نجمي عبدالمجيدعندما منحت جائزة نوبل للآداب عام 1988م للكاتب المصري الأستاذ نجيب محفوظ، كان أول أديب عربي يحصل عليها. وقيل أيضاً آخر أديب عربي تصل إليه هذه الجائزة.منذ الإعلان عن تأسيس هذه الجائزة في عام 1901م بعد رحيل صاحبها العالم الفرد نوبل عام 1896م لم تصل إلى أدباء الشرق إلا عام 1913م عندما منحت لشاعر الهند العالمي رابندرانات طاغور، وكان أول أديب في العالم يحصل على هذه الجائزة الكاتب الفرنسي رينه سولي، وقد ظلت هذه الجائزة محصورة في قلب الحضارة الغربية، وأمريكا ولم تحاول اللجنة المشرفة عليها النظر إلى كتابات للشعوب وحضارات غير الغرب ما جعل العديد من النقاد يطلقون صفة العنصرية الحضارية والفكرية عليها.لقد تجاهلت الجائزة الأدباء العرب لعقود من الزمن بالرغم من وجود أدباء في العالم العربي كانوا في مستوى الجائزة، مثل الأديب جبران خليل جبران (883 - 1931) الذي كان أول أديب عربي يصل إلى العالمية عبر مؤلفاته الفكرية والأدبية، وأصبح من القامات الثقافية التي تذاع أعمالها في العديد من دول العالم والكثير من اللغات ويعد كتابه (النبي) الصادر عام 1923م باللغة الانجليزية أشهر كتاب أدبي ظهر في القرن الماضي، ومازال حتى اليوم يطبع في الكثير من دول العالم.كذلك تجاهلت الجائزة رفيق دربه الفيلسوف والأديب ميخائيل نعيمة، الذي قال عنه أكثر من نقاد، انه مفخرة الأدب الإنساني في هذا العصر، ومن الأدباء الذين أسقطتهم الجائزة من حساباتها توفيق الحكيم وعباس محمود العقاد والدكتور طه حسين ومي زيادة وغسان كنفاني ويوسف إدريس والطيب صالح وعبدالرحمن منيف، وغيرهم.أما في عالم الشعر، وبالرغم من مكانة العرب الكبرى في هذا المجال، لم تصل الجائزة إلى شعراء كانوا في مستوى العالمية، فلم يحصل عليها شاعر في مكانة أحمد شوقي (1868 1932-) والذي يعد الشاعر الذي اخرج الشعر العربي من عصر الانحطاط إلى عصر النهضة.وعلى تطور المراحل الشعرية في الأدب العربي الحديث، ظهرت أسماء جددت في مضمون وشكل الشعر العربي مثل بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي وصلاح عبدالصبور ونزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم والعديد غيرهم، حتى أدرج اسم الشاعر والمفكر العربي، ادونيس في قائمة من تم ترشيحهم لنيل هذه الجائزة، ولكن عند المنح تذهب لغيره.وهذه الوضعية لا تقف حالتها على الكاتب العربي، فقد تجاهلت الجائزة أسماء إبداعية عالمية مثل الشاعر التركي ناظم حكمت، الأدباء الروس مكسيم جورجي وليون تولستوي وأنطوان نشيخوف، ورفضها من أدباء الغرب الكاتب الفرنسي سارتر والأديب البريطاني جورج برنارد شو.قال الشاعر ادونيس (على الكتاب العرب أن لا يحلموا بنوبل) وربما تكون هذه الكلمات هي الحقيقة الموجعة للمثقف العربي الذي يحلم بالوصول إلى العالمية، وحتى الأدباء العرب الذين عاشوا في الغرب وكتبوا بلغات تلك المجتمعات ومنحوا عدة جوائز غربية، لم تصل إليهم نوبل وظلوا خارج دائرة الفكر الغربي ونظر البعض إليهم على أنهم مجرد دخلاء على العقل الغربي، لذلك لم يصلوا إلى هذه الجائزة التي تمنح لأدباء بعضهم أقل مستوى من الأدباء العرب، ولكنه صراع حضارات وأزمة هوية بين الشرق والغرب وتظل نوبل بعيدة عن الأدباء العرب.
أخبار متعلقة