مدينة الهجرين
أستطلاع / أشرف باجبير مدينة الهجرين أو أم الهجر كما يحلو للبعض أن يطلق عليها تقع بين ( صقع الكسر ) ووادي دوعن فهي حاضرة امرؤ القيس وقبلة الإمام المهاجر يطالعنا التاريخ ويحكي لنا الماضي حيث آطلال الشاعر الجاهلي المعروف امرؤ القيس الكندي وآثار الأمام المهاجر قصة واحدة من أقدم وأعرق مدن وادي حضرموت فهي البوابة والواجهة لوادي دوعن وقد عرفت في السابق بهجر دمون التي ذكرت في أشعار امرئ القيس وهجر خيدون والذي كان يسكن بها بنو الصدف من كندة وعند قراءتنا للاسم باللهجة اليمنية القديمة نفهم أن مدينة الهجرين اثنان أي معنى مثنى ويعنى بها مدينتان متقابلتان على رأس جبل كما ورد ذكره في كتاب ( صفة جزيرة العرب ) للهمداني الذي شبه جبل الهجرين الواقع بين هاتين المدينتين بالجمل البارك وكما هو معروف أنها تتوسط الواديين دوعن من الشرق ووادي الغبر من الغرب وكأن الهجرين جزيرة يحيط بها الماء من جميع الجهات كما تكسو الخضرة جنباتها عند هطول الأمطار ويلتف حولها حزام من أشجار النخيل والسدر ولقد حبا الله الهجرين ميزة خاصة بأن جعل جبلها منفرداً وغير متصل باي جبل يشد الناظر إليها من بعيد وكأنها أسد في عرينه [c1]الهجرين مكانه رفيعة [/c]ولقد احتلت مدينة الهجرين مكانة رفيعة في عصر الجاهلية وعصر الاسلام ما جعلها محل اهتمام من قبل المسؤولين في الدولة والمهتمين بالثقافة والتاريخ والتراث والتي ظلت لبرهة من الزمن في طي النسيان وتجاهل كبير لهذا الموروث الحضاري والتاريخي لهذه المدينة ، وبفضل الوحدة اليمنية المباركة حظيت الهجرين باهتمام الحكومة وعلى رأسها باني نهضة اليمن الحديث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وتستحضر ذاكرتها بالصورة التي التقطها فخامته في زيارته الأولى لمديرية دوعن في عام 2003م لوضع حجر الأساس لمشروع طريق رأس حويرة عقبة خيلة بقشان ... نعم إنها الهجرين المدينة التي تختزل ذاكرة أمة لهجرين محمية طبيعية عمرانية وثراتية وبعد زيارة عدد من المسؤولين في الحكومة في ديسمبر عام 2004م والتي ضمت رئيس الوزراء ومحافظ حضرموت وممثل بلادنا لدى منظمة اليونسكو ورئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في اليمن ووزير الثقافة والتي اتت ثمارها بعد أن أقر مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري إدراج مدينة الهجريين وتسجيلها في قائمة المدن التاريخية اليمنية واعتبارها محمية طبيعية عمرانية وثراتيةعلى المستوى الوطني ومن ثم العمل على تسجيلها في القائمة الدولية التي تضم حتى هذه اللحضة كلا من المدن التاريخية شبام حضرموت _ صنعاء القديمة مدينة زبيد ومدينة الهجرين ومن خصائص الهجرين أنها من مواطن الشاعر الشهير امرئ القيس وتجاوز هذه المدينة الجميلة الطبيعية مناطق ومعالم أثرية فيها ( وادي الغبراء وكهف القزة والمشهد وصيلع ومستوطنة ريبون )[c1]لجنة لحماية هوية الهجرين [/c]وبعد تشكيل لجنة فنية وهندسية وتخطيطية لحماية طابع هوية الهجرين قامت اللجنة من الأعضاءالمكلفين من مدير هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بشبام باجراء الأعمال الفنية الميدانية وتوثيق عدد من المعالم في نوفمبر وديسمبر عام 2006م بالعمل مع فريق لهذا الخصوص من جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا لتقديم ملف مدينة الهجرين للقائمة العالمية لمدن التراث إذا أن هناك معايير أهمها الحفاظ والتوازن بين هوية العمارة المحلية وعدم تمازجها بالبناء الأسمنتي المسلح وإيجاد خطة عملية لحمايتها من أي تداخلات وعبث بطرازها المعماري وهو الأمر الذي تتطلبة كل المدن التاريخية اليمنية المسجلة لدى ( منظمة اليونسكو )