عدن/ سبأ :أقيم مساء أمس في مدينة عدن مهرجان إنتخابي للأخ أحمد عبدالله مجيد عبد الكريم المجيدي ،المرشح المستقل للإنتخابات الرئاسية . وفي المهرجان تحدث المرشح المجيدي بكلمة حيا فيها الحاضرين .. وقال " يسعدني كثيرا ان اكون بينكم في عدن ضمن حملتي الانتخابية الرئاسية.. عدن التاريخ العريق ، ميناء اليمن المشرعة على العالم ، عدن المجد والثورة ، عدن المجتمع المدني والنهضة الحضارية ، عدن صانعة الرجال الرواد , الى لقمان ولطفي جعفر امان ومحمد علي باشراحيل ومحمد احمد بركات والجرجره ومحمد سعيد جرادة وعبدالله عبدالرزاق باذيب واحمد شريف الرفاعي ومحمد سالم البيحاني وعبدالمجيد الاصنج وماهية نجيب وغيرهم كثيرون من الذين اسهموا في صياغة الوعي الجماعي ، الوطني التنويري في هذه المدينة الباسلة والبطلة, وكان لهم دورهم المشرف في صنع النهضة الادبية والثقافية فيها ." واضاف " يشرفني ان اكون بينكم في هذه المدينة التي هي بحق الحضن الحنون لكل أبناء اليمن, التي من دخلها كان آمنا .. المدينة التي احتضنت الحركة الوطنية اليمنية وكانت مشعل التنوير ومنارة الوعي الذي شعت انواره لتعم كل الوطن, بل والجزيرة العربية كلها ". وقال " اليست هي عدن التي أحتضنت أبى الأحرار محمد محمود الزبيري وخطيب اليمن المفوه الأستاذ احمد محمد نعمان والموشكي والشامي وأمين ابوراس وسنان أبو لحوم وأحمد السياغي وغيرهم من طلائع الاحرار والثوار اليمنيين" . وتابع قائلا " الم تكن صحافة عدن في الخمسينيات هي الشرارة التي فجرت ثورة 1948م في صنعاء, الم تكن هي السابقة إلى تجذير الوعي الوطني في عموم الوطن عبر الاحزاب والتنظيمات السياسية والنقابات العمالية وجمعيات المرأة والطلاب والشباب, التي تشكلت في مرحلة مبكرة فيها .. الم تكن هي السند الاساسي والداعم القوي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م عبر ابنائها الذين تدافعوا بشجاعة للدفاع عن الثورة والجمهورية . وأستطرد قائلا " الم تشكل عدن ملحمة تاريخية في النضال الوطني ضد المستعمر عندما سطرأبناؤها أنصع صفحات المجد والبطولة والفداء في شوارع كريتر والشيخ عثمان والمنصورة والبريقة والمعلا ودار سعد وكل ازقة وحواري مدينة عدن الباسلة في حرب فدائية هي الأروع في تسطير معنى الفدائية والشهادة في سبيل الوطن.. وهي الأروع على المستوى العالمي في حرب المدن مثلها مثل هانواي والجزائر العاصمة, وأن كانت ملحمة عدن البطولية طوال اربع سنوات من العمل الفدائي في عدن وضواحيها لم يؤرخ لها كما ينبغي, ولم تنصف هذه المدينة في دورها الريادي الكفاحي الذي لولاه لما انتصرت ثورة 14 اكتوبر المجيدة في جنوب الوطن , ولما ثبتت دعائم النظام الجمهوري في شماله ". وقال " كان لي الشرف ان تحتضنني عدن في فترة مبكرة من عمري, وتبلور وعيي السياسي والاجتماعي في عدن, ومنها كان انطلاقي في الحركة الوطنية اليمنية.. هذه عدن, وهذه سماتها وصفاتها العظمية والنبيلة, أعطت الوطن وابناء الوطن مالم تعطه مدينة على الاطلاق" . واردف المرشح المجيدي