تونس / فؤاد ثامر :يعد شهر رمضان المبارك كما هو الحال في معظم أقطار العالم الإسلامي فرصة للتقرب إلى الله بالعديد من العبادات والسنن ، وإقبال كبير على المساجد ودور العبادات، وإحياء لكثير من عادات التعاطف والتكافل الاجتماعي ، ومن السنن التي يتم إحيائها صلاة التراويح التي تقام عقب صلاة العشاء ، وفي تونس تعد هذه العبادة من السنن الثابتة التي يحييها التونسيون، بل ويحرص على أدائها الشيوخ قبل الشباب ، والنساء قبل الرجال ، والصغار قبل الكبار.مساجد عامرة بالمصلين : عندما تذهب إلى صلاة العشاء فانك لابد أن تذهب قبل وقت أذانها بوقت قصير حتى تستطيع أن تجد لك مكانا في المسجد، لكن إذا تأخرت قليلا فليس لك من مكان إلا الشارع العام لتصلي فيه ، والسبب هو الإقبال الكبير التي تشهده المساجد خاصة في صلاة العشاء والتراويح حيث يتجاوز عدد المصلين فيها أو يساوي عدد المصلين في صلاة الجمعة في الأيام العادية ، وتتفاوت عدد ركعات صلاة التراويح من مسجد إلى آخر ، فمنها من يصلي ثمان ركعات ، ومنها من يصلي عشرة ركعات ، ومنها من يزيد إلى العشرين ركعة خلافا لصلاة الشفع والوتر، إضافة إلى الإقبال الكبير للمصلين على المساجد في بقية الصلوات.أدعية ومأثورات عقب كل صلاة : ما يميز صلاة التراويح في مساجد تونس هو ترديد العديد من الأدعية المأثورة بين ركعات التراويح ، حيث تردد بصورة جماعية مما يبعث على النفس مزيدا من الروحانية، وللقلب سهولة الاتصال بمولاه ، وللعقل مزيدا من التدبر لآيات الله ، خاصة إذا ما كان الإمام يمتلك نعمة الصوت الحسن الذي يرهف به أفئدة المصلين.المرأة تزاحم الرجال في نيل الأجر والثواب : رغم كثرة الأعباء التي تتحملها المرأة التونسية خاصة في رمضان الذي يستلزم عليها توفير كل ما لذ وطاب لإفراد الأسرة إلى جانب قيامها بمهامها الوظيفية ، كون نسبة عالية من النساء التونسيات يعملن خارج منازلهن ، إلا أن المرأة التونسية تحرص كل الحرص على حضورها إلى المسجد لأداء صلاة التراويح ، ورغم امتلاء الحيز المكاني المخصص لهن في المساجد الذي عادة ما يكون مساحته صغيرة مقارنة بالمسجد الأم ، إلا أنها تضطر لافتراش الصرح ( الصوح) الخاص بالمسجد ، وهذا إن كان يدل على شيء فإنما يدل على حرص المرأة التونسية على نيل الأجر والثواب جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل كما هو الحال في ميدان العمل.[c1]رمضان فرصة لتبييض وترميم المساجد :[/c]جرت العادة في البلاد التونسية أن يكون رمضان فرصة لتجديد وترميم المساجد مثلما هو فرصة لتجديد وترميم القلوب والنفوس ، حيث يتم تفقد الجوامع وتنظيفها وتبييضها وإصلاح ما يتخلل مرافقاها من أعطاب، حتى تظهر في أحسن حلة لاستقبال المصلين في هذا الشهر الفضيل ، وحتى تستقبل جموع المصلين الذين يزدادون بصورة كبيرة على غير العادة في غير رمضان.تزايد مظاهر التدين، ودعم رسمي لإحياء الكثير من العادات الدينية ، والاجتماعية :ما يميز رمضان عن غيره من الشهور انه فرصة لتقييم الذات، وتنقية القلب، وتزكية الروح، وفرصة للتقرب إلى الله من خلال إحياء العديد من السنن النبوية ، وإقامة العديد من الفروض، وهو ما تمثل بانتشار ظاهرة الحجاب في أوساط التونسيات بمختلف أعمارهن ، اللاتي أصبحن يتمتعنبكل الحرية في ارتداء ما يناسبهن من ملابس محتشمة وأغطية للرأس وخلافه ، وما يميز هذا الشهر الفضيل أيضا هو الدعم الرسمي لإحياء العديد من العادات الاجتماعية والدينية ، كبذل الصدقات والإنفاق على المعوزين والمحتاجين ، وإقامة الموائد الرمضانية للفقراء والمساكين، والتشجيع على البذل والعطاء والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.إطلاق إذاعة الزيتونة للقران الكريم ترسيخ لمناقب الشهر الفضيل : تميز هذا الشهر أيضا على سائر الأشهر الرمضانية في الأعوام الماضية بإطلاق إذاعة الزيتونة للقران الكريم التي تم افتتاحها بتوجيه رئاسي من قبل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي التي تبث طيلة هذا الشهر وعلى مدار 24 ساعة المحاضرات والندوات والأناشيد الدينية التونسية ، إضافة إلى القرآن الكريم بأصوات المقرئين التونسيين ، وذلك في إطار خطط الحكومة لنشر الفكر الإسلامي والعناية المتواصلة بالدين الإسلامي الحنيف وإحياء شعائره والتشجيع على إشاعة الفكر النير والمستنير ونشر قيم الإسلام الصحيحة وفى مقدمتها التسامح والتكافل والاعتدال ، وتبث الإذاعة برامجها من مقرها بمدينة قرطاج معتمدة في برمجتها أساسا على القران الكريم بنسبة لا تقل عن 80 بالمائة ، وتستخدم الإذاعة أثير الـ "إف أم"، وهى الأولى من نوعها في تونس التي تتخصص في المسائل الدينية ، والثالثة التي يملكها القطاع الخاص.
مساجد تونس في رمضان : إقبال على صلاة التراويح، وعالم من الروحانيات
أخبار متعلقة