مبدعون في الذاكرة
[c1]* مطربة من زمن الفن الجميل !! [/c]إذا تجاوزنا ظهور مطربات يمنيات في حفلات الافراح الخاصة بالنساء في الاربعينات من القرن الماضي ، وذلك لقلة المعلومات التي تتحدث عن أولئك المطربات ، فإننا نستطيع أن نحدد ظهور أول مطربة يمنية بأغنيات خاصة بها من خلال الحفلات الشعبية ومايكرفون الاذاعة في أواخر عام 1975م أوائل عام 1985م وذلك عندما أكتشف الموسيقار اليمني يحيى مكي شابة صغيرة من بنات حارته " حارة القاضي" من خلال صداقة كانت تربطه بوالدها وهو شخصية اجتماعية معروفة في عدن كان اسم الوالد : الاستاذ سعيد عزيم .. وكان اسم اول مطربة يمنية مشهورة نبيهه عزيم .قدمت نبيهه عزيم أول أعمالها من ألحان أبوبكر بلفقيه الذي شاركها الغناء محمد صالح همشري بعنوان " يازين يازين " لتتوالى الأغاني التي قدمتها وتعتبر الاغنية التي كتبتها الشاعرة الفلسطينية " سميرة أبو غزالة" ولحنها الفنان الكبير محمد مرشد ناجي أهم أعمالها الفنية عندما وقفت نبيهه عزيم في الحفلات أمام آلاف الرجال والنساء لتصرخ من أعماقها خاصة في وجوه الذين استنكروا ظهور فتاة شابة على خشبة المسرح لتغني .. صرخت فيهم :أنا وعي لاسفورأنا أنثى عربيةكيف لا أهوى وفي قلبي أحاسيس نديةليس مابي ضعف "ليلى"إنما قوة "جميلة"حيث كانت تقصد ليلى العامرية وجميلة بوحريد وإذا كانت نبيهه عزيم أو فتاة يمنية تغني في الإذاعة والحفلات فهي بهذا المقياس تعتبر " رائدة" لأنها أسست لظهور عشرات المطربات من بعدها رغم إuتزالها المبكر نظراً لزواجها وهي عادة أصبحت تلازم معظم المطربات اللواتي ظهرن في حياتنا الفنية خلال الخمسين سنة الماضية لأن هذا موضوع مستقل سأقدمه في عدد قادم إن شاء الله ..عذراً صديقي القارئ .. فموضوع اليوم مخصص للحديث عن الفنانة / ماجدة نبيه ، ولكن حديث نبيهه عزيم قد أخذنا بعض الشيء !!أستطيع أن أقول بثقة بأن " ماجدة نبيه" أهم فنانة ظهرت في اليمن .. فهي ليست مجرد مطربة تملك صوتاً جميلاً وإنما هي فنانة شاملة تألقت في مختلف المجالات الفنية ، رقص شعبي ، تمثيل ، غناء !!-كانت بداية ماجدة نبيه في عام 1963م مثل بداية أي موهبة في سن الطفولة في المدرسة ضمن النشاط المدرسي الذي لم يعد له وجود الآن في مدارسنا حيث كانت تشارك في الحفلات المدرسية ..تغني وتمثل وترقص في نفس الوقت ووجدت الطفلة ماجدة نفسها تحب الفن الى حد العشق وقد كان لتشجيع بعض مدرساتها أثر كبير في تحفيزها على الاتجاه .- في عام 1970م كانت أول خطوة لها خارج الاطار المدرسي في اشتراكها في برنامج ناجح كانت تقدمه إذاعة عدن بعنوان( شهر و 30 مشكلة) حيث كان يشاركها كبار الممثلين والمذيعات المشهورات آنذاك .- بعدها ألتقت بالمخرج اليمني المعروف فيصل علي عبدالله الذي قدمها الى خشبة المسرح في مسرحية (الصياد) التي نجحت فيها نجاحاً كبيراً رشحها لبطولة مجموعة من الاعمال المسرحية منها :الكنز /14 مايو/ المزهر الحزين لوحة للفنان أحمد قاسم وكلمات لطفي أمان ، صنعاء ، مدينة مفتوحة ..