كوبيابو /تشيلي/14 أكتوبر/ رويترز :بدأ العمال الثلاثة والثلاثون الذين ظلوا محاصرين في باطن الأرض لأكثر من شهرين داخل منجم في تشيلي يتعافون يوم أمس الخميس ويلقون معاملة النجوم بعد إن وصف الكثيرون بقاءهم على قيد الحياة طوال تلك الفترة بأنه معجزة.وكان معظم العمال في حالة صحية معقولة رغم بقائهم محاصرين داخل المنجم المنهار منذ الخامس من أغسطس ويستريح العمال في مستشفى بعد ان استخدمت في عملية انقاذهم كبسولة خاصة لا يزيد وسعها عن عرض كتفي الرجل واستغرقت رحلتها الى الحرية والهواء الطلق 15 دقيقة وسط الصخور من عمق 625 مترا.ويعاني أحد العمال من التهاب رئوي ويعالج بالمضادات الحيوية.وبعد عملية انقاذ معقدة لكنها سارت بلا شائبة خرج العمال المحاصرون واحدا تلو الآخر من بطن صحراء نائية في أقصى شمال تشيلي في عملية تابعها العالم على شاشات التلفزيون.وآخر من صعد الى السطح هو لويس اورزوا (54 عاما) الذي كان رئيس نوبة العمل وقت انهيار المنجم.واستغرقت عملية الانقاذ منذ اخراج اول عامل الى اخراج العامل الاخير 22 ساعة ثم خلال ساعتين ونصف الساعة تقريبا خرج طاقم انقاذ مكون من ستة أفراد.وتفجرت موجة من الاحتفالات في ارجاء البلاد بينما كان يخرج كل عامل من الكبسولة ليلقى استقبال الابطال فوق منجم سان خوسيه للذهب والنحاس في صحراء اتاكاما في شمال تشيلي مرتديا خوذته ونظارة داكنه لحماية عينيه بعد أن قضى 69 يوما في نفق معتم.ورغم المعاناة التي عاشوها ينتظر العمال- الذين كانوا في غياهب النسيان من قبل- الكثير اذا قبلوا العروض التي انهالت عليهم. ومن بين سيل من الدعاوى والهدايا وجه ريال مدريد ومانشستر يونايتد الدعوة الى العمال ومن بينهم عدد من عشاق كرة القدم لمتابعة مبارياتهم في أوروبا.وسجل العمال الثلاثة والثلاثون رقما قياسيا عالميا جديدا للبقاء على قيد الحياة وهم محاصرون في باطن الارض.واطلق على الكبسولة التي رفعت العمال المحاصرين الى سطح الارض اسم فينيكس (العنقاء) وهو اسم الطائر الاسطوري الذي يخرج من الرماد.وتكررت مشاهد السعادة الغامرة في كل مرة كان يصل فيها عامل الى السطح حيث يلقى استقبال الابطال.وأمضى العمال وقتا قياسيا تحت الارض بلغ 69 يوما في الحرارة والرطوبة في المنجم المنهار وخلال اول 17 يوما كان يعتقد انهم لاقوا حتفهم.واجتذبت قصة الانقاذ اهتمام العالم وغطاها نحو 1500 صحفي لمتابعة عملية الانقاذ التي أذيعت على الهواء في انحاء العالم وشملت تغطية حية للعمال وهم يعانقون عمال الانقاذ الذين نزلوا لنجدتهم في المنجم.