إعداد/حسن قاسميحتفل الشعب العماني الشقيق في الثامن عشر من نوفمبر الحالي بالعيد الوطني التاسع والثلاثين في ظل تطور وازدهار شهدتهما السلطنة منذ انطلاقة نهضتها الحديثة في بداية السبعينات من القرن العشرين والتي قادها جلالة السلطان قابوس بن سعيد لإحداث التغيير المنشود في حياة السكان كبعد أساسي للتنمية المستدامة.واستطاعت السلطنة خلال سنوات النهضة أن تحقق العديد من الإنجازات والنجاحات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية وبناء الإنسان العماني وتحسين معيشته.صحيفة (14 أكتوبر) بهذه المناسبة تستطلع التطورات والنجاحات التي تحققت في مجال تطوير السياحة العمانية.[c1]السياحة في عمان[/c]تتمتع السلطنة بمقومات سياحية عديدة ومتميزة (تاريخية وأثرية وقلاع وحصون ومساجد يزيد عددها على (550)معلماً) في مختلف المناطق والولايات.كما تتمتع السلطنة بمقومات طبيعية تتمثل في تنوع المناخ وتوفر مختلف البيئات الطبيعية والشواطئ الجميلة الممتدة لأكثر من (1700) كيلومتر وما تزخر به من سياحة الغوص والمغامرة والمشي وتسلق الجبال،والمنتجعات السياحية الحديثة وسياحة المهرجانات والمؤتمرات ،ومراكز التسوق وغيرها.وتسعى السلطنة إلى النهوض بقطاع السياحة بشكل ملموس وهو ما تضمنته خطة التنمية الخمسية السابعة (2006/2010)م من أجل استثمار وزيادة إسهام هذا القطاع في التنمية الوطنية وتنويع مصادر الدخل القومي وذلك تمشياً مع الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني حتى عام2020م حيث بلغت قيمة المشاريع السياحية في الخطة الخمسية السابعة(ملياري) ريال عماني مقابل (90) مليون ريال في الخطة الخمسية السادسة.واستطاعت السلطنة في ظل قيادة باني النهضة العمانية الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد أن تحدد رؤية متكاملة في هذا المجال ترتكز على الجوانب الإيجابية للسياحة والتأكيد على ضرورة منح السياحة أولوية في برامج التنمية المستقبلية حيث يتميز هذا القطاع بإمكانيات كبيرة للنمو والإسهام الفعال في تحقيق التنوع الاقتصادي لما يزخر به هذا البلد من مقومات سياحية تتمثل في التراث التاريخي والطبيعة المتنوعة والبيئة النقية والفنون والصناعات الشعبية بالإضافة إلى الأمن والاستقرار والروح السمحة للمواطن العماني.[c1]تطوير السياحة[/c]في حين تعطي وزارة السياحة دفعة قوية وزخما للجهود المبذولة للنهوض بقطاع السياحة،فإنها تنطلق من أرضية واسعة تم إعدادها من خلال إصدار قانون السياحة عام2002م الذي بموجبه تم إنشاء اللجنة الوطنية للسياحة وصندوق تنمية السياحة،وإصدار قانون حق الانتفاع بالأراضي السياحية السياحة الذي يتضمن تسهيلات عديدة للاستثمار في المشروعات السياحية ويجيز الانتفاع بالأراضي لمدة خمسين عاماً قابلة للتجديد وفترة سماح مدتها خمسة أعوام.وترتكز استراتيجية تنمية وتطوير القطاع السياحي على أربعة مرتكزات أساسية وهي:الإرث التاريخي والحضاري والثقافي للمجتمع العماني،والحفاظ على المقومات البيئية والطبيعية،والتطوير الدائم والتحديث المستمر للبنى الأساسية،وإيجاد سياحة نوعية منتقاه.