شهد قطاع التربية والتعليم نقلة نوعية وكمية ضخمة على امتداد سنوات النهضة الماضية على نحو يستوعب ثلث عدد المواطنين العمانيين في مقاعد الدراسة.كما شهد عمليات تطوير عميقة وواسعة للمناهج وطرق التدريس والإستعانه بتقنيات التعليم المتطورة من اجل تزويد الطلاب بمختلف المهارات والمعارف بما يتفق واحتياجات التنمية المتطورة وتقاليد وثقافة الشعب العمانيوفي هذا الإطار تم تعميم النظام الآلي في الإدارة والمعلومات التربوية وربط مدارس السلطنة بشبكة لاسلكية خاصة لتدريس مادة الحاسب الآلي من الصف العاشر في المدارس، وتدشين بنك الانشطة التعليمية في 17 ابريل 2005م وعقد عدة مؤتمرات لتطوير التعليم في السلطنة من أبرزها الندوة الدولية لإستراتيجية التعليم في سلطنة عمان عام 2006م-2020م في مارس 2005م.وفي اطار التطوير المتواصل للتعليم في السلطنة جاءت خطة تطبيق التعليم الأساسي جنبا الى جنب مع خطة تدريب المعلمين ورفع مهارات معلمي اللغة الإنجليزية، وتطوير المناهج والكتب الدراسية وأنظمة الامتحانات وتطوير المختبرات العلمية ومختبرات الحاسوب ومراكز مصادر التعليم خاصة بعد ان تم اعتماد اسم التعليم العام على المراحل التعليمية الثلاث (الابتدائية والإعدادية والثانوية) واعتبار التعليم بها متصلا من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر .كما بدأ تطبيق مناهج التعليم الأساسي في مدارس التعليم العام ابتداء من العام الدراسي 2004-2005م وتدريس اللغة الإنجليزية من الصف الأول وليس من الصف الرابع، كما كان سابقا.وتجدر الإشارة الى ان عدد المعلمين العمانيين بلغ 28424 معلما ومعلمة وبنسبة 81 من اجمالي عدد المعلمين في المدارس الحكومية. كما تم تطوير عدة كتب في التعليم الأساسي، والعمل بمشروع القارئ الصغير ومشروع انتاج الوسائط المتعددة لخدمة المناهج الدراسية وإثرائها، بالإضافة الى مشروع الحقيبة المتلفزه مع تطوير وسائل وعناصر التقويم التربوي.كما تم تأليف كتب وادلة المعلم للصفين التاسع والعاشر الأساسيين وبعض كتب المواد الاختيارية للصف 12 من التعليم العام للعام الدراسي 2006-2007.ويقوم الإعلام التربوي بدوره في الربط بين المدرسة والمنزل والسعي الى زيادة التعاون بينهما مع الإسهام في إثراء العملية التعليمية من خلال اصدار مجلة (رسالة التربية) وهي مجلة فصلية متخصصة، وملحق نافذة تربوية ، ونشرة التطوير التربوي المتخصصة ، الى جانب الفعاليات الإرشادية الموجهة الى كل المشاركين في العملية التربوية بما في ذلك مسابقة المحافظة على النظافة والصحة المدرسية السنوية.ومن أجل اتاحة فرصة التعليم لمن فاتهم قطار التعليم هناك 117 مركزاً لمحو الأمية و132 مركزاً لتعليم الكبار وتشهد اقبالا كبيرا من جانب المرأة العمانية، كما تم تطبيق مشروع القرية المتعلمة وذلك في قرية (المريصي) بولاية بركاء.وفي هذا المجال يتم الاستعانة بخريجي الشهادة العامة للعمل في مراكز محو الأمية ومراكز تعليم الكبار في قراهم وقد نجحت هذه التجربة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.