء والكتاب في الأسابيع الماضية.. وقد تألمت وأحسست بالحزن العميق حين لم أجد أحدا إلا فيما ندر يقف أمام تلك الشواطئ الجميلة والنادرة، وأيقنت أمام رؤيتي تلك بأن هؤلاء النفر من الذين فهموا الدين الإسلامي في غير مقاصده لهم باع طويل في ذلك الحال الذي غمر الشواطئ بالأسى والحزن.وأدركت أنهم بالمرصاد لكل صوتٍ جميل ولكل علماء اليمن الحقيقيين ومفكري بلادنا وكتابها وأدبائها ولكل صوت يخالف ما ذهبوا إليه من تلك الأفكار الدخيلة على سماحة شريعتنا الغراء.ولكم يحز في نفسي أن السلطة والأحزاب الوطنية ممن تدعي التقدمية وتنادي بالمجتمع المدني والنقابات ومختلف قوى الخير لا تقيم وزنـا لمثل هذا الذي يحدث في بلادنا من هؤلاء النفر، والخطر الذي يقاد من هؤلاء الأوصياء على الدين الإسلامي الحنيف، بل نجد أن هناك بعضـا من المثقفين والكتاب من هو واقع تحت حمى اللهث على السلطة، وهو لا يستشعر الخطر الذي يهدد كيان الأمة وقيمها في أقدس مقدساتها ألا وهو الدين الإسلامي وكثير منهم يغلف كتاباته بعواطف مهنية أو حزبية أو بفعل وجود بعض القواسم المشتركة أو إلى ما يشاع دون تحر أو إحاطة بواقع الحال.وأنا هنا في إشارة إلى كتابات الدكتور والباحث والمفكر الأديب / محمد عبدالملك المتوكل في صحيفة (الوسط) اليمنية عن هشام باشراحيل وصحيفة ( الأيام )، ولعله معذور في ذلك كون الصحف الرسمية لم تكشف عن الثكنة العسكرية التي كانت داخل الصحيفة وكم المضبوطات من السلاح والبوازيك والجعب والذخائر... الخ وكذا الحال بالنسبة للإعلام الرسمي.فهل الصحافة والصحفيون يجب أن يكونوا على هذا القدر من الاستعداد العسكري.. وتجاه هذا فإنني ألوم الأخ الدكتور وأوجه اللوم الأكثر إلى الصحافة الرسمية التي لم تشر إلى المضبوطات من السلاح عدا صحيفة (14 أكتوبر).هذه الصحيفة التي تواصلت معها حين كنت أعمل في محافظة الشواطئ الجميلة عدن، ودبجت لها العديد من الكتابات الأدبية والنقدية، وها أنذا أتذكر الزملاء ممن طفح الكيل بهم بفعل تلك الأفكار المتزمتة والمتطرفة، أمثال المناضل الكبير والوحدوي الأول الأستاذ عمر الجاوي رئيس اتحاد الأدباء ومؤسس هذا الصرح.. الذي نشأ وحدويـا أيام التشطير والباحث الرائع حسين سالم باصديق، والقاص والأديب/ عبدالله سالم باوزير، والشاعر العزيز محمد ناصر شراء، والشاعر الكبير القرشي عبدالرحيم سلام، والقاص الناقد ميفع عبدالرحمن، ولفيف من الزملاء كتابـا وشعراء، وعلى رأس كل هؤلاء الشاعر الناقد الدكتور الأستاذ / أحمد علي الهمداني والأستاذ / نجيب مقبل والعديد من الزملاء الأعزاء ممن رحل منهم وكانوا على قدر كبير من الوفاء للوطن أرضا وإنسانـا والأحياء وهم الذين نقول لهم صوبوا أقلامكم نحو التصحيح لمختلف الأفكار الدخيلة والمسيئة لرموز هذا الوطن، وكتابه وأدبائه ومفكريه وأخص بالذكر الأستاذ / أحمد محمد الحبيشي رئيس مجلس الإدارة رئيس تحرير صحيفة (14 أكتوبر)، الذي جعل منها سراجـا يضيء كل أحلامنا وآمالنا ويطرح على بساط البحث عدداً من القضايا المتعلقة بفضح التزييف والأفكار المتخلفة التي يحاول بعض هؤلاء النفر إلصاقها بديننا الحنيف، من منطلق القاعدة التي تقول : « بسد الذرائع » في مواجهة ما يزعمون تجاه الأفكار والرؤى المعاصرة بأنها دعوة إلى التغريب وإلى العلمنة، وهم بأفكارهم تلك التي يحرمون فيها ما هو مباح أو ما هو جائز لأن الأصل الإباحة في مختلف الأمور إلا ما حرم منها في كتاب الله العلي القدير القائل:“قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق” وقوله عز من قائل : {يسألونك ماذا أحل لهم، قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله }.ومن أدلة تلك القاعدة بأن الأصل في الأمور الإباحة قول المولى عز وجل :(4) (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُحِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الأنعام : 145 ).ولذلك فإننا نكرر الدعوة للعلماء الأجلاء ولمختلف الأقلام الواعية والموضوعية أن تتصدى لمثل تلك الأفكار والمزاعم، فكتاب العلي القدير واضح في مجمله، وخصوصياته والرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) قد عرف بوحي من المولى أننا سنأتي على زمن يختلط فيه حابله بنابله ويتصدر الفتوى فيه من لا ناقة له فيها ولا جمل، ولذلك فقد وضعنا أمام مجهر الحياة بقوله صلوات الله عليه وسلامه “أنتم أدرى بشؤون دنياكم”...وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، يقول :أتظن بأنك جرم صغير وفيك أنطوى العالم الأكبر، فهل يكف أحبتنا عن تحريم الحلال تحت قاعدة سد الذرائع وهل يشهر العلماء والمثقفون أقلامهم نرجو لهم من الله الهداية والسداد.[c1]* عضو الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين[/c]
أخبار متعلقة