إن مياه الشرب من أهم الأشياء التي يجب أن نبحث عن صحتها ونظافتها ، ولما لهذا الأمر من أهمية فقد قام عدد من المستثمرين المحليين بإنشاء محطات صغيرة لتصفية وتنقية المياه في الكثير من محافظات الجمهورية وبالذات في أمانة العاصمة صنعاء لتصبح هذه المياه صحية وتتلاءم مع احتياجات ومتطلبات الناس كما في العاصمة في ظل الاستنزاف الشديدة للمياه والحفر العشوائي وزيادة الاستهلاك ومشاكل التلوث التي يواجهها حوض صنعاء . وإذا ما أمعنا النظر في قضية مياه الشرب وطريقة وأسلوب عمل المحطات فالملاحظ وجود قصور في أداء وعمل هذه المحطات...حيث تظل التساؤلات مطروحة حول هذه القضية وتثير الجدل بين الناس .هل هذه المياه صحية، أم أنها غير ذلك ؟ وهل تعني هذه المياه أنها معدنية كما تحمل تسمياتها ؟وما مدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس؟هذه القضية ناقشناها وأثرناها في لقاءات سريعة وقصيرة مع عدد من المواطنين ، و أصحاب المحطات في أمانة العاصمة حول صحة
معامل مياه
هذه المياه وخرجنا بهذه الحصيلة الهامة : الخدمات ومعايير الجودة يتحدث الأخ / إبراهيم الوادعي عن مسألة تناقص المياه العذبة باعتبارها المشكلة الأكثر خطورة بالنسبة لأمانة العاصمة حيث تواجه استنزاف جائر وحفر عشوائي للآبار ويقول : أعتقد أن الطلب المتزايد على الماء يرجع نتيجة ارتفاع معدل النمو السكاني الذي يقدر بحوالي 3.5% وتسارع عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في ظل محدودية وشح الموارد المائية ، وعدم مواكبة ذلك التطور في تنمية الموارد والاستخدام غير المنظم في تقنيات الحفر ، وتخلف أسواق المياه ، مضيفا بان خدمات تقديم المياه الأهلية ليست أفضل من خدمات المؤسسات الرسمية ، ولا تخضع لأي معايير نوعية أو كمية أو نظام تسعير محددة أو العمل على تطويرها ، كما أن استغلال مصادر المياه لصالح شرائح ما لا يخضع لأي رقابة ولا تدفع أي رسوم مقابل استغلال مصادر المياه الطبيعية أو مقابل الانتفاع بالمياه من المنشأة الرسمية فضلا عن انخفاض مستويات الاستثمار المحلي في مجالات تكنولوجيا حفظ المياه ..[c1]مظاهر للتقنية[/c]
وحول مدى التزام محطات تحلية المياه بالمعايير ومواصفات الجودة يقول الوادعي: نلاحظ أن مياه الكوثر نادراً ما تكون صحية لأن أصحاب المحطات أغلبهم يأخذون الأمر بمجرد مظهر للتقنية فقط ، أما الماء المعبأ في الدباب فهو من الحنفية مباشرة ، وإن حصل وتم تشغيل المكائن فإننا سنجد نسبة الكلور لدي البعض مرتفعة ، فضلا عن غياب نظافة هذه الدباب المستخدم، ونأمل أن تكون هناك رقابة دورية وضمير حي . [c1]الرقابة الصحية [/c]صاحب بقاله وأحد من يقومون ببيع مياه التحلية المعبأة فيقول : نحن نستلم المياه المعبأة من صحاب المحطات عبر سيارات التوزيع ونلاحظ بعض الدباب ملحمة والبعض الآخر جديدة ، وأخرى قديمة فعلاً ومع ذلك نحث عمال التوزيع على أهمية صحة ونقاوة المياه . وحول سؤال عن مسئولية بيع مياه ملوثة أجاب : نحن لا نتحمل مسئولية ما في داخلها ..ولكننا نحصل على شكاوي متكررة من قبل الزبائن والسكان عن وجود كثير من المخالفات المتعلقة بعدم صحة المياه ، ولكن أين دور الرقابة الصحية على محطات التحلية تجاه ذلك . [c1]لطعم والرائحة [/c]
