عمر السبع شهدت الجمهورية اليمنية نقلة نوعية وتطوراً ملحوظاً في مجالات الحياة المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .. وبرز طابعها الحضاري في سياق هذه التحولات والذي افرز مجتمعاً متجانساً هدفه الاساسي تطور اليمن وازدهاره لتحقيق الرخاء لكل افراد المجتمع..وفي ظل التحولات الديمقراطية والرعاية الصحية والاهتمام بمختلف شرائح المجتمع والنمو النسبي لدخل الافراد تزايد حجم السكان تزايداً ملحوظاً فان نسبته اعلى المعدلات العالمية.. ونجم عن هذا التكاثر السكاني ظهور بعض المشكلات في الجانب الاجتماعي والجانب الاقتصادي والجانب البيئي مما دعا الحكومة توجيه المؤسسات الرسمية ذات العلاقة الوقوف امام هذه القضايا وعمل استراتيجيات هدفها الحدمن الظواهر السلبية كاستراتيجية التخفيف من الفقر وهناك استراتيجيات في الجانب البيئي مع الاهتمام بدور المجتمع المدني بالشراكة الحقة مع الحكومة لحل المعضلات القائمة في مجال البىئة.ان تكثيف النشاط لتخفيف المخاطر على المجتمع يتطلب الى جانب الجهود الحكومية تفعيل دور المجتمع، وان الشراكة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني في حماية البيئة يتطلب احاطة فاحصة بالمشكلات البىئية والعمل معاً لدرء مخاطرها.لقد اهتمت المؤسسات الاهلية والمنظمات غير الحكومية اهتماماً متزايداً في قضايا البيئة واشكالاتها واضحى تاثيرها ملموساً في السياسات الحكومية .. وقد فاقم من هذا الاهتمام ماتحظى به المنظمات المدنية من رعاية عالمية ودعم من منظمات الأمم المتحدة والدول المانحة لهذه المؤسسات الاهلية.. وان مسألة البيئة لم تعد مسألة محلية فحسب بل اصبحت ذات اهتمام عالمي وان سلامة البيئة وحماية توازنها الطبيعي وتحقيق التنمية المستدامة يتطلب تفعيل دور المنظمات الاهلية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني الى جانب الدور الاساسي للدولة في التنمية الشاملة ،فكلا الجهدين الشعبي والرسمي يصبان معاً في التنمية وتطوير البىئة وحل معضلات المجتمع للنهوض بأفراد المجتمع نحو الرخاء والرفاة..إن مشكلة تلوث الهواء أحد أهم المشكلات التي تعاني منها الجمهورية اليمنية، ومصادر تلوث الهواء في اليمن كثيرة،وتعتبر وسائل النقل المختلفة هي المصدر الاساسي لهذا التلوث وهناك مصادر اخرى للتلوث كمراكز الاحتراق المولدة للطاقة الكهربائية والمراكز الصناعية كمصانع الاسمنت والكسارات فضلاً عن التلوث الناجم من العوامل الطبيعية ولاريب ان القطاع الخاص والمواطنين يملكون الكثير من وسائل النقل والمصانع وان اكثر وسائل النقل تفتقر الى المواصفات الصديقة للبيئة ،بل ان هنالك وسائل نقل تنتهي عمرها الافتراضي ولاتزال في الخدمة وتنفث دخاخينها السامة في الهواء كغازات اول اكسيد الكربون،وثاني اكسيد الكربون فضلاً عن الغازات الاخرى السامة وحبيبات السخام وتركيزات الرصاص وكل هذه الغازات والجزئيات لها تاثيرات ضارة لصحة الانسان.. وان مهمة المجتمع المدني والمؤسسات الاهلية توجيه سلوك الافراد تجاه البيئة وتوعيتهم بسلامة البيئة وحمايتها من خلال رفع الوعي البيئي في المجتمع وتحفيز المواطنين على صيانة مركباتهم واصلاح اعطابها وشراء السيارات الصديقة للبيئة كالسيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي وذلك للحد من التلوث وتحقيق التوازن النسبي مع البيئة..الجدير بالاشارة ان الدولة قد اقرت الشراكة المجتمعية ودور مؤسسات المجتمع المدني للنهوض بالتنمية المستدامة ،وافردت لها مجالاً واسعاً في وضع الاهداف والخطط والعمل على تنفيذها ايضاً .. وتلوح في الافق استراتيجية وطنية خاصة بحماية البىئة والتخفيف من تلوث الهواء في اليمن .. فالدولة رغم ماتسنه من قوانين وتشريعات لحماية البىئة بحاجة الى المنظمات الاهلية للتعريف بهذه القوانين والتشريعات والاسراع على تنفيذها بما يحقق تطور البيئة وسلامتها ،وبما يكفل التوجه نحو تحقيق التنمية المستدامة.
ترابط الجهد الشعبي والرسمي لتحقيق التنمية المستدامة
أخبار متعلقة