اعذروني
خلق الله البشر من نفس واحدة على اختلاف ألسنتهم منهم الفقراء ومنهم الأغنياء والسود والبيض ومنهم الصحيح ومنهم من حرم من نعمة البصر أو السمع أوالحركة وغيرها من الإعاقات التي تفقد الإنسان جزءا من قدراته .. ودعا الله إلى العدل والمساواة في كتبه وشرائعه السماوية ولهذا الغرض وجد الدين لتنظيم وتيسير أمور البشر ، ومن هذا المنطلق أيضا وجدت القوانين المنظمة للحياة بشكل عام .. وبما أننا فئة ذوي الإعاقة نعد أمس الناس حاجة إلى قوانين وجهات معنية تهتم بقضايانا وتسهل معاملاتنا في الجهات الرسمية وغيرها .. والحمد لله بلادنا هي دولة النظام والقانون وجاءت المجالس المحلية لتخفف من عبء المركزية لكن هذه النظم والشرائع بقيت قوتها متمركزة في العاصمة صنعاء وفي الغالب لا يسري مفعولها إلا هناك فإذا أراد احدهم وهذا على سبيل المثال المتابعة على وظيفة أو علاج أو سفر أو حتى معونة لا يلبث أن يجد نفسه مضطرا للسفر إلى العاصمة لتسهيل أموره فهناك الوزارات والجهات المعنية التي ستتم له مهمته بيسر.. فمن كان في العاصمة أو قريبا منها فأموره بخير ومن بعد عنها فالتعب والمعاناة نصيبه .. فإذا كانت أعباء السفر إلى العاصمة ثقيلة ومكلفة على الغالبية من الناس فكيف ستكون آثارها على فئة ذوي الإعاقة ؟؟ حتما صعبة جدا ! فيما بيننا نحن فئات ذوي الإعاقة نسمع كثيرا هذا الكلام « الرعاية والاهتمام كلها في صنعاء .. والجهات المختصة تقدم الدعم الكبير للمعاقين الذين يقطنون صنعاء وبقية المحافظات يا حسرة عليهم من أراد الدعم والرعاية عليه الذهاب إلى هناك « أين العدل والمساواة ، بأي قدرة يمكن لأحدنا السفر إلى هناك والاتصال بالمسؤولين فعلاوة على إعاقاتنا فنحن لا نمتلك أيضا مصادر دخل ثابتة كغيرنا للسفر والمتابعة ومن يحاول ذلك تصدمه صخرة الروتين والمحسوبية فيعود خائبا ومثقلا بديونه !لفتة كريمة سيدي الرئيس لأحوال فئة المعاقين في بقية المحافظات ، لفتة جادة من قبل الحكومة لتفعيل حقوقنا وتيسير أمورنا ، ونحن فئة المعاقين في محافظة عدن نحتاج كثيرا للالتفات لنا .. توجد عدد من المراكز والجمعيات والمعاهد المعنية وتحت مسميات مختلفة لرعاية ودعم فئات ذوي الإعاقة لكن لا نلمس دورها الحقيقي والفعلي على أرض الواقع، نسمع فقط أن الدعم كله في صنعاء ومراكز صنعاء ومن أراد عليه الذهاب إلى هناك ! أين دور الرقابة وأين المتابعة لأحوالنا والاهتمام بحقوقنا ؟ نحن هنا في عدن أيضا نقوم بأنشطة وفعاليات تحتاج إلى التشجيع وللجهات الداعمة، أين نسبة ال5 % في التوظيف التي شرعتها لنا هذه القوانين ؟ لا نجد تجاوبا من قبل المسؤولين ووزارة الخدمة المدنية في تفعيل هذه النسبة وهنا اخص بالذكر محافظة عدن .. بالرغم من أننا معاقون لكننا نتعلم ونحاول تطوير أنفسنا ونتفاعل مع محيطنا لنتغلب على إعاقتنا ، وقد خلقنا الله بشرا من نفس واحدة، ونحن ابناء وطن واحد حتى وان كنا معاقين فذلك حق الله قدره لنا ، فلماذا هذا التباين في المعاملة ولماذا تهمش حقوقنا ؟ّّ! وأقول للبعض ألا تكفينا إعاقتنا لنجد من يعيق ويعبث بحقوقنا فاتقوا الله فينا .