وشهدت البنية التحتية لقطاع السياحة خلال النهضة العمانية تطوراً كبيراً من حيث إنشاء المشاريع الإيوائية والخدمية حيث بلغ عدد الفنادق والشقق الفندقية بالسلطنة 124 فندقاً وشقة تضم (6078) غرفة مع نهاية2002م وبلغ عدد السائحين القادمين إلى السلطنة (1,112,291) سائحاً قضوا (2,964,627) ليلة وبلغ إجمالي انفاقهم نحو 92 مليون ريال عماني.وتسعى وزارة السياحة العمانية إلى تحقيق معدل نمو لا يقل عن7% سنوياً ورفع مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى1,5% بحلول عام2010م.،ومضاعفة عدد الغرف الفندقية من8آلاف غرفة حالياً لتصل إلى 16 ألف غرفة بحلول عام2010م،وزيادة عدد الليالي السياحية لتتجاوز خمسة ملايين ليلة نهاية2020م،بالإضافة إلى إنشاء العديد من المشروعات السياحية أبرزها إقامة 14 فندقاً خمسة نجوم خلال الأعوام الأربعة القادمة.[c1]القلاع والحصون[/c]تعد القلاع والحصون والبيوت الأثرية من أبرز المعالم التاريخية في مختلف مناطق وولايات السلطنة،حيث تقف شامخة معبرة عن رقي الفن المعماري العماني منذ القدم.ويتجاوز عدد القلاع والحصون خمسمائة قلعة وحصن تحكى فصولاً مختلفة من التاريخ العماني.ونظراً للأهمية التاريخية والحضارية للقلاع والحصون ومن أجل الحفاظ عليها تقوم السلطنة بتنفيذ برنامج لترميمها واستخدام المواد نفسها التي بنيت بها من أجل إعادتها إلى ما كانت عليه.ومن أبرز القلاع والحصون التي يجرى إعادة تأهيلها وتطويرها قلعة نزوي وحصن جبرين وحصن الحزم وقلعة نخل وحصن خصب،وتنفيذ مشروعات في مختلف مناطق السلطنة لترميم هذه القلاع بالإضافة إلى إنشاء مراكز للمعلومات السياحية بمطار السيب الدولي والمنافذ الحدودية البرية وتركيب اللوحات الإرشادية بالمناطق السياحية وإعداد خرائط لمختلف مناطق السلطنة لجعلها في متناول الجميع.[c1]الملتقيات السياحية والثقافية[/c]تحظى الملتقيات السياحية والفعاليات الثقافية باهتمام كبير حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات على مسرح حصن الخليج ببركاء بالتنسيق مع جهات خليجية وعربية ودولية وإنشاء مسرح صلالة الذي يتسع لأكثر من سبعة آلاف شخص،ويترافق ذلك مع خطة ترويج وتسويق تضمنت الاشتراك في 17 معرضاً وملتقى سياحياً عالمياً،وافتتاح مكاتب تمثيل سياحي في عدد من الدول.[c1]مسقط..المدينة العامرة[/c]حظيت مسقط على مدى سنوات النهضة الحديثة بالكثير من الاهتمام باعتبارها عاصمة السلطنة ومدينة تاريخية ومحطة تجارية من العصور الإسلامية لتمييزها بموقع استراتيجي مميز على خليج عمان المرتبط بالخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي وهو ما جعلها مركزاً بحرياً مؤثراً في حركة الاتصالات بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.وتشهد مسقط عدداً من المشاريع من بينها إعادة تخطيط مدينة مسقط القديمة والتركيز على إبراز المواقع بطابع سياحي ومواقع جذب تخدم جميع الزوار والمتسوقين وإنشاء ميدان عام مزود بمختلف عناصر التجميل وتطوير أسواقها الشعبية وإنشاء المطاعم البحرية والميادين المتخصصة للتسوق الليلي،وجاء مهرجان مسقط العام الماضي 2008م الذي أقيم تحت شعار ( سحر المكان وروعة التواصل) ليضفي مزيداً من التألق والروعة على مدينة مسقط من خلال فعالياته الثقافية والفنية والترفيهية.
سلطنة عمان في عيدها التاسع والثلاثين
أخبار متعلقة