* الأصل في المساجد أنها لله وليس لغيره، ورسالتها الدعوة إلى الله وليس لأحد غير الله.. وإذا كان المسلمون متمسكين بهذه التعاليم أو يحترمونها لما وقعت الخلافات والصراعات حول السيطرة على المساجد من قبل هذا الطرف أو ذاك.. وهي خلافات وصراعات تتحول أحياناً إلى معارك يسقط فيها قتلى وجرحى، ولا تزال مثل هذه المعارك تقع في العاصمة وفي غيرها.. أكانت أهداف السيطرة مساجد تبنيها الحكومة أو الأهالي أو الأثرياء.هذه المعارك تدل على أن كل طرف يحاول أن يسلب من الله مساجده ويحولها إلى منابر سياسية أو مذهبية تخدم توجهاته هو وليس ما أمر به الله.. نقرأ في كتب الأولين أن المساجد كانت مكاناً للعبادة الخالصة ومدارس تربوية واجتماعية وتعليمية.. اليوم لم تعد كذلك بعد أن سيطر عليها أصحاب الأهواء المذهبية والسياسية وبعد أن صارت أداة ضمن أدوات السيطرة والنفوذ.* التعميم في هذه المسألة ليس صحيحاً نعم.. لكن يجب الاعتراف أن معظم المساجد هي الآن بين موضوع خلاف وصراع والأخرى سليبة للتطرف وخطاب التهييج السياسي.. وفي الهامش فقط تأتي الفضيلة وقضايا التربية على السلوك القويم.. قبل عدة رمضانات وقعت معركة بين طرفين على مسجد في العاصمة وقتل في المعركة الرجل الذي مول بناء المسجد ومساء الأربعاء الماضي وقعت معركة مشابهة في العاصمة بين طرفين كل منهما يريد السيطرة على المسجد الذي لم يكتمل بناؤه بعد.. وفي إب حدث مثل هذا.. وفي حضرموت عندما لم يتمكن طرفان من الغلبة أقام كل منهما صلاته وخطبته منفرداً.الخلاف على المساجد لأسباب مذهبية لا يمثل مشكلة حقيقية إلا عندما يعلي المتعصبون راية العصبية ومعظم هؤلاء السلفية الاستئصالية التي تدعي أن ثقافتها الخاصة هي كلمة الله النهائية ووحيه الأخير وماعدا ثقافتها بدع وضلالات.. وقبل أن تطل السلفية بقرونها ما كان اليمنيون يميزون بعضهم تمييزاً مذهبياً.. فالشافعي والزيدي في المساجد يتبادلان الأدوار دون حذر أو حساسية.. وهذا العهد غير المكتوب يجب أن يحمى من قبل الطرفين وأن لا يسمحا للسلفية الطارئة بهتكه.* المشكلة التي تنتجها الصراعات حول المساجد هي ذهاب الرسالة الدينية للمسجد وإحلال السياسة محلها.. فكثير من المساجد باتت منابر سياسية.. ولاحظوا أن معظم ممثلي حزب الإصلاح في البرلمان قد جاءوا إليه من المساجد.. وأن المجاهرين بدعم تنظيم القاعدة الإرهابي يعلنون ذلك من المساجد.. وعلى أية حال لدينا ها هنا مشكلة.. فكيف نتخلص منها؟ الحل سهل للغاية من الناحية النظرية وهو أن تكون المساجد لله كما قال الله وأن يذكر فيها اسمه.. فلا سلفية ولا قاعدة ولا مؤتمر ولا إصلاح.. ومن الناحية العملية هذا الحل ممكن، وفقط إذا أرادت وزارة الأوقاف وقامت بواجبها.
أخبار متعلقة