أجرت اللقاء في إربد : نادرة عبد القدوس - تصوير / ميلاد الزعبيعن الشعر العربي وما يواجه الشاعر العربي والمبدع العربي ،عموماً ، في وطنه من تهميش ومعاناة كان محور حديثي مع الشاعر الأردني أحمد الخطيب الذي التقيته مصادفة في متحف «بيت عرار» في مدينة إربد الأردنية، الذي سنأتي إليه في موضوع خاص به.كانت فاتحة اللقاء.[c1]* سؤالي عن سبب انحسار الشعر العربي الكلاسيكي وكثافة الشعر الحداثي البعيد في معظمه عن بحور الشعر وأوزانه مما أدى إلى عدم الاهتمام بالشعر والشعراء في وطننا العربي؟ [/c]- يقول الشاعر الأردني أحمد الخطيب : «لا يعد انحساراً بل يعد اتجاهاً جديداً لتطوير الشعر العربي . عندما بدأ الشعر الحديث في أربعينيات القرن العشرين قيل أنه ابتعد عن الشعر العربي التقليدي أو الكلاسيكي ، وبعد السبعينيات من ذلك القرن ترسخت أقدام الشعر العربي وبدأ يستعيد عافيته « . [c1]* ولكن هذه الحداثة التغريبية في الشعر العربي ألم تؤثر على الشكل والمضمون في الشعر العربي ؟ هناك بعض منها نقرؤها خالية من الموسيقى والأوزان الشعرية التي تأسر الألباب في الشعر العربي ؟ [/c]ـ مفهوم الحداثة أنها جاءت من الغرب وهذا رأي خاطئ فهي ذات أصول عربية ، وهي تطوير للشعر العربي الكلاسيكي . وهناك دعوة للعودة إلى القصيدة العربية الكلاسيكية ، وعدد كبير من الشعراء بدؤوا بالعودة إلى كتابة القصيدة العمودية بثوبها الحداثي ، وهذا إنما تزاوج بين القديم والحداثي ، بين الأصالة والمعاصرة . وقد كتبت مجموعة من القصائد من البحور الشعرية المركبة . [c1]* هناك عدد من الشعراء الشباب الذين استطاعوا بالفعل أن يطوروا من القصيدة العربية دون المساس بالموسيقى الشعرية الجميلة وأن يطوعوا القصيدة بحيث تكون مرآة للواقع العربي المؤلم ، ومنهم شاعر المليون تميم البرغوثي الذي سرق الأضواء من شعراء كبار سبقوه ، ما رأيك به ؟ [/c]ـ هو اتجاه جديد للشعر العربي لتميم البرغوثي وغيره من بعض الشعراء الشباب ، أسميه أنا الشعر الحكائي ، لجؤوا إليه لردم الفجوة بينهم وبين الجمهور العربي ، الذي يحن إلى زمن الراوي ، في زماننا السياسي الراهن . تنبه الشعراء الشباب إلى القضية العربية فبدأ الشعر لديهم يلبس ثوب الحكاية وثوب النمط الشفوي ، لذلك فإن قصائدهم تُسمع أكثر مما تُقرأ . [c1]* حال المبدع العربي في الوطن العربي لا يسر ، فهو أكثر الناس معاناة ، ولا يجد الرعاية والاهتمام الكافيين ، يعيش حياة الكفاف في معظم الأحوال ويموت فقيراً معوزاً ويترك خلفه المعاناة لأسرته .. ما رأيك ؟ [/c]ـ المبدع العربي مُغيّب ومُحارَب ، وهناك اتجاه في البلدان العربية إلى تهميش الثقافة العربية الحقيقية وتهميش قضية الإبداع لأن هذا الأمر ، إذا تسلح به الإنسان العربي ، سيصبح أمره بيده، وهذا يؤكد على أن المبدع العربي إمام وقائد النهضة في أي زمان . أنا يملؤني التفاؤل لسبب واحد وهو أن الجيل الجديد من الشعراء العرب إما عادوا إلى البنية الأصلية للشعر العربي بثوب حداثي وإما بدؤوا يزاوجون بين أوزان الشعر القديم والحديث . أيضاً بدأ هؤلاء الشباب بنبش التراث العربي ، وهذا ما لم نلحظه قبل عشرين سنة مضت بدون قصد ، ولكن لعدم ثبوت مفهوم التطور كما ثبت عندما انطلقت التفعيلة في أربعينيات القرن الماضي ، حين خلعت القصيدة ثوب الخليل ولبست ثوبها الجديد في بادئ الأمر، ثم بعد ذلك رُسخ مفهوم التطور لدى جيل الرواد ما أدى إلى عودة الجمهور إلى قاعة الشعر عكس ما بدؤوا في ثمانينيات القرن الماضي عندما بدأت القصيدة العربية تأخذ شكلاً آخر من التطور، من خلال الغموض والإبحار في الرمز. ولم يحددوا مفهوم التطور إنما بؤوا في آلية العمل في كتابة النص الشعري الحديث المغرق في الغموض والرمزية والاتكاء على الأساطير دون إسقاطها على الواقع العربي . أما في هذا الوقت وتحديداً بعد عشرين سنة من هذا التخبط بدأ مفهوم التطور راسخاً في أذهان الشعراء ، لذلك نلحظ هذه المزاوجة في الكتابة على نمطي الشعر العربي الكلاسيكي والحديث ودمجهما في نص له مسار الإيقاع العربي القديم وحداثة الرؤية وتطورات الشعر . ولد الشاعر الخطيب في مدينة إربد عام 1959م وترعرع فيها ودرس في مدارسها ، بدأ كتابة الشعر في المرحلة الإعدادية، ونشر القصيدة الأولى عام 1978م في مجلة «الفجر الأدبي « التي كان يرأس تحريرها الشاعر الفلسطيني علي الخليلي. للشاعر أحمد الخطيب عدد من دواوين الشعر منها: “أصابع ضالعة في الانتشار” 1985م و“حاجز الصوت” عام 1990م، و“أنثى الريح” عام 1991م وآخرها ديوان “لا تقل للموت خذ ما شئتَ من وقتٍ إضافي” 2008م ، كما له عدد من الدراسات النقدية ، وقد تناوله عدد من النقاد والكتابات الأدبية . وللشاعر كتابات عدة في عدد من الصحف والمجلات الأردنية والعربية ، كما له موقع إلكتروني للمهتمين .