رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام في كلمة مهمة بالجلسة الافتتاحية :
فخامة الارئيس علي عبدالله صالح
الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر العام السابعالأشقاء والأصدقاء ضيوف المؤتمرالسادة رؤساء البعثات الدبلوماسيةالإخوة ممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسيةاسمحوا لي في البداية أن أرحب بكم أجمل ترحيب وبالضيوف الكرام الذين يشاركوننا افتتاح أعمالالدورةالأولى للمؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام الذي ينعقد في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن الباسلة تحت شعار "معًا من أجل مواصلة مسيرة التطور الديمقراطيوالتنموي والإصلاحات واللامركزية التنظيمية". أحييكم أيّها الأخوة والأخوات أعضاء المؤتمر السابع الذين ترسمون بهذا الحشد الكبير في هذه الساحة المباركة لوحة وطنية رائعة تجسدون فيها حجم المؤتمر الشعبي العام وتكوينه الوطني الديمقراطي الذي يشمل كل أرجاء الوطن وهو ما يبعث على الفخر والاعتزاز في النفوس.كما أشكر كل الجهود التي بذلت من أجل إعادة الهيكلية التنظيمية والإعداد الجيد لانعقاد هذا المؤتمر في عدن الباسلة.شكرًا لمن أعدّ وحضّر وشكرًا للسلطة المحلية في عدن وشكرًا لرجال الأمن البواسل وقواتنا المسلحة البطلة على حُسن الإعداد والتنظيم.إنّ أهمية انعقاد هذا المؤتمر تأتي من طبيعة تلك التحولات التي يشهدها خلال مسيرته منذ 27 عامًا مضت.. أُنشئ المؤتمر في عام 1982م، أثبت خلالها هذا التنظيم الوطني الرائد أنّه أنبثق من التربة اليمنية وقاد مسيرة الوطن نحو شاطئ الأمن والاستقرار والإنجاز معًا من أجل تحقيق طموحات جماهير شعبنا وتطلعاته.فقد حقق المؤتمر الشعبي العام للوطن كثيرًا من التحولات التاريخية والإنجازات على مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها وفي مقدمتها الوحدة والديمقراطية.إنّ ما يعتز به المؤتمر هو امتلاكه لمنهج فكري واضح وهو الميثاق الوطني الذي جاء ثمرة حوار ديمقراطي واسع وإجماع واسع من كافة القوى السياسية والاجتماعية ومثل أول منهج وطني للعمل السياسي منذ قيام الثورة المباركة 26 سبتمبر و14 أكتوبر وجسد الميثاق الوطني مبادئ الثورة اليمنية الخالدة والفكر الوطني الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، كما كان المؤتمر مظلة ينضوي في ظلها الجميع ونموذجًا للاعتدال والوسطية.لقد نشأ المؤتمر ديمقراطيًا ومارس الديمقراطية في داخل صفوفه وواكب كل المتغيرات والتحولات الوطنية إقليميًا ودوليًا وعلى مختلف الأصعدة وكذلك على مستوى التنظيمات والأحزاب السياسية في الساحة الوطنية.واليوم المؤتمر أمام انطلاقة جديدة في مسيرة العمل الوطني وبنائه التنظيمي بعد أن تمّ إعادة الهيكلة على أساس اللامركزية التنظيمية حيث يقف المؤتمر العام السابع في هذه الدورة أمام قضايا وطنية وإقليمية وإسلامية ودولية مهمة وفي مقدمتها مواصلة الإصلاحات الديمقراطية والتشريعية والاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية ومكافحة الفساد والإرهاب.كما سيتخذ جملةً من القرارات والتوصيات التي ستعمل الحكومة على تنفيذها في برنامجها المستقبلي.الإخوة والأخواتالضيوف الكرامالإخوة الأعزاء الحاضرون جميعًاإنّ الديمقراطية هي خيار الوطن الذي اخترناه وألتزمنا به عن إيمان وقناعة منذ وقتٍ مبكر ولم تفرض علينا الديمقراطية من أحد، بل كانت الرديف للوحدة المباركة التي تحققت في 22 مايو 1990م وشكلت بلادنا نموذجًا رائدًا بنهجها الديمقراطي القائم على التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وحرية الرأي والصحافة ومشاركة المرأة واحترام حقوق الإنسان.الديمقراطية هي خيارنا الوطني الذي لن نتراجع عنه مهما كانت الظروف ومهما كانت التجاوزات من البعض نتيجة لسوء الفهم للديمقراطية فأخطاء الديمقراطية لا تُعالج إلا بمزيد من الديمقراطية.وبهذه المناسبة نقول للجميع في الوطن إنّه في ظل الديمقراطية والتعددية السياسية والتعددية الحزبية فليتنافس المتنافسون من خلال البرامج وصناديق الاقتراع ومن حق أي حزبٍ أو قوى سياسية أن تطرح رؤاها وسياستها وبرامجها للانتخابات لتحصل بذلك على ثقة الجماهير من خلال انتخابات محلية والانتخابات البرلمانية وحق منصب رئاسة الجمهورية في ظل الدستور والقانون.الإخوة والأخواتإنّ الأحداث المؤلمة التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية تستدعي المزيد من التضامن ووحدة الصف ونحن نشعر بالحزن لما يجري في فلسطين والعراق، ولهذا فإننا نجدد مطالبنا للمجتمع الدولي بممارسة الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف، كما ندعو إلى سرعة إنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق، وأن تشارك كافة القوى من أبناء الشعب العراقي بمختلف أطيافه السياسية في ظل عراق ديمقراطي حر ومستقل.الأخوة والأخواتالحضور جميعًاإننا نتطلع نحو المؤتمر السابع بما يسفر عنه من قرارات وتوصيات من أجل مصلحة الوطن والمواطنين وسيظل المؤتمر يبادل جماهير الشعب الوفاء بالوفاء، كما أنّ هذا المؤتمر سيكون مؤتمرًا للتجديد والانطلاقات نحو مستقبل أفضل.مرةً أخرى أُحييكم وأُرحب بكم وأتمنى لهذا المؤتمر التوفيق والنجاح.ومن نصرٍ إلى نصرٍبسم الله الرحمن الرحيم"أما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض". صدق الله العظيموالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته