الطفل والغضب
أجرت اللقاء/ نبيلة عبده محمد
من منا لايغضب؟ ..من منا لايفقد السيطرة على تصرفاته في بعض اللحظات، ويتصرف بطريقة غير لائقة لاتتناسب مع طبيعته ومكانته؟، وإذا كان ذلك في عالم الكبار فما بالنا بالطفل الصغير، فلديه ما يعبر عنه ولايملك الوسيلة السليمة فيصبح الغضب في هذه الحالة وسيلته الوحيدة والشرعية وقد تكون وسيلة حادة وقاسية تفقد الأب والأم صبرهما وصوابهما ،ولكن للأسف الشديد لايملك الطفل غيرها للتعبير عن احتياجاته ورغباته؟.وبالتأكيد فإن للغضب أسباباً واشكالاً عديدة تختلف باختلاف عمر وطبيعة الطفل ولكن تتطلب جميعها صبر الأبوين وحنانهما وقدرتهما على العطاء.لمعرفة المزيد عن ذلك أرتأينا أن نلتقي ببعض الاختصاصيين وخرجنا بالحصيلة الآتية:
[c1]الغضب وسيلة[/c]الأم/ ميادة نجيب تحدثت قائلة: الفرق الذي يفصل بين غضب الطفل وغضب البالغين أن البالغ يتمكن إلى حد ما من السيطرة على نفسيته، وردود أفعاله تكون عنيفة وقابلة للنقاش.أما الطفل الذي لا يملك القدرة على الحديث فإنه يحاول من خلال ثورته ان يلفت الانتباه إلى رغباته واحتياجاته بالصراخ والبكاء والغضب ويستعمل أسلوب المناورة ويتخذ الغضب وسيلة للوصول إلى غايته وعندما يتأكد من فاعلية هذه الوسيلة يصبح من الصعب السيطرة عليه.[c1]التدليل الزائد يحول الطفل إلى طاغية صغير[/c]الدكتورة/ رفعت سالم أحمد ـ طبيبة أطفال تحدثت عن أسباب غضب الطفل وعلاجه قائلة:بعض الآباء يقومون بالتدليل الزائد والاهتمام المبالغ فيه بالطفل فيلحقان به الضرر ويتسببان في تحوله إلى طاغية صغير ومن يعتقد أن الطفل في هذه المرحلة لايعي أشياء كثيرة يرتكب خطأ كبيراً.فالكل يعلم أن الطفل غاية في الذكاء والدهاء وعندما يكتشف أن لصرخاته تأثيراً كبيراً على الأم والأب يتمادى فيها ليحظى بكل الرعاية والاهتمام.لهذا ننصح الأمهات والآباء أن يتبعوا غريزتهم الفطرية بمعنى أن يظلا قريبين من حياته اليومية ويتعلما كيف يلاحظانه بطريقة دقيقة ليتمكنا من استيعاب كل احتياجاته ويتجنبا العصبية أمامه لأنهما القدوة الحسنة له والمثال الأعلى. فإذا حدث أن فقدتما السيطرة أمامه اشرحا له أن هذا السلوك خاطئ وغير سليم ويجب الا يقلدكما في المستقبل ولهذا حاولا أن تتحليا بالصبر خاصة أمام الصغار لأن الطفل بطبيعته ذكي.وبعض الأطفال يستخدمون الغضب والبكاء كسلاح للضغط على من حولهم خاصة الأم لكي تلبي كل متطلباته حتى لو كانت هذه المتطلبات خاطئة ولهذا يجب الجلوس دائماً مع الطفل والتكلم معه فلا تتعاملوا معه كطفل لايفهم شيئاً بل تعتبرونه شخصاً فاهماً وعارفاً حسب سنه وتأخذون بآرائه في بعض الأحيان ولاتتعاملوا معه باحتقار واستهزاء أمام الآخرين لأن ذلك سوف يعود بالعكس عليه.خاصة إذا لم يكن هناك ضرر عليه أو الآخرين.
[c1]الغضب وسيلة للتعبير[/c]الأخت/ وهيبة محمد أحمد ، مشرفة بروضة (الغد) تحدثت قائلة:الطفل الغاضب هو ذلك الطفل الذي يكون كثير الصراخ يضرب ويرفس الأرض بقدميه ويعمد إلى تصليب جسمه عند حمله لغسل يديه أو قدميه وتكسير الأشياء ورميها على الأرض وتكون هذه التعبيرات عن الغضب بين الثالثة والخامسة تقريباً وبعد الخامسة يكون تعبير الغضب في صورة لفظية أكثر من كونها فعلية.وبخصوص أسباب غضب الطفل أوضحت قائلة: إن أسباب الغضب كثير منها:نقد الطفل ولومه وإغاظته أمام الآخرين خاصة امام من لهم مكانة عنده أو عند من هم في سنه أو تحقيره أو الاستهزاء به أو التعدي على شيء من ممتلكاته. تكليف الطفل بأداء أعمال فوق إمكانياته ولومه عند التقصير ما يعرضه للإحباط نتيجة تكليفه بما لايستطيع.حرمان الطفل من اهتمام الكبار وحبهم وعطفهم فيكون الغضب وسيلة للتعبير عن ذلك الحرمان.كثرة فرض الأوامر على الطفل واستخدام اساليب المنع والحرمان بكثرة وإلزامه بمعايير سلوكية لاتتفق مع عمره والتدخل في شؤونه.تدليل الطفل، وذلك يعود الطفل أن على الآخرين الاستجابة لرغباته دائماً ويغضب أن لم يستجيبوا له.القسوة الشديدة على الطفل وشعوره بظلم المحيطين به من آباء وإخوة.التقليد، فيقلد الطفل أحد والديه أو معلميه أو يقلد ما يراه عبر وسائل الإعلام.شعور الطفل بالفشل في حياته إما في المدرسة أو في تكوين العلاقات في المنزل.ومن حيث المعالجات تطرقت الأخت وهيبة قائلة: إن المعالجات أيضاً كثيرة منها:لابد أن يحتفظ الوالدان وكذلك المربيات في الروضة بهدوئهم أثناء غضب الطفل وإخباره أنهم على علم بغضبه وأن من حقه أن يغضب ولكن من الخطأ أن يعبر عن غضبه بهذا الأسلوب ومن ثم إخباره عن الاسلوب الأمثل في التعبير عن غضبه.عدم التدخل بكل صغيرة وكبيرة في حياته، فمثلاً: عندما يتشاجر الطفل مع طفل آخر لا يتدخل الوالدان أو المربيات في الروضة إلا عندما يكون فيه ضرر على الطفلين أو أحدهما.عدم حرمان الطفل من ممتلكاته الخاصة عقاباً له .تجنب مناقشة مشاكله مع غيره على مسمع منه.أن يكون الوالدان قدوة للطفل وألا لايغضبا أمام الطفل لأن الطفل ربما يقلد الوالدين.العمل على إشباع حاجاته النفسية وعدم إهماله أو تفضيل أحد إخوته عليه.البعد عن إثارة الطفل بهدف الضحك عليه أو احتقاره والحط من قيمته.أ لا تكثر عليه الأوامر والتعليمات ولتكن له استقلاليته.ألا تكلفه بأعمال تفوق طاقته.
