رأي
قبل سنوات عدة كنت عضواً في رابطة أصدقاء جامعة الدول العربية, تلك الرابطة التي تشكلت من مجموعة مثقفين في اليمن، وكان هدفها الطموح, أن تشكل رافعة للجامعة العربية بحيث تصبح هذه الجامعة ممثلة حقيقية لكل العرب، تتبنى قضاياهم وتحقق طموحاتهم, واليوم وبعيداً عن الحديث عن الرابطة أو باسمها أجد نفسي كمواطن عربي مشدوداً لتوجيه هذه الرسالة المفتوحة للجامعة العربية بعد أن اشتدت المعاناة لشعب عربي فلسطيني طوال ستين عاماً عاشها ومايزال تحت الاحتلال, يقاسي كل أنواع العذاب والاضطهاد, واليوم محاصر على مرأى العالم بأسره وفي مقدمته عالمنا العربي.بداية أقول للجامعة العربية إنها لم تؤد الدور المطلوب واللازم في فك الحصار عن الشعب الفلسطيني, وهذا معناه أن تخرج الجامعة العربية إلى دائرة الفعل ودائرة الرهان التي دخلتها طواعية على الحلول الوهمية.مطلوب من الجامعة العربية أن تكسر الحصار وتوصل الدواء والغذاء لغزة المحاصرة, وترفع الظلم عنهم.مطلوب من الجامعة العربية أن تمارس ضغوطاتها من أجل وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية.مطلوب من الجامعة العربية أن تمارس كل الضغوطات لتمنع تهديد القدس، وتعمل على تحريره من دنس الصهاينة.مطلوب من الجامعة العربية أن تلعب دوراً إيجابياً في إيجاد تسوية لخلافات فتح وحماس وهي قادرة عن ذلك إذا أرادت, حيث ترتبط دول الجامعة علاقات مع هذه الفصائل، وأن توقف حالة الفوضى السائدة في الضفة والقطاع.هذا على صعيد أهلنا في داخل الوطن المحتل, أما فلسطينية اللجوء والشتات, وفقط حديثي عن من هم متواجدون على الأرض العربية فهم يعانون من مشاكل كبيرة وقنوعة في هذه البلدان.والمطلوب تبني مشاكلهم وحلها وهذا أضعف الإيمان, وهنا أذكر البعض منها:1 – عدم منع اللاجئين الفلسطينيين من العمل، كما هو حاصل في بعض البلدان.2 – السماح للمواطن الفلسطيني بأن يكون له بيت ملك وعدم حرمانه من هذا الحق.3 – إتاحة الفرصة للطالب الفلسطيني في التعلم ودخول الجامعات أسوة بمواطني هذا البلد أو ذاك.4 – عدم الاستغناء عن المواطنين الفلسطينيين وتركهم للشارع بعد خدمات تزيد عن 30 سنة ـ 40 سنة في كثير من البلدان.5 – تخفيف رسوم الإقامة للفلسطينيين في الدول العربية التي يقيمون فيها أو الإعفاء من رسوم الإقامة, حيث نعرف حالات خرجت من العمل, ولا تستطيع أن تدفع رسوم الإقامة ويصبح تحت طائلة القانون.6 – لماذا لا يؤخذ قرار في الجامعة العربية بمساواة الفلسطيني في الواجبات والحقوق في كل بلد عربي يعيش فيه اسوة بمواطن البلد, وإلا ما معنى الحديث عن العروبة والأمة, وإلى غير ذلك.نحن لا ننكر أن الكثير من الأشقاء العرب يتعاملوا بأفضل ما يكون مع الفلسطيني، وقدموا له كل التسهيلات, ولكنها قضية ملايين من الفلسطينيين تريدون حلاً.نحن لا ننكر أن هموم الفلسطينيين كثيرة, وقد تكون أكبر من إمكانيات هذا القطر أو ذاك, وهذه دعوة للجامعة العربية أن تتحمل كل الأعباء مجتمعة.نحن لا ننكر أن هناك مواقف مشرفة ومبادرات مشرفة لدول عربية في مساعدة الفلسطيني وبناء بيته ولم شمله والعمل على وحدة صفه, ولكن هذا يكون أقوى عندما تتبناه الجامعة العربية.عندما أتوجه برسالتي هذه للجامعة العربية.. فليس إلا من منطلق إيماني المطلق بأن فلسطين جزء من هذه الأمة العربية، وقضيتها قضية كل العرب.