تصر حكومة أو لمرت على خلق الفتن على الساحة الفلسطينية وتنشط جهازها الموساد ، وأزلامه في زعزعة الوضع الأمني الداخلي في قطاع غزة من خلال القيام بالتفجيرات ، والنيل من المقاومين المنتمين للفصائل وقتلهم ، ويترك بلبلة في الشارع الفلسطيني ، وفي ظل الخلافات القائمة يجرى تبادل التهم بين هذا الفصيل وذاك ، ونكون أمام اعتقالات وغيرها من الإجراءات التي تزيد تفاقم الأزمة الموجودة أصلاً ، ويكون العدو قد حقق ما يريد. هل يمكن لأي فصيل أن ينكر أن الاحتلال أولاً وأخيراً هو مصدر اختلال الأمن وعدم الاستقرار؟ ، هل يمكن لأحد ، أو يجوز لأحد أن يوجه أصابع الاتهام إلى غير الاحتلال وجيش الاحتلال وأجهزة الاحتلال ؟ هل بتنا في الساحة لفلسطينية غير قادرين أن نميز بين الألوان؟ .. نعم نحن ندين ونستنكر هذه التفجيرات في غزة ، ولكنا نؤكد أن مثل هذه التفجيرات تستدعي منا اليقظة أكثر من أي وقت مضى، وتستدعي منا أن نعي أن مثل هذه التفجيرات تستهدف النيل من وحدة القوى السياسية ، وتستهدف النيل من منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. هذه التفجيرات تستدعي منا وقف توجيه الاتهامات بعضنا إلى بعض والتروي والروية ،وتستدعي الإسراع في الحوار الوطني الفلسطيني ،والالتفاف حول المساعي والمبادرات العربية الهادفة إلى إنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية ، وفي المقدمة منها المبادرة اليمنية التي تقدم بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ، والتي أصبحت مبادرة عربية ، تحظى بتأييد دولي واسع. في كل يوم نؤجل فيه الالتزام بهذه المبادرة والعمل وفق ماجاء بموجبها ، يدخل الاحتلال ليزرع بذرة خلاف جديدة بيننا، وفي هذه الحالة نكون نحن من يوفر الفرص للعدو للنيل من وحدة صفنا الفلسطيني. تعالوا وبدلاً من أن نختلق المشاكل لأنفسنا ونتيح المجال لكل أعداء الثورة والشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافهم ، تعالوا نبحث معاً التهدئة إلى أين؟ ماذا حققت التهدئة؟ ماذا عن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق التهدئة والاعتداءات اليومية على أهلنا في الضفة الغربية. ماذا عن صواريخ المستوطنين الصهاينة التي يطلقونها من المستوطنات على قرانا في الضفة؟ ماذا عن حصار غزة، وإغلاق المعابر وخاصة معبر رفح وكيف نعمل معاً من أجل فك الحصار؟ تعالوا نتفق على أن لايتعرض أحدنا للمناضلين في صفوف شعبنا ولقيادتنا من أي فصيل كانوا.المواطن الفلسطيني يكفيه الحصار ويكيفه الاعتقال والقتل من الكيان الصهيوني ، فلا تزيدوه هماً ، ولا تحملوه مالا يطيق ، فهو من أعطى لهذه القضية الكثير، ومن دونه لم نكن لنفعل شيئاً ولن نستطيع.
أخبار متعلقة