حكايات من آداب شكسبير 2 - 2
اعداد / شارلز وماري لامب ترجمه وعرض / طارق السقافعندما كان هاملت في قمة غضبه ظهر شبح والده وكان خلفه مباشرة، فصرخ هاملت” أوه، هل أتيت لتخبرني بأنني مع غضبي قد نسيت الوعد الذي كنت قد قطعته عليك وعندما رأته الملكة يتحدث ظنت بأنه قد جن فقال له الشبح” لاتنس الوعد الذي قطعته علي، بل نظر هاملت إلى والدته وقد رأى الرعب بادياً على وجهها فسألها بلين” ماذا حدث يا أمي؟” فأجابته ولم يخل وجهها من الخوف الشديد بل ماذا لك انت ؟ هل تتحدت مع نفسك ؟ هل اصابك الجنون ؟ الى ماذا تنظر ؟” “ انني انضر اليه “ “ اليه !!؟؟ إلى من ؟ “ فرد عليها هاملت “ الاترين وتسمعين ما اراه واسمع ؟”فردت الام مستنكرة “ لا شئ ؛ مطلقا “ فرد عليها “ انظري إلية ياامي ؛ انظري إليه وهو يتحرك بسرعة كبيرة ؛ إنه شبح والدي “ ؛”لايوجد اشباح ؛انت ترى والدك في مخيلتك فقط “ ؛ فرد عليها هاملت قائلا “ لست مجنونا يا امي ؛ لقد اتى شبح والدي الى هنا بسبب ماقمت به ؛ اطلبي من الله الرحمة والمغفرة لما فعلته بحق والدي وحق نفسك؛ لا تعودي الى الملك الجديد ولا تتصرفي معه كزوجه مطلقا “ فردت والدته مستنكرة ما قاله “انت مجنون” “ لست مجنونا؛ ولكني ارجوك بان تجعلي كلوديوس يعتقد باني مجنون فعلا ؛ عديني ياامي ؛ والآن اقول لك ليلة سعيدة “ عرف كلوديوس بان شيئا ما قد حصل عندما رأى ام هاملت . فسألها “ كيف حال هاملت اليوم ؟” فاجابته بصورة شاردة لاتخلو من الالم “ انه يهذي ويعاني من صراع مع النفس ؛ لقد تأثر كثيرا بوفاة والده ؛ وقد سمع شيئاً ماخلف النافدة فاعتقد بأنة فار فضربه بسيفه ؛لقد كان بولينيوس ؛ لقد قتله بسيفه ظناً منه بانه فار “ ؛ فقال كلوديوس بحنق “ إن هذا الشباب معتوه ؛ يجب علي ان اطرده إلى انجلترا . وقد أرسل في طلب هاملت قائلا له “ لقد أرسلتك الى انكلترا حتى تشعر بالأمان هناك ؛فقد يقتلك عامة الشعب إذا ما علموا بالطريقة التي قتل بها بولينيوس ؛ استعد الآن وبسرعة إن السفينة في انتظارك “. لم يخبر كلوديوس هاملت بأنه كان قد كتب رسالة لملك إنكلترا وقد أرسلها مع أصدقاء هاملت وقد عرفوا ان في محتواها طلب كلوديوس من الملك ان يقتل هاملت بمجرد ان تطأ قدمه ارض إنجلترا . اثناء طريق الرحله إلى إنكلترا شعر هاملت بان كلوديوس يدبر شيئا ما ضده فلم يعد يثق بأصدقائه المرافقين، ففي إحدى الليالي استيقظ باكرا ورأى الرسالة التي كان يحملها أصدقاؤه فقرأها وعرف محتواها ؛ فقام بتغيير الحروف والأسماء في الرسالة فجعلها تطلب من ملك إنكلترا أن يقتل صديقيه . وفي اليوم التالي ، اعترض السفينة بعض القراصنة لنهبها ، وخلال المعركة التي نشبت بين الطرفين استطاع هاملت أن يقفز إلى سفينة القراصنة للقتال ، وبينما كان في سفينة القراصنة استطاع أن يتبين بأن سفينته كانت قد أبحرت عنه بعيداً. وكان القراصنة قد أحسنوا معاملة هاملت وكانوا لطفاء معه ولم يؤذوه خصوصاً بعدما عرفوا بأنه أمير . وجعلوه يقسم ليعمل شيئاً ما في المستقبل بعد عودة حريته إليه، فأوصلوه بسلام إلى أحد شواطئ الدنمارك . وعاد إلى المنزل وفي طريق العودة رأى الرجال لم يقولوا بان هذا هو قبر أوفيليا ، وقبل وفاتها كانت أوفيليا تشعر بالجنون خصوصاً بعد علمها بأن حبيبها هاملت هو من قتل والدها ، فكان من الصعوبة بمكان أن تصدق بأن الشاب الذي أحبته ذات يوم هو نفسه من قتل والدها، فكانت قبل موتها تقوم بجمع الزهور وإعطائها للناس في المحكمة . وذات يوم أرادت أن تجمع بعض الزهور كعادتها من فرع شجرة مطلة للناس في المحكمة . وذات يوم أرادت أن تجمع بعض الزهور كعادتها من فرع شجرة مطلة على نهر كبير وبينما كانت تصعد الشجرة إنكسر جذعها فجأة وسقطت في النهر وغرقت .