واشنطن/14 أكتوبر/ رويترز : تباين الموقفان الأوروبي والأميركي حول كيفية التعامل مع التحذيرات الأميركية من احتمال وقوع هجمات «إرهابية» بأوروبا، حيث اعتبرت واشنطن التهديدات حقيقية، فيما رأى مسؤولون أوروبيون أنها لا تستدعي تأهبا موحدا لكافة دول الاتحاد. جاء ذلك في اجتماع عقده وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي بحضور جين هول لوت مساعدة وزيرة الأمن الداخلي الأميركية الخميس في لوكسمبورغ، وذلك لبحث سبل تحسين التنسيق بين الجانبين بخصوص التحذيرات الأمنية، بعد أن أثار تحذير أميركي من احتمال وقوع هجمات «إرهابية» حالة من القلق في أوروبا. وأشار مصدر من لوكسمبورغ إلى أن المجتمعين أجمعوا على وجود «خطر إرهابي»، ولكن الاختلاف كان حول تحديده وكشفه وسبل مواجهته. وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم إنه لا يوجد ما يدعو للشك في قرار وزارة الخارجية الأميركية يوم الأحد إصدار تحذير للمواطنين الأميركيين باتخاذ الحيطة في حالة السفر إلى أوروبا. لكن مسؤولين آخرين قالوا إنه يتعين إجراء المزيد من المشاورات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن مثل هذه التحذيرات، وتنسيق السياسات حتى يكون الأوروبيون على دراية مناسبة بهذه الأخطار. واعتبروا أن المعلومات الأمنية الأميركية لا تستدعي تأهبا موحداً لكافة دول الاتحادالأوروبي. ووصفت وزيرة الداخلية البلجيكية أنيمي تورتيلبوم الاجتماع بأنه «مهم لأنه حوار على المستوى السياسي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي»، مشيرة إلى أن المعلومات الأمنية الأميركية «أدت إلى درجة من الشعور بانعدام الأمن في أوروبا. وأضافت تورتيلبوم -التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام- أن «المناقشات التي أجريناها كانت عن كيفية تحقيق التوازن بين المعلومات وعدم إثارة قلق الناس. وقالت تورتيلبوم ((للجزيرة)) إن وزراء الاتحاد الأوروبي يريدون عقد اجتماعات سنوية مع مسؤولي الأمن الداخلي الأميركي لتبادل المعلومات الأمنية عن «المخاطر الإرهابية وكيفية إبلاغها للمواطنين دون إرعابهم. ومن جهته قال منسق مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي جيل دو كيرشوف إن هناك قلقا متصاعدا من الأوروبيين الذين تلقوا تدريبات على أيدي تنظيم القاعدة ويعودون إلى أوروبا لشن هجمات. وأضاف «إنهم يحملون جوازات سفر للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وليسوا معروفين لجهات إنفاذ القانون وتتزايد صعوبة الكشف عنهم. وقال «نعرف أن بعض الصوماليين في الدانمارك والسويد ذهبوا إلى الصومال وعادوا إلى الدانمارك لشن هجمات». وأضاف «ألقى الفرنسيون القبض على عدة فرنسيين ذهبوا إلى أفغانستان. وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت تحذيرا خاصا بالسفر بعدما ذكرت شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية الأميركية الأحد الماضي أن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجوم منسق على معالم سياحية بارزة في باريس وبرلين، على غرار هجمات مومباي عام 2008 التي أودت بحياة 170 شخصيا ونفذها مسلحون يتخذون من باكستان مقرا لهم. وأصدرت عدة دول أوروبية تحذيرات مماثلة بعد التحذير الأميركي، ورفعت بريطانيا مستوى التأهب الأمني في تحذيرها للمسافرين إلى ألمانيا وفرنسا من «عام» إلى «مرتفع»، وتركت مستوى التهديد في الداخل دون تغيير عند «شديد. وطالبت الحكومة الفرنسية مواطنيها المسافرين إلى بريطانيا بتوخي الحذر بسبب وجود خطر كبير بوقوع عمل «إرهابي» في هذا البلد.