تعهد بإنشاء جيش قادر على الرد على التهديدات الإرهابية
باريس/14 أكتوبر/تامورا فيديليه: تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الثلاثاء بإنشاء جيش أصغر أكثر قدرة على الحركة وأفضل تجهيزا قادر على الرد على التهديدات الحديثة التي تتراوح بين الإرهاب وهجمات الكمبيوتر. وقال ساركوزي وهو يعلن وثيقة السياسة الدفاعية الجديدة أن الجيش يحتاج إلى توجيه مزيد من الموارد لمساعدة الجنود في الميدان والتأكيد مجددا على الأمن داخل حدود فرنسا. ويتوقع أن تخفض فرنسا قوام قواتها بأكثر من 50 ألفا في الجيش والبحرية والقوات الجوية. وعندما يتم استكمال إعادة الهيكلة فان قوات الجيش سيبلغ عددها 225 ألف جندي. وسينخفض عدد الجنود الذين يمكن إرسالهم إلى الخارج إلى 30 ألفا من المستوى الحالي عند نحو 50 ألف جندي إضافة إلى قوة احتياط للتدخل السريع قوامها خمسة آلاف جندي. وقال ساركوزي: «لمدة 15 عاما لم تواجه فرنسا تهديدا بغزو. والتهديدات تغيرت في طبيعتها وهي متنوعة وتتغير.» وأضاف :«من الآن فصاعدا دفاع فرنسا يواجه مخاطر داخل فرنسا مثلما يواجه على بعد آلاف الكيلومترات.» ومن حيث الإستراتيجية العسكرية بصفة عامة فقد لمح ساركوزي إلى رغبة تم التعبير عنها بالفعل للمشاركة على نحو أكبر في هياكل حلف شمال الأطلسي. ويقول محللون أن هدفه هو الحصول على تأييد لمزيد من التعاون الدفاعي في الاتحاد الأوروبي. وإجراءات التوفير ستؤدي إلى تخصيص مزيد من الأموال للاستثمار في معدات متقدمة مثل الأقمار الصناعية وتحسين أسطول طائرات الهليكوبتر المتهالك. وقال ساركوزي وهو يخاطب منتقدين اتهموا الحكومة بتقليص القدرات العسكرية لفرنسا انه يهدف إلى جعل فرنسا أكثر قدرة عسكرية عما هي عليه اليوم. ولفرنسا قوات قوامها 12 ألف جندي في مهام خارجية تمتد من أفغانستان إلى البلقان لكنها تعاني من المعدات السيئة ونقص طائرات الهليكوبتر والنقل الجوي. وأكثر من نصف أفراد الجيش يقومون بواجبات إدارية ومهام دعم و40 في المائة فقط يقومون بأدوار في العمليات والقتال. ووضع فرنسا كقوة نووية لديها جيش قوي يمثل حجر الزاوية في السياسة وتعهد ساركوزي بالمحافظة على استقرار نفقات الدفاع عند نحو اثنين في المائة من إجمالي الناتج المحلي. لكن ساركوزي اعترف بأن أوضاع المالية العامة أجبرت الحكومة على خفض التكاليف والسعي إلى الحصول على قيمة أفضل للنقود. وقال ساركوزي ان فرنسا ستنفق ثلاثة ملايين يورو أكثر في السنة عما كانت تفعل في السابق لتجهيز قواتها. واللجنة المكلفة بتنفيذ مراجعة الدفاع لا ترى سببا لمعارضة عودة فرنسا إلى قيادة حلف شمال الأطلسي. لكن لتنفيذ ذلك قال ساركوزي أن فرنسا التي سحبت قواتها من قيادة حلف شمال الأطلسي في عام 1966 يجب أن تحتفظ بسيطرتها على ترسانتها النووية ولن تتخلى عن قيادة قواتها.