إعادة الحياة إلى دور السينما اليمنية
د.زينب حزاممع زيادة انتشار القنوات الفضائية في بلادنا،كثرت المخاوف على مستقبل صناعة السينما والانغلاق المتزايد لدور السينما وتحويل المباني القديمة المتواجدة حالياً في مدينة عدن إلى محلات تجارية(سامح الله من كان السبب في ذلك) ما أدى إلى دفع عجلة الثقافة والفن إلى الخلف.إننا نجد اليوم المشاهدين يجدون متعة في رؤية الأفلام في منزلهم عبر القنوات الفضائية بدلاً من الذهاب إلى السينما والمشاكل التي تواجه الأسر في دور السينما..وهذا أدى إلى الشعور بالخطر عند المستثمرين في المجال الثقافي، والفني والتخوف من العمل في ميدان صناعة السينما اليمنية،ومهما كانت الأسباب فما زال المثقفون اليمنيون يسعون بجد إلى إعادة الحياة إلى السينما اليمنية،ودعوة المشاهد اليمني ليخرج إلى الشارع قاصداً دور السينما.أن الأبحاث والإحصائيات،تؤكد أن معظم رواد السينما حالياً هم من جمهور الشباب،فقد تفتق ذهن خبراء صناعة السينما العالمية عن تحقيق هدف توسيع قاعدة المتفرجين،بجذب الأطفال وصغار السن إلى دور السينما!وبطبيعة الحال الأطفال يذهبون إلى السينما بمرافقة أولياء الأمور ومن هنا جاءت فكرة ضرب عصفورين بحجر،وهذا يعني اجتذاب الصغار والكبار معاً لدور السينما،وتقديم نوعية من الأفلام ترضي الفئتين معاً، مهما تباينت فروق السن والإدراك والثقافة،فإذا كان الصغار هم الذين يطالبون الذهاب إلى السينما،وذلك لمشاهدة أفلام معينة،تثير انتباههم من خلال تأثير الدعاية الإعلامية لأفلام السينما ومنها أفلام الخيال العلمي،نجد الإلحاح على تنفيذ رغباتهم وفضولهم،فإن الكبار الذين سيتحملون ثمن تذاكر الدخول إلى دار السينما بصحبة صغارهم،يجب ألا يشعروا بالخديعة،أو قلة العقل والمقام،بل يجب أن يحقق لهم المتعة والبهجة والجاذبية لهذه الأفلام المستوحة من الخيال العلمي وتشجيع الأبناء على الدخول لدور السينما مع تقديم النصيحة لمشاهدة الأفلام الجيدة،أي أن الفيلم بالنسبة للكبار،لا بد من أن يكون بمثابة غسيل للهموم والمشاكل التي ينوء بها أي فرد في العالم،واستراحة ذهنية غير مأسوف عليها بل مطلوبة لإعادة التوازن والقدرة على مواصلة السير،هذه تجربة السينما العالمية ومن هنا ندعو الاستثمار المحلي إلى إعادة دور السينما المتبقية في عدن وترميمها وإعادة الحياة إليها من جديد.وندعو الجهات المختصة إلى تشجيع بناء دور السينما في بلادنا.وبهذا الفهم النفسي والاجتماعي لنوعية رواد السينما.ندعو خبراء السينما اليمنية بالبحث عن الصيغة أو التركيبة المقبولة عند الصغار والكبار.وهي بالتأكيد مسألة صعبة،فأي خطأ أو تجاوز في التركيبة الفنية من الممكن أن يفسد العمل تماماً ويجعله مرفوضاً وفاشلاً تجارياً.وما زال مجال السباق مفتوحاً لمن يحاول الدخول في مجال الصناعة السينما اليمنية الحديثة،ومحاولة اجتذاب الصغار والكبار إلى دور السينما.فالمسألة ليست متعلقة بالفن فقط،وإنما ببقاء صناعة السينما وإعادة الحياة إلى دور السينما اليمنية وخاصة في مدينة عدن،حيث نجد عدداً من دور السينما ما زال مغلقاً،ومواجهة كل العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تضغط على المتفرج واستمرارها تجعله يتردد ألف مرة قبل أن يتوجه - باختياره- إلى دور السينما.[c1]السعي إلى إنتاج أفلام سريعة وقليلة الكلفة[/c]أن معظم المنتجين المحليين في بلادنا يتجهون إلى إنتاج أفلام سريعة وقليلة التكلفة،فهذا معناه أن شركة الإنتاج تريد نوعية من الأفلام التي تحقق دوره سريعة لرأس المال،أفلام يتم تجهيزها وتصويرها بسرعة في حدود أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ويتم تقديمها إلى القنوات الفضائية اليمنية بقالب فيلم قصير أو مسلسل تلفزيوني وأيضاً تسويقها بسرعة من خلال أشرطة الفيديو ليس المهم المستوى الفني أو الفكري،وإنما المهم هو سرعة الإنجاز وقواعد هذه النوعية من الأفلام لا تسمح بالإجادة،ولا تسمح أيضاً بالخروج من إطار الموضوعات التقليدية ومن هنا كان المأزق الصعب للمخرجين الجدد فحلم التميز وإثبات الوجود لا يتحقق بالاستسلام للتيار السائد،والسير على القضبان نفسها،والتي كثير ما تمردوا عليها أثناء دراستهم لفنون السينما أو عن تجارب ومحاولات شباب السينما العالمية.أسئلة كثيرة مرهقة ومحيرة ولا توجد إجابات محددة في خضم سوق متقلب،شديد الشراسة أحياناً،وأيضاً لا توجد معلومات متوفرة عن جمهور السينما،ونوعياته،وثقافاته،ورغباته،بينما هذه المعلومات تعتبر العماد الأساسي لأي صناعة تخاطب الجماهير.وفي ظل هذه المتاهات،يصبح قرار الدخول إلى عالم السينما قراراً فردياً مبنياً على اجتهادات شخصية.وهكذا شهدت صناعة الأفلام القصيرة والمسلسلات التلفزيونية اليمنية محاولات مختلفة من قبل المنتجين والمخرجين والمؤلفين اليمنيين محاولات تقديم أفلام سريعة وقليلة التكلفة،وارتضوا أن ينفذوا طلبات ومحاذير بعض شركات الإنتاج وتقديم ما يرضي أذواقهم وحساباتهم المادية،دون أي اهتمام بالقيمة الفكرية.أن عالم السينما عالم الفن الجميل ما زال يعاني في بلادنا الكثير من الصعوبات وما زال يشهد كل عام ميلاداً جديداً متعثراً،ما يجعلنا نستمر بالبكاء على الأطلال من دور السينما التي تحتاج إلى إعادة الحياة إليها وإعادة الحياة للسينما اليمنية.