(1)من دلالات انعقاد المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام في محافظة عدن العاصمة التجارية والاقتصادية تأكيد وحدوية التنظيم الذي يجتمع اعضاؤه وقياداته من كل انحاء الوطن .. وازالة الذهنية الشطرية ان المؤتمر حزب الشمال وغيره حزب الجنوب .. ومن ناحية ثانية تأصيل لديمقراطية التنظيم الذي يتيح فرص الاختلاف والتنافس واعلان المواقف المتناقضة دون ان يجعل من اشلاء الضحايا ودمائهم سماداً للارض . (2) الدورة الاعتيادية للمؤتمر التي يناقش فيها برنامج العمل السياسي للمؤتمر ، ووثائق الدورة لم تخل مناقشات الاعضاء فيها من محاولات اقناع فخامة الرئيس بالعدول عن عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة وجعلها »دورة مناشدة« وكأن لسان »حالهم ، يقول :كما نحترم قراراتك التاريخية احترم رغبتنا في استمرارك وانزل عندها ، فإنك الرئيس المقيم في قلوبنا وأرضنا ولئن أصبت في دعوتك الى التداول السلمي للسلطة فقد أخطأ في تقبلها الآخرون الذين أبرزوا ظاهرة » رؤساء غير مقيمين .. نتجاهلهم لقاء تجاهلهم لواقعنا ، والخير كله في اتمامك لما بدأت من عمل وطني وهو تفعيل وبناء دولة المؤسسات Ç.(3) لافرار بالطبع من الاشارة الى جهود الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب ضمن بنود برنامج العمل السياسي ، لكن بالإضافة الى ذكر النجاحات التي حققتها الحكومة في هذا المجال كان ينبغي الاشارة إلى أهمية اعداد العدة الفكرية والثقافية المواجهة لهذه الظاهرة ، بتقديم فكر مستنير بديل ، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب ليتمكنوا من المقاومة الفاعلة للإرهاب . (4) ايها الواعظ خذ صوتاً مديداً قل لمن صاغوا من الناس عبيدا سيظل الحق ممتد لخلود ولن يسقطه الإثم شهيداًوالفساد الآثم العابث بالناس لن تبقى له الناس سجودا عبدالله عبدالوهاب نعمان »الفضولÇكرر فخامة الرئيس ادانة الفساد واعلن ( الأصح جدد اعلان ) الحرب على الفساد واستنكر المفسدين عامة داخل المؤتمر وخارجه ، كما تضمن البرنامج السياسي للمؤتمر الشعبي العام التنظيم السياسي الرائد ، خطوات واجراءات مكافحة الفساد بانشاء هيئة مستقلة لذلك ، واصدار قوانين وايجاد آلية تنسيق وانشاء نظم معلومات وشبكة تبادل معلومات وتفعيل المحاسبة والرقابة وغيرها من الاجراءات المكتوبة لتتم روعة البرنامج وتزيد من بريق شعاراته .. الشعارات التي زال زمانها وآن أوان العمل دونما عمل واضح في هذا الاتجاه ، رغم ايمان قيادة المؤتمر بـ : كثير من الأعمال قليل من الكلام .المفسدون رجس من عمل الشيطان علينا اجتنابه ، فهلا تكرمت قيادة المؤتمر بتحديد اسم مفسد واحد ، واحد فقط لا غير ، لنتجنب التعامل معه . ؟؟(5) اصاب الدكتور عبدالكريم الإرياني الأمين العام الحالي للمؤتمر الشعبي بإشارته ، في ملخص تقريره الذي القاه في الافتتاح ، إلى الابتعاد عن الخطاب الانفعالي المسيء للتجربة ، وهي نصيحة مخلصة لكل وسائل إعلام التنظيمات السياسية بما فيها المؤتمر الشعبي الذي نحرص على استمرار ريادته في مختلف المجالات بما فيها الإعلام لأن ابتذال الردود على الانتقادات والرسائل الموجهة يكشف عن غياب رؤية فكرية موضوعية تزيد من حدة النقد والنفور من التعامل مع المؤتمر فيساءُ بذلك ديمقراطية المؤتمر المتقدمة عن الاخرين . وتأكيداً على نضوجنا الفكري والسياسي لتأتي المبادرات والمقالات والمراسلات ونضعها على طاولة الحوار لنتبين رشادها من غيها بموضوعية وأناة لاتسرع ولاتجريح شخصي لأصحابها . (6) لانلوم طموح الشباب ونعذر تشبث الشيوخ فالأمران طبيعيان ، وإن حاول الشباب تجاوز امكانياتهم التي لو قورنت بامكانيات الشيوخ لما تعادلت ، وفي كل الأحوال التجديد مطلوب ومرغوب وميزان العقل يغلب ميزان العاطفة .. ولنتذكر ان الكبار مهما تشبثوا لم يعد لهم حرص على مستقبلهم الخاص بل على مستقبل الاجيال ، وبرغم ذلك ليتنافس المتنافسون وان لم ينل الشباب نصيبه من النجاح في الدورة لن تضيع فرصتهم في الدورات المقبلة . هنيئاً مقدماً لمن سيفوزون بالمقاعد ، ولمن خسروها ايضاً وكسبوا عوضاً عنها الخبرة والتجربة والتأهيل المستقبلي .(7) تشجع بعض المؤتمريين في حديثهم المباشر مع فخامة الرئيس بالاشارة الى جوع الناس وفقرهم وهذا أمر لم يغب عن ذهن الرئيس الذي متى واتته الفرصة يباشر تفقده للمواطنين وتلمس أحوالهم وينقل همومهم للمجتمع الدولي .. وعلق بعض المتزلّفين على ذلك الطرح : ماذا يراد من الرئيس ؟ ان يؤكلهم بيديه ! هذا بالطبع غير ممكن ، إلا لو كانوا بجواره سيؤكلهم .. لكنه ماضٍ في التوجيه بتنفيذ سياسات تشبع الناس من جوعهم وتحدّ من فقرهم ، وعلى المختصين التنفيذ والعمل الجاد ، فليس هناك حاكم اليوم يهنأ ضميره لجوعهم وفقرهم ، خاصة وهو يدرك ان الجوع والحرمان محَّرك الثورات وخالقَ الأزمات .
|
مقالات
من وحي المؤتمر السابع في عدن
أخبار متعلقة