في ذكرى حرب 6 أكتوبر
القاهرة / متابعات:إذا ما مررت بأزقة القاهرة القديمة، أو تجولت في شوارع مصر الجديدة، فأنك بالتأكيد ستلتقي شباباً تحفل حياتهم بتفاصيل صغيرة، وبلحظات فاصلة، والكثير من النجاحات والإخفاقات، من كل هذه التراكمات يتكون التاريخ بصورته المصغرة، لتتشكل خبراتنا التي ننقلها لغيرنا، لربما وجدوا فيها ما يكفل لهم حياة بأخطاء أقل، وليبدأو من حيث انتهى الذين قبلهم. وإن كان الحال كذلك على مستوى الأفراد، فإن الأمر لا يختلف عندما نتحدث عن تاريخ المجتمعات والأمم البشرية، بل يزداد عمقاً وذلك لأن انتصارات أو إخفاقات مجتمعاتنا هى تاريخ أمتنا بين أمم البشرية واتساقاً مع ذلك. منذ مصر الفرعونية، ثم الأسلامية في نسختها الفاطمية، مروراً بـ 6 أكتوبر، وانتهاءً بمصر التي تتحدث اليوم.[c1]الفن كتابي للتاريخ [/c]حسين19 سنة يقول : أنا لا أحب القراءة كثيراً لذلك كل ملامح معرفتي بالعالم من حولي تتم من خلال الفن بنوعيه السينمائي والتليفزيوني بل أنني أعتبر أن تلك الفنون هى كتابي التاريخي والحياتي فمثلاً الرئيس الراحل أنور السادات كل معلوماتي عنه من فيلم " أيام السادات " للراحل أحمد زكي وكلما تحدثوا أمامي عن حقبة السبعينات والرئيس السادات تذكرت أحمد زكي ،عندما تمر ذكرى السادس من أكتوبر فأنني أشعر أنه كان يوم عظيم ومهم دون أن أحتاج للقراءة عنه أو حتى مشاهدة فيلم يتحدث عن ذلك اليوم وذلك عكس شعوري تجاه الأعياد الوطنية الأخرى التي ترتبط بحدث تاريخي كعيد الثورة مثلاً ربما لكون مارواه والدي لي عن يوم 6 أكتوبر من معايشته الحية يشعرني بالفخر وبأن هناك أناس عملوا بجهد وفكر لتحقيق انتصار مهم لرفع كرامة كل المصريين وأنا منهم بالطبع. [c1]لا أعرف لمن أنتمي [/c] ماريان 22 سنة تقول: لم يكن في مقدور والدي أن يشتري لنا كتب تتناول أحداث أو مراحل تاريخية بعينها كما أنني لست من هواه مشاهدة التليفزيون لذلك اعتمدت على كتب التاريخ التي تدرس لنا في المدرسة لمعرفة تاريخ بلادي لكن عندما كبرت وأصبحت أشاهد البرامج الحوارية على القنوات الإخبارية بدأت أكتشف أشياء وأفكار تقول أن معلوماتي ليست بصحيحة أو غير مكتملة. وحرب أكتوبر كما درستها بكتب التاريخ المدرسية هى انتصار كلي للجيش المصري بمعنى أن الطرف الأخر المهزوم لم يكن أمامه على المدى البعيد والقريب سوى التسليم بالانتصار الذي حقق لكن ما أشاهده الآن من برامج يقول فيها محللون سياسون أن انتصار أكتوبر إن لم يعقبه اتفاقيات ومباحثات سلام كان سيتحول لهزيمة كبيرة وحقيقة بين ما درست وما أسمع لا أعرف إلى من أنتمي في تقييمي لانتصار أكتوبر.[c1] فلنهتم بالحاضر [/c]سامي 20 سنة يقول: لا أهتم بقراءة التاريخ فماذا سأستفيد من معرفة أحداث مرت عليها سنوات كثيرة ؟؟ لن أصبح مدرس تاريخ يوماً ما، كما أنني أذكر معاناتي عندما كنت بالمرحلة الثانوية في حفظ صفحات كتاب التاريخ المكرر دراسياً، وفي أي احتفال إعلامي بحدث تاريخي أستعد لسماع أغنيات وأحاديث مكررة بحيث أصبحت تشبه المقرر المدرسي لذلك فيمكنني من الآن التنبؤ بالأحاديث التي سيبثها التليفزيون عن ذكرى أكتوبر لهذا العام كما أنني أتنبأ بأنني لن أشاهدها فقد حفظت ما يقال منذ سنوات، أتمنى أن نحتفل بذكرى أكتوبر بروح الانتصار والبناء الفعال في الحاضر وليس باسترداد مشاهد وقصص من الماضي . [c1]علاج لالتهابات الحاضر [/c]فاطمة 22 سنة تقول : مع كل مناسبة وطنية تاريخية تكثف الصحف الهادفة الكثير من المواد التحريرية التي نصنفها على كونها تاريخية وحقيقة تلك المواد تثير إعجابي وتقدم لي وجبة تاريخية جيدة تساعدني على استخلاص أمثلة عديدة من وطنية وتضحية الأبطال وهذا ينمى بداخلي الحب والانتماء لوطني وكم من الضروري برأيي أن تركز الصحف هذا العام في احتفالاتها بانتصارات أكتوبر على الأبطال المصريين المسلمين المسيحيين في تلك الحرب وبذلك سنستعيد ذكرى تاريخية بها دواء لبعض التهابات الحاضر، أما ما يقدمه الإعلام المرئي من أوبريتات غنائية عن الانتصارات التاريخية لمجتمعي لا تثير إعجابي وبالتالي لا تضيف لي أي جديد من حس وطني. [c1]التاريخ لدي مجرد شخصيات [/c]أماني 23 سنة تقول: دراستي الأكاديمية بالجامعة كانت بقسم التاريخ وحقيقة تعذبت خلال أربع من سنوات الدراسة بحفظ تفصيلات الكثير من الأحداث التاريخية وكنت أنسى تلك التفصيلات بمجرد انتهائي من اختبارات نهاية العام الدراسي لذلك وبعد تخرجي الجامعي بدأت اهتم بالتاريخ بشكل مختلف حيث أهتم بمعرفة تفصيلات شخصية الرجال الذين صنعوا تاريخ بلادي كسعد زغلول وعبد الناصر وغيرهم مع حفظ ألقابهم السياسية، مع ذكرى أكتوبر تطل الكثير من التساؤلات بذهني عن شخصية الرئيس الراحل السادات، لكن دوماً ما تواجهني مشكلة في التفاعل مع كل مفردات شخصيته فأعجب جداً بجانب وأكره جانب أخر لكن هذا غير مسموح البوح به لان مجتمعي يكره أو يحب ولا يعرف أن يتفق ويختلف لذلك عندما أنتقد الراحل السادات يقول لي زملائي أنه صاحب انتصار أكتوبر فأصمت طبعاً لأنه أكتوبر أكبر حدث في تاريخ مصر الحديث.