أما أهم أعمالها آنذاك فقد كانت مسرحية غنائية بعنوان (الجبل) شاركها في الغناء الفنان محمد عبده زيدي قدمت المسرحية في أحد صهاريج الطويلة وحضرها الرئيس " سالمين" الذي وقف يصفق محيياً الزيدي وماجدة نبيه .- ولكنها بعد هذه الاعمال المسرحية الناجحة أتجهت إتجاهاًَ آخر نجحت فيه أكثر من التمثيل حيث بدأت تمارس نشاطها الفني في مجال الغناء .وقد تحمس الفنان الكبير أحمد صالح بن غودل لصوتها فقد قدم لها لحناً ناجحاً من كلمات عبدالرحمن ابراهيم بعنوان (زمان الحب ودعناه .. ودعنا مآسينا) وبعد فترة اشتركت مع فرقة الانشاد التابعة لوزارة الثقافة لتقدم باقة من أجمل اغنيات التراث والالحان الحديثة نتذكرها جميعاً .. كما قدمت أغنية رائعة من كلمات الصحفي الشاعر أحمد الحبيشي بعنوان (باقة حب) من ألحان بن غودل .- تقول ماجدة نبيه في حديثها معي في عام 1982م :أهوى الفن / حتى إشعار آخر .. كما أهوى القراءة والرقص .- مطربي المفضل من اليمن أحمد فتحي ويطربني صوت فيروز جداً .- أمنيتي أن أسخر إمكانياتي للمساهمة في خدمة وتطوير الاغنية اليمنية وأن أحتل مكانة متقدمة بين الاصوات الغنائية النسائية !!- أحب من زميلاتي المطربات كلاً من أمل كعدل ووفاء أحمد سعيد و كفى عراقي .. وتمنيت لو أن ذكرى محمد عبدالله استمرت في الغناء فهذه الاصوات تبشر بامكانيات كبيرة في عالم الغناء اليمني .- الملحن الذي أتمنى أن أغني من ألحانه هو كل ملحن رائع يملك ألحاناً جميلة .. وليس بالضرورة أن أحدد ملحناً بعينه .. وأرحب بكل ملحن يقدم لي لحناً يتناسب وطبقات صوتي ومساحته .- أتمنى وأطمح أن أسخر كل إمكانياتي من أجل المساهمة في تطوير الاغنية بالنسبة له جزءاً من حياته ونبض عقله ووجدانه وضميره الفني .- أسباب توقفي عن التمثيل على خشبة المسرح أنني أعتبر نفسي في إجازة مؤقتة .. وأنا أرحب بأي عرض يقدم الى للاشتراك في أي عمل جيد .- تزوجت ماجدة نبيه من الفنان أحمد فتحي عام 1984م بعدن .. وقدما بعدها أهم عمل في حياتهما ماجدة كمطربة وأحمد فتحي كملحن .. كان ذلك العمل لوحة غنائية كتبها الشاعر إبراهيم صادق وهي تحكي عن مآسي وآلام الشعب اليمني في عهود الائمة المظلمة .. ويعتبر هذا العمل ملحمة غنائية شارك فيها حوالي مائة وخمسين فناناً وفنانة في الغناء والموسيقى والرقص الشعبي .وهو من أنجح اللوحات الغنائية .. ومن المؤسف أن هذه الملحمة الغنائية الرائعة والضخمة مسجلة وموثقة في القناة التلفزيونية الثانية ولكنها مرمية في أشرطة نخشى أن يعبث بها الاهمال والرطوبة والاتربة ونتمنى أن نشاهد هذه اللوحة الغنائية الرائعة على شاشة قناتنا الفضائية التي تفتقر لمثل هذه الاعمال الكبيرة والضخمة دعوة للاخ حسن اللوزي وزير الاعلام للاهتمام وإعطاء توجيهاته بعرضها في الفضائية اليمنية .- عام 86 تقريباً .. أعتزلت ماجدة نبيه الفن وسافرت مع زوجها إلى أبو ظبي حيث يعيش والداها اللذان يحملان الجنسية الخليجية وهكذا .. خسرنا أهم صوت نسائي بجانب صوت فتحية الصغيرة وأفضل ممثلة ظهرت علي خشبة مسرحنا اليمني .وهكذا .. مازال التلفزيون يبخل بتقديم أغانيها الرائعة لنتذكر من خلالها زمناً جميلاً عاشته أغنيتنا اليمنية !!
صبا ورجاء