وبينما كان هاملت على قبرها أتى الملك وزوجته بحراسة بعض من الخدم يحملون جسد أوفيليا ليوارى الثرى ، وكان أخوها لاريتس معهم ، ولقد رأى هاملت لاريتس بالقرب من القبر وهو يتحدث مع الآخرين ، كما رأى هاملت الملكة وهي ترمي بعض الزهور على القبر قائلة “ هذه الورود الجميلة للسيدة الجميلة ، كم تمنيت أن تصبحي في يوم ما زوجة ولدي هاملت ، لطالما تمنيت أن أرمي الزهور عليكما أثناء زفافكما لا على قبرك يا عزيزتي “، وفجاة صرخ أخوها لاريتس بشدة “ لاتغطي الضريح ، أريد أن احضنها ولو للمرة الأخيرة” وبعدها قفز إلى قبر أوفيليا ، وتأثر هاملت كثيراً بهذا الموقف فقفز هو الآخر إلى القبر بجانب لاريتس فصرخ قائلاً “ أحبك يا أوفيليا أكثر من أي بشر على هذه الأرض “ وعندما أدرك لاريتس بان الشخص المتكلم هو هاملت بدا الغضب الشديد على وجه لاريتس وبدأ بقتال هاملت انتقاماً لأبيه وأخته ، ولكن سرعان ما أوقف الخدم المعركة بين الأثنين بعد إخراجهما من القبر ، ولم يستطع هاملت أن يفهم سبب غضب لاريتس منه ولم يكن يعرف بأن كلوديوس أراد لاريتس أن يقتله ، لقد كذب كلوديوس على لاريتس بأخباره حول الطريقة التي قتل بها والده وقد صور له بأن هاملت كان قد قتل والده متعمداً . ولكن بعد ذلك غادر هاملت القبر وعاد كلوديوس وتكلم مع لاريتس ووضع له خطة لتقل هاملت عن طريق لعبة المبارزة بالسيوف بين لاريتس وهاملت وكان لكل سيف غطاء لتغطية الطرف المسنن به على أساس أن هذه السيوف ليست للقتل وليست خطرة ، ولكن كلوديوس اتفق مع لاريتس بنزع غطاء سيفه ووضع بعض السم عليه ، كما وعد كلوديوس بأن يضع بعض السم في شراب هاملت في حالة فشل لاريتس في قتل هاملت . وفي يوم المبارزة دخل لاريتس القاعة الكبرى للقلعة مع الملك والملكة وبعض الخدم ، وبدأ هاملت بالتصرف كصديق قائلاً للاريتس “ تعال يا لاريتس لنتبارز سوياً “ وعندما بدأت المبارزة بينهما كان يبدو أن الفوز حليف لهاملت ، فأخطر له كلوديوس شيئاً يشربه مخلوطاً بالسم فأعتذر هاملت قائلاً “ لا ، ليس الآن . سأشربه لا حقاً” ، ولكن ولأن الملكة كانت سعيدة برؤية ابنها وقد فاز في المبارزة ، لم تدرك كأس السم الموجود بالقرب منها فأخذته وشربت منه ، وأثناء المبارزة جرح لاريتس هاملت بسيفه المسموم وأثناء المبارزة بينهما وقع السيفان واخذ لاريتس سيف هاملت العادي ، وفجأة سقطت الملكة على الأرض ، فصرخ هاملت “ما الأمر؟ ماذا حدث للملكة ؟، فرد كلوديوس محاولا التمويه للموقف “ أنها فقط تشعر بالغثيان لرؤية الدماء تنزف من جرحك “ ،ولكن قبل وفاتها صرخت الملكة قائلة “ الشراب ، الشراب إن به سما “ ، فصرخ هاملت غاضباً “ أغلقوا جميع الأبواب “، وسقط لاريتس على الأرض مجروحاً ومسوماً ، فقال لاريتس وهو يحتضر وبعض الندم كان بادياً على صوته الواهن “ لا فائدة يا هاملت ، لقد جرحتك بسيف مسموم كما جرحت أنا بنفس هذا السيف ، ولقد شربت أمك شراباً مسموماً ، ولقد دبر الملك كل ذلك”، فنظر هاملت للسيف في يديه قائلاً بألم “ إذن هذا السيف مسموم “ وفجأة جرى باتجاه الملك مسرعاً وقام بغرس سيفه المسموم في قلب الملك مباشرة وبعدها سقط الملك كلوديوس ميتاً ، فصرخ لاريتس بوهن وهو يموت قائلاً “ هذه هي النهاية الحتمية للظلمة والقتلة ، لقد مات بنفس السم الذي وضعه . سامحني يا هاملت ، لم تكن أنت سبب مقتل أبي أو مقتلي أنا ....”ولم يستطع لاريتس أن يكمل كلامه فسقط صريعاً . فاتجه هاملت - الذي بدأ يشعر بتأثير السم بقوة عليه - ناحية صديقه القديم هوراشيو قائلاً له “ أنني أموت يا هوراشيو ، أرجوك أن تخبر الناس الحقيقة كل الحقيقة “ ، فصرخ هوراشيو بدوره لرؤية صديقه يموت قائلاً “ لن أعيش بدونك ، سأموت معك يا صديقي العزيز “ وبدأ بشرب ما تبقى من السم في الكأس ولكن هاملت أوقفه بصعوبة قائلاً له بصوت المحتضر “ لا يا صديقي ، لا تمت أرجوك ، إذا كنت تحبني حقاً عليك أن تعيش وتخرج لعامة الناس وتخبرهم بما حدث كي يعرفوا الحقيقة كاملة “. وتختتم المسرحية بموت هاملت ، وينزل الستار.