ملبورن /14 أكتوبر/ رويترز : رفضت الولايات المتحدة يوم أمس الاثنين ما ذكرته إسرائيل من أنه بات من الضروري توجيه تهديد عسكري يعتد به لإيران وقالت إن العقوبات يمكنها أن تردع طهران عن صنع سلاح نووي.وتخشى الولايات المتحدة أن يكون هدف إيران من برنامجها لتخصيب اليورانيوم هو صنع أسلحة نووية لكن طهران تؤكد أن الغرض منه هو إنتاج الوقود لاستخدامه في توليد الطاقة الذرية.وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في مؤتمر صحفي في ملبورن بعد محادثات امنية مع استراليا «لا اتفق مع الرأي القائل بان السبيل الوحيد لجعل ايران تقوم بالعمل المطلوب لانهاء برنامجها للاسلحة النووية هو توجيه تهديد عسكري يعتد به. وأضاف «اننا مستعدون لعمل ما هو ضروري ولكن في هذه المرحلة مازلنا نعتقد ان الاسلوب السياسي والاقتصادي الذي نتخذه له تأثير في حقيقة الامر في ايران)).وصرحت مصادر سياسية اسرائيلية بان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ابلغ نائب الرئيس الامريكي جو بايدن امس الأول الأحد ان السبيل الوحيد لردع ايران عن صنع سلاح نووي هو تهديدها عسكريا بشكل يعتد به.وقال بايدن بعد المحادثات إن العقوبات «تحدث أثرا مؤلما» ولها «تأثير كبير» وإن أبدى شعوره بخيبة الأمل لتجاهل إيران لمبادرات إدارة الرئيس باراك أوباما.وقال جيتس إن كل الخيارات مازالت مطروحة وأضاف «قال الرئيس مرارا انه عندما يتعلق الامر بايران فان كل الخيارات مطروحة ونفعل ما نحتاج الى فعله لضمان توفر هذه الخيارات لديه.وقال جيتس ان العقوبات الجديدة الصارمة التي وافق عليها مجلس الامن الدولي «تحدث ضغطا على الحكومة الايرانية وتجذب الاهتمام.ومضى قائلا «نعرف انهم يشعرون بقلق ازاء تأثير العقوبات. العقوبات تحدث تأثيرا اعمق مما توقعوا.وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات بشأن برنامجها النووي مع القوى الكبرى واقترح عقد هذه المحادثات في تركيا.وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في المؤتمر الصحفي في ملبورن ان «الايرانيين ردوا وقالوا انهم مستعدون للاجتماع ولكن على حد علمي لا يوجد تاريخ او موعد لهذا الاجتماع)).وتابعت «اوضحنا بالتأكيد اننا سنرحب باي عودة الى طاولة المفاوضات.واثار حديث اسرائيل عن التهديد العسكري تكهنات في وسائل الإعلام الاسرائيلية بأن نتنياهو الذي رفض دعوات امريكية ودولية لاعادة تجميد عمليات البناء في مستوطنات الضفة الغربية يحاول صرف الانتباه خلال زيارته للولايات المتحدة عن مشكلة الاستيطان.ولكن نتنياهو اوضح ان اسرائيل تريد ان ترى ما اذا كانت العقوبات الاقتصادية الصارمة يمكن ان تقضي على ما تصفه بأنه تهديد لوجودها.ومن المقرر ان يلتقي نتنياهو مع كلينتون في نيويورك بعد غد الخميس لاجراء محادثات أشمل بشأن القضايا الاسرائيلية الفلسطينية. ولن يلتقي نتنياهو بأوباما الذي يقوم بجولة آسيوية مدتها عشرة أيام.ونقل أحد المصادر الإسرائيلية عن بايدن قوله لنتنياهو «سواء حدث اتفاق أو لم يحدث.. فإن التزامنا تجاه أمنكم تام وغير مشروط)).وقال بايدن في وقت لاحق إن بين الولايات المتحدة وإسرائيل « علاقة استراتيجية حساسة» وهي علاقة «لن نتنازل عن قيد أنملة فيها)).وانتهى أجل تجميد لمدة عشرة أشهر لبناء مساكن جديدة بمستوطنات الضفة الغربية في أواخر سبتمبر أيلول بعد حوالي ثلاثة أسابيع من استئناف محادثات سلام مباشرة في واشنطن. وقالت كلينتون الخميس الماضي إنها تعمل دون توقف لكسر الجمود الذي يكتنف الموقف.وقال دبلوماسيون إن واشنطن عرضت على إسرائيل عددا من المحفزات من بينها أفكار تتعلق بالأمن لإقناع نتنياهو باستئناف تجميد جزئي للنشاط الاستيطاني لمدة شهرين.وشملت المقترحات دعم الولايات المتحدة لمطلب نتنياهو بوجود عسكري إسرائيلي بطول نهر الأردن المرجح أن يمثل الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المستقبلية.لكن الزعماء الإسرائيليين توقفوا عند ما وصفته المصادر السياسية بالإطار الزمني المبهم لمقترحات نشر القوات والذي يعارضه الفلسطينيون.وقال مسؤول فلسطيني بارز الأسبوع الماضي إن الفلسطينيين سيمهلون الولايات المتحدة بضعة أسابيع أخرى لمحاولة استئناف محادثات السلام المباشرة مع إسرائيل.وقال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو سيتوجه إلى نيويورك وسيثير خلال اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون اعتراض إسرائيل على أي خطوات فلسطينية أحادية الجانب في الأمم المتحدة في ما يتعلق بقيام الدولة الفلسطينية.