بوش يلوح بالخيار النووي وطهران تعد بقطع يد المعتدي
موسكو/اف ب: يحول انقسام القوى الكبرى حول الملف النووي الايراني دون اتفاق سريع على فرض عقوبات محتملة في وقت يناقش المديرون السياسيون لدول مجموعة الثماني القضية في موسكو.وكان اجتماع لممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا في العاصمة الروسية اخفق في التوصل الى تفاهم.وسعت موسكو الى التخفيف من وطاة الفشل وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاربعاء "لم يتخذ اي قرار" لكنه اشار الى ان ذلك "لم يكن هدف" اللقاء في ظل طلب المشاركين مجددا من ايران وقف انشطة تخصيب اليورانيوم.وقال وزير الخارجية الروسي في ختام لقاء مع نظيره النيوزيلاندي ونستون بيترز "لم يتم اتخاذ اي قرار وليس هناك اي وثيقة نهائية لكن هذا لم يكن هدفنا". ومنذ مساء الثلاثاء علقت واشنطن على نتيجة اللقاء معلنة ان ممثلي الدول الست لم يتوصلوا الى اتفاق على موضوع العقوبات.والواقع ان الاميركيين صعدوا لهجتهم واكد المسؤول الثالث في الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز ان واشنطن تعلم ان ايران "تحاول سرا الحصول على قنبلة نووية".كذلك اتهم بيرنز ايران "بتمويل العديد من المجموعات الارهابية الرئيسية في الشرق الاوسط" وقال ان "ايران بطرق عدة هي الممول المركزي للارهاب في الشرق الاوسط".من جهته حذر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس الاربعاء من اي انقسام داخل المجتمع الدولي مشددا على دور الصين وروسيا. وقال "اما ان يتوحد المجتمع الدولي وتصبح الصين وروسيا معنا وفي هذه الحالة سيرد الايرانيون: لا نستطيع ان نكون معزولين" واما ان لا يتوحد الامر الذي سيهل بشكل كبير للايرانيين الاستمرار (في سياستهم)".في المقابل ادلى نظيره البريطاني جاك سترو بتعليق اكثر تفاؤلا معتبرا ان طهران لا تستطيع احداث انقسام في المجتمع الدولي. وقال "في كل مرحلة راهن (الايرانيون) على امكان احداث انقسام في المجتمع الدولي وفي كل مرحلة وبفضل جهود كبيرة انتهى الامر بوحدة اكبر للمجتمع الدولي".وفي موسكو كما في عواصم اخرى برزت مساع لتهدئة الاجواء من خلال التشديد على ضرورة انتظار راي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل اتخاذ اي موقف.وفي هذا السياق قال لافروف "نحن مقتنعون بانه ينبغي انتظار تقرير (المدير العام للوكالة الذرية) محمد البرادعي في نهاية الشهر لتبني موقف مشترك".وامهل مجلس الامن الدولي ايران حتى 28 ابريل لوقف انشطة تخصيب اليورانيوم وعلى البرادعي ان يرفع في هذا التاريخ الى كل من مجلس الامن والوكالة الذرية تقريرا عن تنفيذ طهران لهذه الشروط ام لا.واضاف لافروف "نعتبر ان من الضروري مناقشة (القضية) اولا داخل مجلس حكام الوكالة الذرية وبعدها فقط بحثها في مجلس الامن".وتابع "كل المشاركين في لقاء امس الاول اتفقوا على انه يجب مطالبة ايران باجراءات بناءة طارئة ردا على قرارات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية".إلى ذلك ألمح الرئيس الأميركي جورج بوش إلى إمكان توجيه ضربة نووية إلى إيران إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في وضع حد للطموحات الذرية للجمهورية الإسلامية، جاء ذلك متزامنا مع تهديد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بقطع يد المعتدي. وقال في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض ردا على سؤال حول ما إذا كانت خياراته تشمل التخطيط لضربة نووية كما أشارت بعض التقارير الإخبارية إن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة". ولكنه شدد على حل هذه المسألة بالوسائل السياسية، وذكر بوش أنه سيبحث أنشطة إيران النووية مع الرئيس الصيني هو جينتاو الذي يزور واشنطن هذه الأيام. وتصاعدت التكهنات حول الهجوم الأميركي منذ أن قال تقرير لمجلة نيويوركر في الشهر الحالي إن واشنطن تفكر في خيار استخدام أسلحة نووية تكتيكية لضرب مواقع إيران النووية تحت الأرض. ومن جانبه أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك في تصريحات صحفية أن امتلاك إيران السلاح النووي أمر "غير مقبول"، لكنه أبقى الباب مفتوحا لاستئناف المناقشات مع طهران.اجتماعات موسكو وتصريحات بوش في واشنطن بددها إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن جيش بلاده سيقطع يد أي معتد يحاول المساس بإيران, مؤكدا أن الجيش الإيراني هو من بين أقوى الجيوش في العالم. وأضاف أحمدي نجاد في كلمة ألقاها في استعراض عسكري جنوبي طهران أن الجيش يجب أن يكون جاهزا ومستعدا دائما ويجب أن يتقن أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا للرد على أي عدوان، موضحا أن إيران "تريد السلام والأمن والتقدم لكل الشعوب خاصة شعوب دول المنطقة".