الأديب الناقد الباحث / أحمد المهندس عشقت كتاباته وطروحاته في العديد من قضايا وإشكاليات الثقافة والفنون و(الاقتصاد) والأدب والسياسة، اتسمت مقالاته بتحليل الظواهر والسليبات في مختلف مناحي الحياة بشكل واضح وصريح وجلي، بل ومعالجتها من خلال آرائه التي لا يحكمها إلا الصدق والعقل والمنطق، فنجده في حالاته الإبداعية صاحب كلمة معبرة تعيد الاعتبار لأصحاب (الحقوق المهدرة) من المبدعين المفكرين والفنانين والمثقفين أدبياً ومعنوياً وإنسانياً بعد أن (طويت صفحات من تاريخهم) الحافل والزاخر الجميل المتألق.فينبرى (صديقنا الحبيب) فارساً يمتطي بقلمه جهاراً إيقاع المعاناة معيداً إليهم بوعي ودراية كثيراً من الاعتبارات والامتيازات الإبداعية التاريخية لجيل الرواد والعمالقة دعاة الحداثة والتنوير بعد محاولة البعض من (فصيلة النبتات الشيطانية) اغتيالهم وإسقاطهم من سجلات الزمان.جاء المهندس (فارساً) منذ زمن طويل مجنداً ومسخراً إمكانياته ووقته وصحته لإنصاف شريحة مهمة هضمت وتركت في الظل في مجتمعاتنا العربية لأسباب عديدة متداخلة. لا نريد الخوض في تفاصيلها في هذا المقام، فقام بإعداد الإصدارات والمقالات والكتيبات القيمة الموجهة بمفاهيم العلم والمعرفة.والحقيقة نشعر أنه (نجح بجهودٍ ذاتية) في تسليط الأضواء وإعادة الاعتبار لصناع ثقافات وحضارات الشعوب.ما لفت انتباهي في شخصيته أنه ينتمي بأريحية وشفافية غير مسبوقة لكل الثقافات (الكونية) بمختلف مناحيها ومشاربها وأطيافها (الثقافات) التي تستند (للأصالة) ومتكئة على جذور ضاربة في أعماق الأرض العربية.أحمد المهندس (إنسان ومبدع) تشرب وأحب وعشق حد (الثمالة) أسمى وأعلى وأرفع درجات (الانتماء الثقافي الفكري الإبداعي الإنساني) في زمن افتقدنا به هذا النوع من رجالات الأدب والفن خارج نطاق جغرافية الزمان والمكان.بقي أن أضيف أنه بتلقائيته وعفويته وصدقه مداميك وأركان أساسية بل سر مفاتيح تألقه ونجاحه في الولوج بلا استئذان إلى قلوب من عرفه عن قرب.كتاب (من جدة إلى صيرة) شهد هذا الكتاب القيم الرائع قبل فكرة تجميعه في ما ضم بين دفتيه من مواضيع جادة هادفة متابعتي واهتمامي منذ ولادته كمقالات متفرقة تطرقت للعديد من رموز وأعلام الثقافة والفنون اليمنية بالإضافة إلى تناول مختلف الظواهر الفنية في عموم المشهد الإبداعي اليمني في الآونة الأخيرة، وكم أسعدني وشرفني الأخ / أحمد المهندس باتصالاته لي عبر الهاتف كمرجع يأنس به في البحث عن أمانة ودقة المعلومات التي كان يطلبها ويعود إليها من شخصنا المتواضع كصديق في المقام الأول ومهتم بشؤون الفنون والثقافة اليمنية.لن أطيل فالكتاب من (من جدة إلى صيرة) بما يحتويه من ثراء وقيمة وجهود يستحق الثناء والإعجاب والتقدير.
أخبار متعلقة