أكد سياسيون ومثقفون مصريون وعرب أن القدس المعقل الأخير للمقاومة العربية للحفاظ على الهوية، ووقف التشويه والترهل الذي أصاب الجسد العربي على مختلف الأصعدة. وأكدت احتفالية “القدس وثقافة المقاومة” التي استهل بها اتحاد كتاب مصر مؤتمره السنوي عن القدس، أن المخزون الفكري والمادي في الشارع العربي -إذا حررت طاقاته- يكفي لتحرير فلسطين في زمن قياسي، وأن دولة الاحتلال يمكن هزيمتها لأنها هشة. وقال الشاعر أحمد سويلم للجزيرة نت إن الأوان آن ليفرد المثقفون لقضية القدس مساحات شاسعة من اهتمامهم لتوجيه الرأي العام لهذه الحقائق بما يخلق وحدة ثقافية عربية تستطيع مواجهة جرائم إسرائيل، ودعا كل المثقفين العرب إلى تبني قرار اتحاد كتاب مصر في 1995 بوقف كافة أشكال التطبيع إلى حين عودة الحقوق إلى أصحابها. ويشارك في المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، عشرون باحثا يقدمون أبحاثا حول الأبعاد المختلفة للقضية الفلسطينية وقضية القدس خصوصا، على أن يشارك شعراء عرب في اليوم الختامي. وفي هذا الإطار أكد وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية المتوكل طه أن القدس عنوان رفيع يلتف حوله العرب لأنها تتعلق بجوهر الوجود العربي. وانتقد غياب الإرادة العربية لتحرير القدس والاكتفاء بإدارة الأزمة، مؤكدا أن ذلك قد يؤدي إلى ضياع هذه المدينة التي أصبحت عرضة للاختراق وطمس الهوية أكثر من أي وقت. وقال الدكتور عبد الله معروف رئيس لجنة الإصدارات في الحملة الأهلية للقدس عاصمة للثقافة العربية، إن هدف الحملة اعتبار المدينة خطا أحمر بعيدا عن أي تحزبات أو اختلافات فصائلية. وحسب معروف، يحتاج مفهوم ثقافة المقاومة إلى إعادة تعريف ليبتعد عن العشوائية والفوضى ويجسد النظرة المنضبطة والمنهجية للمقاومة المشروعة العلمية التي ترتبط بالواقع والتاريخ وهي حقائق تتمثل جميعها في القدس. وقال الفنان المصري محمد ناجي إن “القدس تمثل بالنسبة للفنانين العرب الوجع الرئيسي والهم الأبدي السرمدي”، وأضاف أن الأمة لم تقم بما عليها لتبرأ من الوجع. وقال ناجي إن النخبة اكتفت بحروب من وراء ميكروفونات في غرف مكيفة، واتهم “الحكومات العربية وأنظمتها البوليسية” بمحاصرة ثقافة المقاومة. وشارك في المؤتمر مفكرون وأدباء وسياسيون يتقدمهم وزير الدولة المصري للشؤون القانونية الدكتور مفيد شهاب، وحضر الافتتاح ممثل عن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى المساعد لشؤون فلسطين السفير محمد صبيح.