واشنطن/14 أكتوبر/ رويترز : أعلن البيت الأبيض تشكيل لجنة خاصة للتصدي لما يبثه موقع ويكيليكس من تسريبات لوثائق سرية سببت حرجا أقرت به الولايات المتحدة. وطبقا لما جاء في مذكرة للبيت الأبيض ستتولى اللجنة تقييم الضرر الذي سببه نشر ويكيليكس لبرقيات وزارة الخارجية الأميركية مع تنسيق تعامل الهيئات المختلفة مع التسريبات وتقديم اقتراحات لتحسين إجراءات تأمين الوثائق السرية. وتشير رويترز إلى أن تلك المذكرة التي حصلت على نسخة منها تتضمن الإشارة إلى أن الجهاز التنفيذي لمكافحة التجسس التابع لمكتب مدير المخابرات الوطنية سيقوم بدور رئيسي في اقتراح إجراءات لمنع تسريب أسرار حكومية مستقبلا. وقد سبب نشر وثائق للخارجية الأميركية قدرا متزايدا من الحرج للولايات المتحدة، حيث شملت الوثائق برقيات رسمية بشأن الحرب في العراق وفي أفغانستان وأسلوب عمل الدبلوماسية الأميركية. يشار إلى أن السلطات العسكرية الأميركية اتهمت برادلي مانينغ الجندي بالجيش الأميركي الذي عمل محللا لمعلومات المخابرات في العراق، بتنزيل أكثر من 150 ألف برقية لوزارة الخارجية على الكمبيوتر بدون تصريح، لكن مسؤولين أميركيين امتنعوا عن قول ما إذا كانت البرقيات هي نفسها التي نشرها ويكيليكس. من ناحية أخرى وصف البيت الأبيض دعوة رئيس تحرير موقع ويكيليكس الإلكتروني جوليان أسانغ إلى استقالة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعدما أظهرت وثائق مسربة أنها وجهت إرشادات إلى دبلوماسيين أميركيين للقيام بأعمال تجسس بأنها «سخيفة». وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس متسائلا «لماذا نهتم برأي شخص أضحوكة نشره على موقع سياستنا الخارجية ومصالح هذا البلد أقوى بكثير من موقعه». من جهة ثانية، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دبلوماسيين أميركيين لم يسمهم بالافتراء بعد أن ذكرت برقيات سربت أن لديه حسابات في بنوك سويسرية وصورته على أنه «استبدادي يكره إسرائيل ويتزعم حكومة لها توجهات إسلامية». وكشفت وثائق ويكيليكس أن دبلوماسيين أميركيين يشككون في إمكانية الاعتماد على تركيا شريكا، ويصورون القيادة التركية بأنها منقسمة ومخترقة من الإسلاميين وأن مستشاري أردوغان، ومنهم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، قليلو الفهم في السياسات التي تتخطى حدود تركيا. وقد قلل مسؤولون أتراك من شأن تأثير التسريبات على العلاقات التركية الأميركية، وأشار الرئيس التركي عبد الله غل إلى وجود «مؤامرة» وراء هذه التسريبات.في هذه الأثناء، وطبقا لأحدث التسريبات، أفادت برقية دبلوماسية أميركية نشرها ويكيليكس بأن مدير جهاز المخابرات الباكستاني قال إنه اتصل بمسؤولين إسرائيليين لتجنب هجمات محتملة على أهداف إسرائيلية في الهند. وورد في البرقية أن مدير جهاز المخابرات الباكستاني الجنرال أحمد شجاع باشا أبلغ السفيرة الأميركية السابقة آن باترسون بأنه سافر إلى سلطنة عمان وإيران لمتابعة تقارير تلقاها في واشنطن بشأن «هجوم إرهابي» على الهند. وجرت تلك المحادثة بعد نحو عام من هجوم مومباي الذي قتل فيه 166 شخصا، حيث اتهمت الهند جهاز المخابرات الباكستاني بالضلوع المباشر في الهجمات، وهو اتهام نفته باكستان. وفي سياق متصل ذكرت شبكة (إن بي سي) الإخبارية الأميركية أن موقع ويكيليكس تعرض للانهيار، وأصبح مفقودا أو أنه ترك مضيفه الرئيسي على شبكة المعلومات الدولية الذى يحمل اسم «أمازون دوت كوم». وذكرت الشبكة أن الموقع الرئيسي وكذا الموقع الفرعي أصبحا غير متاحين للمتصفحين من الولايات المتحدة ودول أوروبا، فيما يرفض «سيرفر أمازون» قبول أوامر الدخول للحصول على معلومات من الموقعين المذكورين. من جانبها ترفض مؤسسة «أمازون دوت كوم أي أن سي» التعليق على مدى علاقتها بموقع «ويكيليكس» أو الكشف عما إذا كانت قد أجبرت الموقع على الانتقال إلى مكان آخر.