[c1]جامعة السلطان قابوس[/c]جـامعة السلطان قابوس هي أول جـامعة وطنية في سلطنة عمان وهـي منارة علم وحضارة، وصرح أكاديمي شامـخ تدفع سنويا بمواكب خريجيها من مخـتلف التخصصات إلـى مجـالات التنميـة العديدة للإسهام بدورهم البارز فـي إعلاء صرح النهضة المعاصرة.افتتحت جامعة السلطان قابوس عام 1986م ، واصبحت صرحاً علمياً نافعاً، ومركزاً للتنوير واعداد الكوادر الوطنية المؤهلة على أرفع المستويات في مختلف التخصصات ، وبيت خبرة استطاع بنجاح ان يرتبط بقضايا المجتمع وذلك في مزاوحة فعالة بين البحث العلمي والحاجات العملية لقطاعات المجتمع المختلفة. ومن خلال التطوير العلمي وتنمية المجتمع والتعاون مع المؤسسات العلمية الأخرى داخل السلطنة وخارجها استطاعت جامعة السلطان قابوس ان تكون " جامعة متميزة نفخر بها ونتفاخر بمن يتخرجون منها". تضم ( جامعة السلطان قابوس ) سبع كليات هي كلية الآداب والعلوم الاجتماعية ، وكلية التجارة والاقتصاد ، وكلية التربية ، وكلية العلوم ، وكلية العلوم الزراعية والبحرية ، وكلية الهندسة ، وكلية الطب والعلوم الصحية . كما تم نقل تبعية كلية الحقوق الى جامعة السلطان قابوس ابتداء من العام الدراسي 2006/ 2007 بناء على المرسوم السلطاني رقم (38/2006) الصادر في 24 ابريل 2006م.وقد تم استحداث عدد من البرامج الجديدة في مرحلة الدراسات الجامعية الأولى في عدد من الكليات لتتمشى مع احتياجات سوق العمل منها على سبيل المثال برامج الإدارة المدرسية والاقتصاد الزراعي والدراسات الريفية ، والهندسة البيئية ، والماجستير في النفط والغاز والدكتوراه في الدراسات الكربوناتية وتمنح الجامعة درجات الدبلوم والماجستير والدكتواره في عدد من التخصصات الأخرى.كما تم تعزيز العملية التعليمية في الجـامعة بعدد من المراكز المساعدة مثـل مركز تـقنيات التعليم، ومركز اللغات، ومركز البحوث التربوية، والحـاسب الآلـي، ومركز المعلومات بكلية التجـارة، فضلا عن المكتبة الرئيسية ومكتبة متخصصة في مجـال الدراسات الطبيـة، وأخرى للعلوم الإسلاميـة، وتلعب هذه المراكز دورا رئيسا في ربط الجانب الاكاديمي باحدث التقنيات المتاحة عالميا في المجالات المشار اليها وعلى نحو يجمع بين الجانبين الاكاديمي والتطبيقي إلى ابعد مدى ممكن5 للارتقاء بقدرات الخريجين. كمـا تم افتتاح مركز الخدمات الطلابية بالجامعة عام 2003م مع مبنى للمكتبة الرئيسية ، وآخر لمركز الدراسات العمانية الذي يعنى بجمع وتوثيق المخطوطات والبحوث والدراسات العمانية ولا سيما الخاصة بمرحلة النهضة العمانية الحديثة التي يقودها جلالة السلطان المعظم .ويعد مستشفى الجـامعة من أحدث مستـشفيات السلطنة حيث تقوم بدور المستـشفى التعليمي لخدمة طلاب كلية الطب إلـى جـانب تقديم خدمات صحية على درجـة رفيعة من التخصص.[c1]التعليم العالي[/c]يمثـل التعليم العالي - الجامعي وما بعد الجامعي - المرحلة الأعلى في استثمار وتنمية الموارد البشرية العمانية المؤهلة والقادرة على الاضطلاع بدورها الحيوي في مسيرة النهضة المباركة ومواكبة التطورات العلمية والتـقنية المتسارعة من حولنا.ويعد الاهتمام بالتعليم العالي امتداد للاهتمام بالتعليم وتطويره باعتباره مفتاحا أساسيا للتنمية البشرية التي يمثل الإنسان العماني محورها وهدفها.