قائلا " إننا في عرس ديمقراطي, لا نريد أن يكون فرقعة في الهواء وضجيجا بلا معنى, بل نريده ان يكون مدخلا لتأصيل القيم الديمقراطية والمبادئ الديمقراطية والإخلاق الديمقراطية في حياتنا ومسلكنا وسلوكنا .. الديمقراطية التي هي التداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة والمساواة في المواطنة, هذه هي القيم الديمقراطية في أبسط معانيها, ولا ينبغي ان نخادع انفسنا لاستغلال هذه الديمقراطية للوصول الى السلطة او الاحتفاظ بها كغاية في حد ذاتها , وانما المبتغى والمراد ان تكون الديمقراطية والسلطة والعمل السياسي وسيلة لاسعاد شعبنا وانتشاله من اوضاعه البائسة نحو حياة عصرية متطورة". وقال " نسمع اليوم من يتفننون بالديمقراطية والوحدة والاصلاح, نسمعهم وهم الذين كانوا بالأمس ضد قيام الوحدة وضد الديمقراطية, بل ويعتبرونها بدعة لكنهم وفي سبيل الوصول الى السلطة يقولون عن الوحدة والديمقراطية مالم يقله الوحدويون والديمقراطيون .. نحن نثق ثقة مطلقة بعدن وسكانها, بمستوى الوعي والادراك لديهم, ليميزوا الغث من السمين والصالح من الطالح, فالذين يرفعون الشعارات الكبيرة وينمقون الخطب الرنانة تعرفهم المدينة واهلها, وللارض كما للانسان ذاكرة لا تنسى من كفر أهل هذه المدينة, ونظراليهم وكأنهم خارجون عن الدين, هذه المدينة التي كان ولا يزال فضلها على الجميع, ولذلك لن نلجأ أيها الاخوة الى الخطابة للحديث معكم, بل سنتحدث معكم بلغة القلب للقلب, بلغة المودة والمحبة لنشخص أوجاع هذه المحافظة, ونضعها نصب أعيننا, وفي مقدمة ذلك إعادة الروح لعدن (فرضة اليمن) مصفاة النفط وميناءها العالمي الذي كان في يوم من الايام ثالث الموانئ العالمية وأصبحت حالتهم اليوم لا تسر أحد". وأضاف " الحديث عن الميناء والمصفاة والمنطقة الحرة التي طال أمد اصلاح اوضاعها ليتبخر أمل المواطنين في رؤية هذا الميناء وهذه المنطقة الحرة بالمستوى الذي يرقى الى سمعة ومكانة عدن ومينائها ومصفاتها تاريخيا, الامر الذي يجعل من الاولوية بمكان رسم سياسة إدارية جديدة من الكفاءات وليس من الولاءات لمعالجة أوضاع الميناء والمنطقة الحرة, ففي ظل المحسوبية والفساد لن ترى احلام وأمنيات المواطنين النور, وسيظل الحديث عن الميناء وتحديثه والمنطقة الحرة مجرد حبرعلى الورق لذر الرماد في العيون, بينما أبناء هذه المحافظة والشباب والكفاءات والكوادر ينتظرون فرص العمل الحقيقية للادارة وللعمل الجاد في هذين المرفقين الهامين". وتابع قائلا " من حق أبناء هذه المحافظة الأبية ايجاد فرص عمل لهم رجالا ونساء كحق قانوني لا ينبغي القفز عليه وجعل الاولوية لهم ، وتفعيل دور المجالس المحلية لتغدو صوت المواطنين المسموع, وتسخير مردودات المحافظة لتحديث وبناء بنيتها التحتية, وفك الارتباط المعقد مع المركز نحو مزيد من المرونه واللامركزية, حيث أن تعقيدات الإرتباط بالمركز يضع الادارة ومخرجاتها في قنوات تساعد على إضاعة الوقت وإشاعة البيروقراطية والروتين والرشوة, بينما اللامركزية الادارية تطلق العنان للادارة