يامبدعينا العرب . . إلى متى ؟!
[c1]* قنواتنا الفضائية تتجاهل الأغنية الوطنية وروادها ! [/c]منذ أن قام عبقري الأغنية العربية (سيد درويش ) بتلحين نشيد (بلادي بلادي) في عام 1919م مدشناً الدور العظيم الذي لعبته الاغنية الوطنية العربية في قيادة الجماهير العربية والتعبير عن مشاعرها الثورية ضد كل الاعتداءات التي تعرض لها الوطن العربي .. ومناصرة (أي الأغنية الوطنية) كل الثورات التي قامت في البلدان العربية .. ومبتهجة لكل انتصار يتحقق لاي قطر عربي .منذ ذلك النشيد العظيم .. والاغنية العربية تقوم بدورها الوطني على أكمل وجه .. وروادها ومبدعوها يقومون بأدوار لاتقل أهميتها عن الادوار التي لعبها الزعماء العرب والجنود الابطال في ارض المعارك ، وخاصة بعد انتصار ثورة 23 يوليو في مصر بقيادة الزعيم العربي العظيم (جمال عبدالناصر) الذي خاض اشرف المعارك ضد الاستعمار والصهيونية والامبريالية .. نتج عنها أعظم الاناشيد الوطنية ، سواء في مصر أو في جميع انحاء الوطن العربي.ففي مصر عبدالناصر لعب الفنان المصري دوراً ايجابياً في خلق اغاني الثراء الفني والفكري والوطني والعروبي .. وقدم اعمالاً خالدة نتذكرها وتعيش في وجدان كل عربي مذكرة اياه بالمجد العظيم للمد الثوري العربي والانتصارات الكبيرة التي حققتها الثورة العربية في جميع انحاء الوطن العربي .. نتذكر منها اناشيد مثل : بلدي احببتك يابلدي ، دع سمائي فسمائي محرقة ، الله أكبر ، انا النيل مقبرة للغزاة ، بالأحضان ، المسؤولية .. وعشرات الاغاني الوطنية العظيمة.وفي اليمن .. كان للفنان اليمني دور عظيم في مناصرة الثورات العربية في مصر والجزائر والعراق وغيرها من البلدان العربية .. كما كان للفنان اليمني دور في اقامة الحفلات الشعبية التي يكون ريعها لصالح الثورات .وبعد قيام الثورة اليمنية .. كان للفنان اليمني دور في مناصرتها والدفاع عنها .. وكلنا يتذكر تلك الاناشيد الوطنية اليمنية العظيمة التي قدمها مبدعو اليمن ، ابتداء بعبدالله هادي سبيت واسكندر ثابت ومحمد مرشد ناجي ، وعلي الانسي والسنيدار واحمد قاسم ومحمد سعد والعطروش وحسن عطا واحمد يوسف الزبيدي وحمدون وغيرهم من الفنانين والشعراء اليمنيين .. وكان للفن اليمني صوت مدوٍ كلما تعرض بلد عربي للعدوان ، او قامت ثورة في أي قطر .. أو حققت اية ارض عربية انتصاراً وطنياً ..كان صدى ذلك يترجم إلى اغنيات واناشيد عظيمة تتغنى بها الجماهير اليمنية . كل هذا كان يحدث في الوطن العربي .. وكان في كل بلد يقوم الفن فيه بدور عظيم ، سواء كان هناك حدث محلي أم حدث عربي، لافرق .. فكل انتصار لبلد عربي هو انتصار لكل العرب .. وكل اعتداء عربي على بلد عربي ، هو اعتداء على كل الوطن العربي .. والفرح واحد .. والألم واحد .. والانتصار واحد .. والعدو واحد ايضاً !!ولكن .. غاب بكل أسف هذا الدور العظيم للأغنية العربية .. وتقوقعت كل اغنية في نطاق المحلية غبر عابئة بما يجري في انحاء الوطن العربي .. وانتشرت اغاني الميوعة والاغاني التي تمجد الانظمة وقياداتها غير عابئة بالشعب العربي ومشاعره .. وماتت اغاني الثراء والثروة والنفاق (والهشك بشك) بمجرد ميلادها عبر حناجر مطربيها وفنانيها الجدد من انصاف الموهوبين !!وغاب ذلك الدور العروبي الحضاري للاغنية التي كانت تعبيراً صادقاً عن ضمير امة ووطن وشعب عربي واحد.وحتى المبدعون الرواد الذين قدموا اعظم الاعمال واشهرها .. صمتوا امام الاحداث التي يمر بها وطنهم العربي !! واندفع البعض الاخر مضحياً بماضيه مقدماً اغنيات النفاق التي تموت قبل ان تصل إلى اذان المستمع العربي .. وان وصلت إلى اذانه ، فانها تعجز عن الوصول إلى مشاعره ووجدانه .. لانها خالية من الصدق الوطني والصدق الفني .. بل والاسف الاكبر انه لو قدم فنان عربي اغاني وطنية ترفض القنوات الفضائية التجارية والرسمية اذاعتها الا في حالات نادرة !!وكان طبيعياً .. ان يصمت ذلك الصوت العظيم للاغنية الوطنية العربية امام الاخطار المحيقة بالوطن العربي .. وكان طبيعياً لن يغيب صوت وضمير الفنان العربي ويظل عاجزاً عن التعبير عن غضب الجماهير العربية في كل بيت وشارع وقرية ومدينة عربية امام الاعتداءات الغاشمة التي يتعرض لها الشعب العراقي والشعب الفلسطيني على أيدي امريكا وبريطانيا واسرائيل وعملائها انفصل الفن العربي بكل اسف عن نبض الشارع العربي .. واصبح فناً سلبياً عاجزاً عن المشاركة في دوره السابق في قيادة الجماهير العربية والتعبير عنها محمساً الجماهير إلى المشاركة الفعلية في الدفاع عن الارض العربية !!فيا مبدعينا العرب .. يا كتابنا وملحنينا ومطربينا .. يا قنواتنا الفضائية واذاعاتنا العربية .. حتى متى هذا الصمت المريب العاجز امام الاحداث التي تمر بها الأمة العربية.؟!حتى متى .. سنظل نتذكر ونتغنى باغنيات وأناشيد قدمها الفنان العربي قبل ربع قرن واكثر؟!