تحف أحور للآثار .. رحلة في قلب التاريخ
استطلاع/ سعيد العموديمديرية أحور إحدى مديريات محافظة أبين وتقع في جهة الجنوب الشرقي منها وفي قلب مدينة أحور عاصمة المديرية يقع متحف أحور للآثار والموروثات التاريخية فهو يوحي للزائر ومنذ الوهلة الأولى أنه يقوم برحلة عبر الزمن إلى الماضي ليرى مناظر يفوح منها عبق التاريخ.على عكس غيره من المتاحف يضم متحف أحور العديد من الأدوات والآثار النادرة في شتى مناحي الحياة وليس متخصصاً في مجال واحد ففي زواياه وأجنحته ستجد معالم حياة متكاملة كان يعيشها الإنسان في هذه المديرية النائية:[c1]أقسام المتحف[/c]يتكون المتحف من ثلاثة عشر قسماً منها قسم الأواني والأدوات المنزلية القديمة مثل: الدلة، التنور القديم (الميفا) وكانون الفحم كما سيجد الزائر (الكعدة) وهي آنية من الخشب دائرية الشكل تقدم فيها وجبة المصيد إضافة إلى الأقداح الخشبية المستخدمة لشرب القهوة. وفي قسم الملبوسات القديمة توجد الثياب التي كانت تستخدم لباساً شعبياً مثل الشال والقطمة (المعوز) والعمامة وجميعها محاكة باليد أيضاً يوجد الحذاء الشعبي البدوي القديم المصنوع من جلود الحيوانات وبأشكال مختلفة وهي تسمى في أحور (الرمش).وفي المتحف قسم للأحجار ذات الأشكال الغريبة والنادرة المأخوذة من جبال أحور وقسم آخر للأصداف البحرية ويوجد فيه عظام متبقية من هياكل عظمية لأسماك كبيرة وبعض الأصداف لما يعرف في أحور بالدمبيس أي الحيوانات الرخوية.وفي قسم معدات الزينة توجد المكحلة (أداة حفظ الكحل) والنسعة (أي النطاق) والخلخال المعروف في أحور باسم (الحجل) كما يوجد الأساور النحاسية وأدوات الطيب.ليس ذلك فحسب ففي المتحف قسم لآلات طحن الحبوب قديماً مثل (الرحى والمدق) الذي توضع فيه العراجيم وهي نوى التمر ونوى السدر حيث تطحن في المدق ثم تعطى للأغنام. [c1]السلاح[/c]وفي إحدى زوايا المتحف قسم للسلاح ويحتوي على مدفع قديم يعود إلى عهد الاستعمار البريطاني وبالتحديد لعام 1918م وهناك طلقة مدفع أطلقت على حصن محتوم بأحور في العام 1918م كما يوجد فيه السلاح الأبيض من الجنابي والسكاكين أو ما يعرف بالشفرة.وحتى لا نستطرد بالقارئ إلى عمق التاريخ نعود به إلى الرجل الذي حمل على عاتقه هم إقامة هذا المتحف في أحور إنه السيد محضار بن علي المشهور الذي طاف بنا في أرجاء متحفه قبل أن نسأله متى بدأ في جمع هذه التحف الأثرية؟ فأجاب: «لقد بدأت في جمعها منذ العام 1970م وبجهود ذاتية وبذلت في سبيل ذلك الجهد والوقت وما أملك من إمكانات بسيطة من أجل أن أوثق تاريخ وتراث أحور حتى لا يندثر وتنساه الأجيال وقدمت ما أستطيع لإنشاء هذا المعلم في مديرتسي» واصلنا التطواف في أرجاء المتحف وهناك رأينا أدوات ذوي المهن والحرف القديمة موجودة تشهد على معاناة الإنسان في الماضي وهو يدأب ويعمل بحثاً عن الرزق.[c1]أدوات الصياد [/c](القارب القديم الذي يتحرك بالمجداف والمرساة القديمة (البروصي)أدوات المزارع قبل أن يعرف الحراثات الآلية الحديثة منها (المحراث) الحلي (المذراة) والحجنة والفأس والهيج (أي النير) عود خشبي يوضع على رقبتي الثورين عند الحراثة) أدوات النجار أدوات الحداد ... الخ.ولكي يؤكد مدير المتحف أهمية الربط بين الأصالة والمعاصرة فقد أنشأ قسماً في المتحف خاصاً بالتصاميم والمجسمات وفيه مجسمات للقصور القديمة الموجودة في مدينة أحور قام بعملها أحد الشباب.كما إن كل محتويات المتحف محفوظة ومؤ رشفة بالكمبيوتر وقبل أن نخرج من المتحف سألنا السيد محضار المشهور مدير متحف أحور عن معاناته وطموحاته المستقبلية فأفادنا أنه عانى كثيراً لدرجة أن بعض القطع الأثرية قام بعض الأشخاص المالكين لها ببيعها خارج المحافظة ولحبه للتراث قام بمتابعتها والبحث عنها حتى استرجعها.أما آماله فيقدمها لكل من يهمه الأمر من أهل الخير وهي توفير دواليب زجاجية تحفظ القطع الأثرية من التآكل ونتيجة الرطوبة والغبار فالمبنى غير مؤهل تأهيلاً حديثاً رغم أهمية التحف التي فيه وندرتها.ودعنا السيد مدير المتحف بابتسامة وهو يضع في أيدينا أمانة التعريف بهذا المعلم وينبهنا إلى إن أوقات الزيارة من الساعة التاسعة حتى الحادي عشرة صباحاً ومن الثالثة والنصف عصراً حتى الخامسة مساءً.أخيراً الرحلة عبر محتويات المتحف رائعة وجميلة وهي تذكر بالزمن الجميل حيث البساطة والتواضع وقد أشاد بروعة المتحف الزوار الذين أتوه من أحور ومن خارجها وكذا من خارج اليمن حيث زاره بعض الخليجيين المارين بالطريق الدولي وهنا لا ننسى أن نقدم الدعوة لقراء صحيفة 14 أكتوبر للقيام برحلة إلى قلب التاريخ من بوابة متحف أحور.