العصرية وتحرير العقول والابداعات, وتعود بمردودات كبيرة على الجميع, وبهذا الخصوص ينبغي ان تحظى الكوادر والكفاءات في عدن باولويتها في ادارة مناشط الحياة الادارية في المحافظة, لا ان تهمش هذه الكفاءات, ويجيء بأخرين من خارج المحافظة, ليتبوأوا مكانتهم, وهي المحافظة التي تزخر بأعلى نسبة من المتعلمين ومن الكفاءات العلمية والادارية". واستطرد قائلا " ان برنامجنا الانتخابي قد شخص هذه الاوضاع في مجالات الاقتصاد والسياسية والاجتماع ، ووضع جملة من المخارج العملية بما في ذلك مسألة البطالة بين الشباب والتي نراها في عدن بارزة وجلية, وهوما يتطلب الوقوف ازاءها رأفة بابنائنا وبناتنا من الخريجين والخريجات من الجامعات اليمنية, ممن لايجدون فرصا لهم للعمل واكمال مشوار حياتهم بسبب التوزيع غير العادل للوظيفة العامة وربطها بمراكز النفوذ والمحسوبية والرشوة وغياب التخطيط الوطني السليم لاستيعاب هؤلاء الشباب في الوظيفة العامة, فمخرجات التعليم لا تتناسب وحاجة السوق بسبب العشوائية وعدم افساح المجال للاستثمار الوطني والخارجي في ظروف ملائمة من خلال التدخلات التي يمارسها بعض اصحاب النفوذ وممن يستغلون الوظيفة العامة, وهو ما أخر من فرص الاستثمار وخاصة في هذه المحافظة". وقال " ومن المسائل التي يراها المرء دليلا آخر على تفشي الفساد عدم حل مشاكل الارض في هذه المحافظة لصالح حاجة المواطنين من أبناء عدن في المقام الأول ، ومن أجل استثمار وطني حقيقي عليها , تستفيد منه المحافظة وأبناءها والوطن برمته ، بدلا من الجري وراء الاستحواذ على الاف الكيلو مترات المربعة من قبل السماسرة وأصحاب النفوذ, بينما لا يجد المواطن قطعة ارض لبناء مسكن له بعد أن ضاقت عدن بسكانها , وهي مسئولية وطنية يجب ان تضطلع الدولة بحلها مستقبلا لصالح شباب هذه المحافظة ومواطنيها". وأضاف " كما لا نغفل بهذا الخصوص معالم عدن التاريخية واثارها الزاهية للحفاظ عليها ومنع العبث بها بعد ان طال الجشع بعض هذه المعالم وأمتد الى بحار عدن وجبالها , وهو دور لا نستطيع أن نؤديه الا بالتفافنا جميعا إزاء أي ظواهر تمس الانسان والارض على السواء, ورفع الصوت عاليا لمنعه ومعاقبة مرتكبه". ومضى المرشح المجيدي يقول :" لقد كان للمرأة في عدن دورا رياديا منذ إنبعاث النهضه الاجتماعية والثقافية والسياسية في الخمسينات من القرن الماضي ، وكانت الجمعيات النسائية تلعب دورا اجتماعيا مؤثرا الى جانب المثقفات والمتعلمات ، وشاركت المرأة في كل ادوار النضال الوطني التحريري في عدن .. وللانصاف ظلت مكانة المرأة مرموقة بعد الاستقلال الوطني, ومانراه اليوم من تراجع لدور المرأة فان مرد ذلك الى بعض الاراء المغلوطة التي تمارسها بعض القوى ، فالمرأة شقيقة الرجل ، رديفة في المجتمع، داخل البيت وخارجة , ونحن نحيي الرائدات في منظمات المجتمع المدني في عدن وفي الجمعيات والمنتديات ومرافق العمل, فلا تطور ولاتنمية بدون المرأة ..