وفي الوقت الذي تشكل فيه جامعة السلطان قابوس قاعدة التعليم العالي في السلطنة من خلال ما يتوفر لها من إمكانيات علمية وتقنية بارزة، أعطت وزارة التعليم العالي منذ إنشائها في يناير 1994م دفعة قوية للتوسع في التعليم العالي وتحقيق درجة عالية من التنسيق بين وحدات هذا القطاع من ناحية وبينه وبين القطاعات الأخرى واحتياجاتها التنموية من ناحية ثانية. وقد توج ذلك بإنشاء مجلس للتعليم العالي بموجب المرسوم السلطاني رقم 65/98م في 27 سبتمبر 1998م، ومن أهم اختصاصاته رسم السياسة العامة للتعليم العالي، والبحث العلمي في الجامعات والمعاهد العليا، والعمل على توجيهه بما يتفق مع حاجات البلاد، وتيسير تحقيق الأهداف الثقافية والاجتماعية والعلمية للدولة.وبينما فتحت الحكومة المجال أمام القطاع الخاص لإنشاء الجامعات والكليات الأهلية بإشراف من وزارة التعليم العالي ولتوفير تخصصات يحتاجها سوق العمل، وعلى نحو يتكامل مع جامعة السلطان قابوس، جاء المرسومان الساميان اللذان أصدرهما جلالة السلطان في 26 مايو 1999م بشأن إصدار نظام الجامعات الخاصة -المرسوم 41/99- وفي شان إنشاء الكليات والمعاهد العليا الخاصة - المرسوم 42/99- ليكملا الإطار التنظيمي الشامل للتعليم العالي، التي يزداد عددها باضطراد، باعتبارها المصدر الأساسي في توفير احتياجات التنمية الوطنية من المتخصصين في مختلف المجالات مما زاد من معدلات ونسب التعمين بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.وتشرف وزارة التعليم العالي على كليات التربية وشؤون البعثات ومؤسسات التعليم العالي الخاصة، .وتشرف وزارة القوى العاملة على كليات التقنية ومعاهد التدريب المهني، وتشرف وزارة الصحة على المعاهد الصحية ، كما يشرف البنك المركزي العماني على كلية الدراسات المصرفية والمالية ، ويتبع معهد العلوم الشرعية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، وتتبع الأكاديمية العمانية للسياحة والضيافة وزارة السياحة وذلك حتى تكون مخرجات هذه المؤسسات متمشية مع الاحتياجات العملية للقطاعات المختلفة.[c1]كلية التربية[/c]تعمل كليات التربية على اعداد المعلم العماني على نحو متكامل مهنياً وتربوياً وثقافياً للعمل في مختلف مراحل التعليم العام. وهي كليات جامعية تستوعب سنوياً نحو 200 طالبا وطالبة. وهناك الآن ست كليات للتربية في الرستاق، نزوى، عبري، صور، صحار ،صلالة. الجامعات والكليات الخاصةادت النهضة التعليمية الضخمة التي تحققت في ظل مسيرة النهضة المباركة إلى زيادة مخرجات الثانوية العامة عاماً بعد آخر، ومن ثم فتحت حكومة حضرة صاحب الجلالة المجال امام القطاع الخاص للاستثمار في مجال التعليم العالي وتقديم العديد من التسهيلات له للقيام بدور في هذا المجال في اطار الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص. وقد حث جلالته القطاع الخاص على انشاء الكليات والجامعات في مختلف مناطق السلطنة من أجل توفير أكبر قدر من فرص التعليم العالي في هذا الوطن.
تطور التعليم في سلطنة عمان
أخبار متعلقة