أحمد عبدالله سعديذكر الاستاذ / فيصل علي عبدالله - يرحمه الله - كواحد ممن تركوا بصماتهم على مسيرة المسرح اليمني ، والمؤرخ لفترة السبعنيات من القرن الماضي لايمكن ان يغفل تجارب الفنان فيصل عبدالله في وضع اللبنات العلمية الاولى للمسرح الذي ظل حتى ذلك التاريخ يقوم على التلقائية والموهبة أكثر مما يقام على أسس علمية درامية .. وفن السنوغرافيا » دور الاضاءة في اعادة تشكيل المشهد بجمالية تضفي ابعاداً درامية تجريبية « كان الى وقت قريب احدى الادوات الفنية الغائبة في التجارب العديدة لفناني المسرح اليمني .. الارشيف المسرحي الفقير لدينا والذي يكاد يكون معدوماً - مع الاسف لايوثق لهذه التجارب السنوغرافية للفنان فيصل عبدالله لكن التآثير في اوساط الفنانين المسرحيين الذين عاصروا الفنان فيصل يشهدون له انه كان سباقاً لاستحداث هذه الاداة المشهدية ، وان سلمنا بما يقولونه .. فإننا امام فنان استطاع خلق احداثية فنية من ادوات بسيطة وشحيحة ، الامر الذي يعطينا صورة وان بأثر رجعي لهذه التجربة الرائدة التي قام بها الفنان فيصل عبدالله ، وهذا ايضاً يجعلنا نسجل للفنان ولوجه المبكر في التجريب المسرحي خاصة اذا عرفنا ان فن السنوغرافيا بفعل التطور التقني الحالي اصبح ركيزه اساسية لفن التجريب المسرحي والذي شهدنا بداية حضوره المكثف منذ بداية التسعينات من القرن العشرين ووصل هذا الحضور لا قامة مهرجانات عربية تعنى بالتجريب في المسرح .. تراكم هذه التجارب المسرحية الحديثة واستحضار المصطلحات الفنية لها والتي الى اليوم لم تستقر بعد على قاعدة ثابته بآعتبارها لازالت في مرحلة التشكل احدثت هذه التجارب تسميات لازالت هي الآخرى لم تستقر على عنوان ثابت .. احياناً يقال لنا اننا في مرحلة التجريب لازلنا نقترب من الحداثه واحياناً صرنا في وسط هذه الحداثه .. واخيراً استحضر لنا مصطلح مابعد الحداثه .. الامر العجيب ايضاً ان السنواغرافيا هي الاخرى لازالت بفعل المصطلحات وهل هي في الحداثه اوبعدها لم تتشكل هي الاخرى لتكون لوحتها المشهدية المكتملة .. وان تركنا مثل هذا النقاش الذي لانستطيع الخروج منه قريباً ، وعدنا الى تجربة الفنان القدير فيصل عبدالله فآني اكاد اجزم انه عندما اقدم على اضافةالسنوغرافيا لتجاربة لم يكن بعد النقاش محتدماً في جدلية ضرورة التجريب ولا كيفية حداثته او مابعد حداثته ماجعله يقوم على تقديم هذه السنوغرافيا حاجته الابداعية لتشكيل لوحته الدرامية ، وهذه الخطوة المبكرة وان كانت خجولة فإنها تسجل للفنان فيصل عبدالله انه قبل الآخرين قد تقدم الى المستقبل دون ان يدرك انه في المنظور القريب كان يخط اول الحروف لمشهدية التجريب المسرحي .
|
ثقافة
فيصل عبدالله .. والتجريب المسرحي
أخبار متعلقة