شملت إسبانيا وماليزيا والهند وتايلاند وهولندا ولندن
تحول الاحتجاجات الى أعمال عنف في عدة دول
مدريد/14 أكتوبر/رويترز:اتخذت اسبانيا وماليزيا إجراءات أمنية مشددة لمنع تحول إضرابات احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود العالمية إلى أعمال عنف تهدد بعرقلة شبكات الطرق وإبطاء تسليم السلع الغذائية والمواد الخام. وتعهدت اسبانيا «بعدم التساهل مطلقا» مع أي أعمال عنف من قبل سائقي الشاحنات المضربين بعد سلسلة من الحوادث شملت إضرام النار عمدا في شاحنة امتنعت عن الإضراب مما أسفر عن إصابة السائق بحروق. وقال رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو «الحكومة لن تتسامح على الإطلاق مع أي عمل من أعمال الترهيب أو العنف.» وقالت الحكومة أنها اعتقلت 71 من مثيري الإضراب بتهم تشمل ترهيب السائقين غير المضربين منذ أن بدأ 75 ألف من سائقي الشاحنات إضرابا ليل الأحد لمطالبة الحكومة بمساعدتهم في مواجهة الارتفاع في أسعار الوقود. وفي ماليزيا عززت السلطات إجراءات الأمن في العاصمة لمنع مظاهرة تأمل المعارضة أن يشارك فيها أكثر من 20 ألف شخص بعد صلاة الجمعة مع تزايد الشعور بالغضب بسبب ارتفاع الأسعار ومحاولات الحكومة التهوين من الآثار. وقال قائد شرطة كوالالمبور محمد سابتو عثمان انه تم وضع ما بين 1500 و2000 من أفراد الأمن في حالة تأهب لمنع المسيرة المزمعة من احد المساجد في الشطر الفقير من المدينة الذي يقطنه المالايو العرقيون إلى البرجين التوأمين في وسط المدينة. وارتفعت أسعار النفط حوالي 40 في المائة منذ بداية العام لتصل إلى أعلى مستوى لها قرب 140 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي مما اثر على اقتصاديات وقطاعات تعاني بالفعل أثار أزمة الاثتمان العالمية وارتفاع أسعار سلع أساسية أخرى. وانتشرت الإضرابات في إرجاء العالم مما أرغم حكومات على تقديم تنازلات لسائقي الشاحنات وصناعات أخرى تكافح الارتفاع الكبير في أسعار الوقود. وقال زعيم نقابي ان سائقي الشاحنات في الهند سيبدأون إضرابا لأجل غير مسمى الشهر القادم يشمل أربعة ملايين شاحنة، وأضاف تشاران سينغ لوهارا رئيس مؤتمر عموم الهند للنقل البري « ابتداء من الثاني من يوليو لن تكون هناك أي مركبة على الطريق. لقد اتخذنا ذلك القرار.» وأدى إضراب مماثل استمر أسبوعا في أغسطس 2004 إلى خفض المبيعات الشهرية للديزل بنسبة 9.3 في المائة عن مستوياتها قبل عام في حين تراجع النمو السنوي للإنتاج الصناعي إلى 7.9 في المائة بعد أن كان 8.4 في المائة في الشهر السابق بعد أن عطل الإضراب الشحنات. وفي تايلاند قال سائقو الشاحنات أنهم مستعدون لسد الطرق المؤدية إلى العاصمة إذا لم تلب الحكومة مطالب تشمل خفض سعر الديزل وإتاحة قروض رخيصة لتحويل محركات الديزل إلى الغاز الطبيعي. وفي هولندا أبطأ محتجون شاحناتهم إلى 50 كيلومتراً لمدة نصف ساعة الخميس في محاولة لإرغام الحكومة على إلغاء الزيادة في ضريبة الديزل المقررة الشهر القادم. وكتب على لوحة وضعتها رابطة سائقي الشاحنات على الطريق السريع: «لقد تجاوز الأمر حد المعقول. خزانات شاحناتنا فارغة.» وقالت هيئة الإذاعة الهولندية أن بعض السائقين الهولنديين سدوا أيضا جزءا من طريق سريع بإيقاف شاحناتهم. وقالت رابطة سائقي الشاحنات ان الحكومة الهولندية ستجتمع مع ممثلين عن الرابطة ومجموعة النقل الهولندية (ايفو) الأسبوع القادم لإجراء محادثات بشأن أسعار الديزل. وقالت الحكومة الأسبوع الماضي أنها ستمضي قدما في الزيادة المقررة في الأسعار. وفي بريطانيا يهدد حوالي 500 من سائقي الشاحنات الذين ينقلون شحنات البنزين إلى محطات الوقود التابعة لشركة (شل)بالإضراب لعدة أيام ابتداء من امس الجمعة. ونجحت الحكومة الاسبانية الأربعاء في إقناع معظم سائقي الشاحنات بالعودة إلى العمل مع وعود بتخفيض الضرائب لكنها رفضت الاستجابة لمطالب لوضع حد أدنى لأجرة النقل. كما عرضت البرتغال أيضا تخفيف الضرائب بعد أن دخلت في مفاوضات لإنهاء إضراب في البلاد. وقالت اسبانيا أن عمليات تسليم المواد الغذائية والسلع الأخرى بدأت تعود إلى طبيعتها الخميس بعد الاتفاق رغم إعلان مراكز توزيع الغذاء عن نقص في المواد الغذائية فيما لا يزال العمل متوقفا في مصانع السيارات.