يا ترى ماذا سيكون شعورك إذا استيقظت كل يوم على صوت صفارة إنذار حريق في غرفة نومك أو على صوت ضربات صنج نحاسي مباشرة فوق رأسك؟ لا بد من أن مجرد التفكير في هذه الضجة عند الصباح كفيل بأن يسبب لك الكوابيس طوال الليل. ومع ذلك يوجد بالفعل أشخاص يستيقظون كل صباح على أصوات شبيهة بهذه الأصوات، يطلقون عليها الساعة المنبهة. فما هي الساعة المنبهة؟خذ تسميتها أولاً، "ساعة منبهة"، اسمها يشير إلى طبيعة عملها، والذي يمكننا أن نعدد منه التخويف، والمباغتة، والحذر، أو الصدمة. فلماذا يقوم أي إنسان عاقل باستخدام ساعة تحذير ومباغتة تقوم بإفزاعه وهو نائم، وحثه بعنف على الاستيقاظ من نوم هادئ وأحلام هانئة.قديماً، اعتقدت الكثير من الثقافات بأن الروح تترك الجسد وتسافر بعيداً عندما ننام، لهذا فمن المهم جداً إيقاظ النائم بلطف لكي تتنبه روحه وتعود إليه بسلام. بالنسبة لهم اعتبرت هذه مسألة حياة أو موت. فحسب معتقدات سكان المنطقة الجنوبية الغربية لأمريكا، يوجد خيطاً رقيقاً بين النائم وروحه الهائمة في الليل لذلك فأن إيقاظ الشخص بشكل مفاجئ قَد يقطع هذا الخيط ويمنع الروح من العودة إلى الجسم، فتبقى هائمة في العالم الأخر. كذلك اعتقد سكان وسط البرازيل بأن الاستيقاظ المفاجئ يمنع الروح من العودة إلى الجسم. وفي أفريقيا، تحذر كل من قبائل آزاندي، والماساي من إيقاظ النائم فجأة أو بطريقة عدوانية لأن ذلك قَد يؤدي إلى وفاته. وفي اليابان، أيضاً، يدعو الاينو إلى إيقاظ النائم ببطء والسماح لروحه بالعودة إلى جسده بهدوء. كذلك يشاركهم هذا الاعتقاد قبائل هنود البورورو في البرازيل، والتورادا في أندونيسيا، والاندمان في جزر المحيط الهادي. وبما أن طريقة الإيقاظ مهمة جداً، طورت العديد من الثقافات سلوكاً خاصاً لعملية الإيقاظ المناسبة. حيث يؤمن قبائل الموري في نيوزيلندا بشدة بأنه من عدم الاحترام إيقاظ الضيف أبداً، ولكن إذا أصبح من الضروري إيقاظ الضيف فيجب أن تتم العملية تدريجياً، عن طريق القيام بضربات خفيفة على الطبل خارج غرفة الضيف، تزداد تدريجياً، مما يعطي الروح وقتاً كافية للعودة إلى الجسم. كذلك تتبع كل من قبائل كول من وسط الهند، والمورنجين في استراليا ذات التقنية في إيقاظ الضيوف.قد تستغرب وتقول بأن الناس اليوم يستيقظون مفزوعين كل يوم ولا يموتون. ولكن هذا ليس سبباً منطقياً لرفض تجارب الحضارات الأخرى المختلفة التي اتفقت على ذات المبدأ رغم المسافات التي كانت بينها. وهذا يجعلنا نفكر بأنه من الواضح بأن هناك شيء ما يضيع عندما نصحو فجأة فما هو؟ أنه الحلم، الامتداد للحياة التي نعيشها في عالم الأحلام الغامض، فعندما ننام، يبدو كأننا ندخل في عالم أخر، نرى فيه أشخاص قد ماتوا، أشخاص في أمكان بعيدة، وأشياء نخافها أو نتمنها، ولكن عندما نستيقظ مذعورين فإن عالم الأحلام بقسميه المخيف والمفرح يقطع فجأة، فنستيقظ وننسى الحلم وينقطع الخيط الرقيق بين الحلم والحقيقة، ويبدو أن هذا ما أخاف الحضارات القديمة التي كانت تؤمن بالعالم الأخر. ولا زال الباحثون يدرسون مخاطر الاستيقاظ بذعر، الذي يبدو أنه يسبب أعراض واضحة مثل تسارع ضربات القلب، والتعرق الشديد، واحتمال الإغماء بسبب عدم توازن ضغط الدم في الجسم، بالإضافة إلى الإصابة بالصداع، والإعياء.[c1]ولكن كيف تستيقظ بهدوء: [/c]هناك العديد من الوسائل الحديثة التي بدأت شعبيتها تزداد بين الناس. والهدف منها تحضير الدماغ والجسم للاستيقاظ تدريجياً، مثل، ساعة الضوء، التي تحاكي الطبيعة، حيث تعتمد على مبدأ الشمس التي ترتفع تدريجياً إلى السماء فتبث الدفء والإحساس بالحاجة للاستيقاظ عند كل الكائنات. حيث تبدأ الساعة بالتوهج تدريجياً حتى يصبح ضوءها قوياً، فتستجيب خلايا الدماغ العصبية المرتبطة بالعيون وتعطي الجسم تحذيراً بأن وقت الاستيقاظ قد حان. وبعض الساعات تبث رائحة بخور طبيعية أيضاً تبنه حاسة الشم وتوقظك بطريقة هادئة ومحببة.بعض الأشخاص يفضلون أن يوقظهم الأطفال أو الحيوانات الأليفة، إذا كنت محظوظاً وكان لديك أطفال أو حيوانات أليفة في المنزل، فستعمل على إيقاظك بشكل منتظم، لأن الحيوانات الأليفة منظمة، وتستيقظ عند بزوغ الشمس، كذلك الأطفال الذين ما أن يعتادوا على الاستيقاظ في ساعة محددة حتى يصبحوا أكثر فعالية من أحدث الساعات.يمكنك كذلك تحديد موعد الاستيقاظ باستعمال منبه جهازي التلفزيون أو الستيريو، حيث يبدأ الصوت بالعلو تدريجياً، مما يحفز حاسة السمع على إيقاظك.أما أفضل ساعة، فهي الساعة البيولوجية الخاصة بك، فإذا اعتدت النوم في ساعة محددة والاستيقاظ في ساعة أخرى، فلن تخذلك ساعتك البيولوجية أبداً إلا إذا بدأت تغير أنماط نومك، فستغير الساعة توقيتها حسب المعطيات الجديدة.بالإضافة إلى ذلك هناك طريقة أخرى للاستيقاظ وهي شرب كوب من الماء قبل النوم، لابد أن هذا سيجعلك تستيقظ لأنك بحاجة للذهاب إلى الحمام في الصباح. وأخيراً، للتخلص من الطريقة المزعجة في الاستيقاظ الصباحي، تذكر بأن النوم المبكر أفضل طريقة للاستيقاظ المبكر.
الساعة المنبهة.. خطر يخطف الأحلام!!
أخبار متعلقة