المرأة الام ، والمرأة الاخت, والمرأة الزوجة, والمرأة البنت". وقال " كما لا ننسى أيها الاخوه مسألة تضميد جراح عدن وسكان وابناء المحافظات الجنوبية والشرقية عامة من آثار الحروب ودورات الدم المؤسفة وخاصة حرب 1994م بالاهتمام بأسر الضحايا وتمكين العائدين والموقوفين من اعمالهم بشكل حقيقي وليس دعائيا, مع صرف كل مستحقاتهم القانونية وعدم ممارسة التمييز أياً كان نحوهم من أجل ان يسهم الجميع في تمتين وتعزيز وحدة اليمن, وحدة 22 من مايوعلى أسس متساوية لا يبقى فيها ظالم ومظلوم" . واضاف قائلا " يا أبناء عدن الأوفيا .. يا أهالي عدن وكل القاطنين فيها, لنمضي معا في سبيل الوصول الى انتخابات حرة ونزيهة, ونمضي معا في سبيل ترسيخ مبدأ الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة ومن أجل السلم الاجتماعي، ان هذه شذرات مما استطعت ان اتحدث فيه في هذه الساعة في هذا الجمع الكريم ، وفي هذه الليلة الطيبة, لكن عدن ستظل هاجسنا جميعا ، ستظل موئل المحبة والوئام وحجر الزاوية في البناء الوطني الذي لن تستوي مداميكة الا بعدن ومن عدن .. حفظ الله عدن .. لنمضي قدما في سبيل القضاء على الفساد والمفسدين ، لنقطع دابرالانتهازيين الذين يريدون إعادة شعبنا ووطنا اليمني الحبيب الى الماضي, ماضي الصراعات الدموية والحروب الاهلية التي أفقدتنا أعز واشرف المناضلين.. تلك الصراعات التي شوهت التاريخ النضالي لشعبنا وحركته الوطنية اليمنية وشوهت وجة الوحده اليمنية المشرق". وقال " أناشدكم أيها الأخوة, أناشدكم بالتمسك بالمبادئ التي قامت على أساسها الوحدة, وقامت على أساسها ثورتي سبتمبر واكتوبر, التمسك بهذه المبادئ حتى لا نترك أي ثغرة للقوى المزايدة الانتهازية التي لها موقف من الثورة ومن التطوروالتقدم والحضارة في بلدنا.. نعم في سبيل الحفاظ على الديمقراطية والوحدة لنمضى معا في سبيل تعزيز أواصر المحبة بين أبناء الشعب اليمني الواحد, لنمضى معا في سبيل ان نصل إلى بناء دولة المؤسسات والنظام والقانون والعدل والمساواة". وأختتم كلمته قائلا " أشكرمن كل قلبي هذا الحضور الذي لبيتموه دون أن يكون لكم هناك أي فائدة أو مصلحة تبغونها, إلا تستمعوا وتحضروا هذا المهرجان, لاسيما وأننا لسنا حزبا ولا أحزابا وليس لدينا دعم حتى نغري به الأخرين لحضور مهرجاننا هذا أو بقية المهرجانات الاخرى التي ستكون في بقية محافظات الجمهورية.. أشكركم من كل قلبي واعاهدكم على الوفاء, الوفاء معكم مع كل أبناء شعبنا في سبيل ان نقضي على الفساد, وأن نكافح بؤر الفقر, وان نعمل في سبيل العدل والمساواة لكل ابناء الشعب اليمني ..اشكركم من كل قلبي, واتمنى لكم التوفيق والنجاح والوصول من أجل انتخابات حرة وديمقراطية للبلاد". والقيت في المهرجان كلمة عن اتحاد نساء اليمن فرع عدن القتها الاخت نادية محمد قائد الاغبري الامين العام للفرع , اعتبرت فيها تنظيم هذه المهرجانات تجسيدا للديمقراطية فعلا وقولا .. فيما استعرض محمد حمود الماطري رئيس الحملة الانتخابية للمرشح المجيدي مضامين وأهداف البرنامج الانتخابي للمرشح . وألقى الشاعر محمد عبده ثابت المنصوب قصيده شعرية بالمناسبة.