استخدام والجماعات المتوحشة من جنسيات عربية ليس مفاجأة فقد كانت أخبار أعدادهم وتسليحهم وتسلل محسوبين عليهم متداولة، وعليها تنبأ الكثيرون بأن الأمر بتكليف فرق الموت الأصولية بإثارة الفوضى هذه المرة شبه مؤكد. وهو ما أثاره السفير السوري في الأمم المتحدة عندما تحدث عن جماعات سعودية وعربية أخرى هي من تقوم بالمعركة الحالية في لبنان.هنا تقع الأطراف في المزيد من التورط، سواء كانت سورية أو إيرانية أو حتى مجرد فرق فلسطينية ولبنانية مستقلة. والورطة لأن جماعة جند الشام و«فتح الإسلام» تصنف على أنها امتداد للقاعدة فكرا ورجالا، ومن ثم ستصبح المعركة ضدها معركة دولية، كما حدث في الصومال. فالذي قضى على نظام المحاكم الإسلامية في مقديشو بعد انتصاراته السريعة والباهرة انه صار ملتصقا بجماعات محسوبة على القاعدة وفكرها ومخططها، حيث سارعت قوى خارجية متعددة، وتعاونت حتى قضت على نظام المحاكم الذي فر قادته في بضعة أيام الى خارج الحدود. وحتى عندما استضافت إريتريا هاربي المحاكم من كبار مسؤوليها، ضمن لعبة تحالفات الأعداء المألوفة في القرن الأفريقي، صار الإريتريون أنفسهم هدفا للملاحقة والمحاسبة.قبل معارك نهر البارد كانت مشكلة سورية، وكذلك القوى المؤيدة لها، محصورة في دائرة النزاع اللبناني لكن بعد ان صارت الجماعات الإرهابية الدولية طرفا حقيقيا في الأزمة، سواء بالاستخدام أو بالتأييد، فإننا سنرى تبدلا في القضية اللبنانية. لن تجد هذه القوى المتورطة من يساندها دوليا لأن الجميع في حال حرب مع الجماعات المتطرفة، سواء كانوا روسا أو صينيين أو أوروبيين. والأحداث الأخيرة دلت على الحلقة المفقودة التي تحدث عنها النائب وليد جنبلاط حيث ربط بين تفجيرات العراق وتلك التي وقعت في لبنان، وبين الجماعات الأصولية الانتحارية في العراق ثم الآن في لبنان.وبالنسبة لملاحقة الجماعات الإرهابية فقد اعتاد العالم وتأقلم على أنها لا تنتظر حكم محكمة دولية، ولا فصلا دوليا سابعا، بل تحركا فوريا. نرى أن دائرة النزاع كبرت، وأصبحنا في مرحلة ما وراء محاكمة قتلة رفيق الحريري، الى ملاحقة جماعة القاعدة. ولا احد يستطيع أن يعرف ما مدى دائرة المطاردة وعواقبها. أما مشروع محاكمة قتلة الساسة اللبنانيين، وعلى رأسهم الراحل رفيق الحريري، فانه حدث بطيء الحركة ومعقد الآلية. لهذا أستغرب كيف دفعت الأمور باتجاه القضية الأكثر خطورة من أجل التأثير على قضية محلية هي اغتيالات لبنان. إن الادعاء بأن هؤلاء الناس قرروا فجأة، وذاتيا، محاربة الحكومة اللبنانية لا ينسجم مع خط التيار التكفيري الجغرافي والفكري، مما يعزز مقولةإنها جماعات مرسلة ضمن مشروع التخريب والترهيب المستمر في الساحة اللبنانية. لكن، وكما ذكرت في متن المقال، انها تؤسس لوضع أكثر خطورة وستدفع السياسيين الى حساب الحدث بلغة أكبر وأخطر.[c1]نقلا عن صحيفة (الشرق الاوسط) [/c]
لم تعد محاكمة قتلة الحريري بل ملاحقة بن لادن
أخبار متعلقة