مجاهد محمد المعافا
ويشكو المواطن مجاهد محمد المعافأ من عدم نظافة دبات مياه التحلية و يقول : نظرا لأني أسهر في اغلب الأحيان وقد لا توجد بقاله فاتحة ، فأعمل حسابي من أول الليل لشراء دبة ماء كوثر لسد عطشي أثناء العمل ، ويحدث أن يتبقى جزء من الماء حتى اليوم الثاني فألاحظ التغير في الطعم والرائحة ...ويضيف : أعتقد أن السبب في ذلك أن الدباب غير معقمة وغير نظيفة بشكل صحي وإذا افترضنا أن الماء صحي مثلاً فالدباب التي توضع فيها المياه ستكون غير صحية أما العبارات المسجلة على دبة الكوثر فهي جيدة ماعدا المحتوى والشكل للدباب فخليها على الله ، ومن كثر الاستخدام تصبح منتهية وتحقيق الربح هو الأهم من صحة الناس .[c1]مكروبات وأتربة[/c] اتجهنا بعدها إلى أصحاب محطات التحلية لنسمع وجهة أرائهم حول الموضوع ، فالتقينا الأخ / فضل سلام عبد الكريم وهو صاحب محطة تحلية بالأمانة حيث حدثنا قائلا : في الواقع العمل في محطات المياه أو في مواقع المواد الغذائية كالمطاعم والبوفيات وغيرها تحتاج إلى أمانة وضمير في التعبئة للماء وغسيل الدباب وتغيرها وإتلافها من حين لآخر ، ونحن نعمل بجهاز التنقية الخاص بالأتربة وقتل الميكروبات ، ونقوم دائماً بالإشراف على العاملين وغسل الدباب بالماء والصابون قبل التعبئة،وبذلك نراقب ضمائرنا واعتقد أن الماء صحي ولكن أصحاب البنشر وغيرهم هم الذين يقومون بتلطيخ الدباب بالأوساخ والد يزل وغيره ، ويقوم أفراد مكتب الصحة بالزيارة الدورية.. [c1]التنقية بالأشعة [/c]من جانبه يقول نجيب شيباني عن طريقة إعداد وتنقية المياه المعبأة : نحن نحرص على العمل بصورة مرضية ومحطتنا تعمل بجهازين - لأنه نادراً ما تعمل المحطات بجهازين - أحدهم للتنقية وقتل المكروبات ، والأخر لإضافة الكلور. وهذا يضاعف من صحة المياه ..فعمل مكينة للتنقية بالأشعة لقتل المكروبات وللتنقية من الأتربة مسألة مهمة كما أن الحديد خطير في الماء إذا ارتفعت نسبته ، فيضاف الكلور ليخفف من حدة هذا الخطر، كما أن غسيل الدباب يتم بالماء والصابون وبعد ذلك يتم وضع اللاصق للتأكد من إغلاقها بإحكام وفي هذه الحالة يصبح الماء الكوثر أكثر صحية .[c1]عمال غير متخصصين[/c]
علي علي مقبل
ويعتقد الأخ /علي مقبل الهرش أن الماء المعبأ نادراً ما يكون صحيا ونقيا خاصة في المحطات التي تستخدم مادة الكلور بطريقة عشوائية .ويقول : هناك بعض المحطات التي تستخدم أجهزة حديثة وصحية،ولكن طريقة الاستخدام غير صحية من حيث أسلوب العمل وتنظيف الدباب الفارغة وتعقيمها.. ومن الملاحظ أيضا أن بعض تلك المحطات وإن كانت تحتوي على أجهزة حديثة لكنها لا تعمل بهذه الأجهزة بطريقة علمية متخصصة ، ولا يوجد عمال متخصصون إنما كل من معه رأس مال يمكنه فتح محطة كوثر وتظل الرقابة والإشراف والمهنية مفقودة وفي النهاية يلطف البارئ.[c1]الكسب هو الأهم[/c]من جانبه يقول الأخ سعيد شمسان ويعمل موزع مياه لإحدى المحطات : نقوم بتوزيع مياه الكوثر من المحطة إلى البقالات والزبائن ولا نختص بشيء، وعندما يشتكي زبون من الدباب نبدلها ونرجعها للمحطة ونبلغ الشكوى ، وأصحاب المحطات هم أدرى بالباقي ، وأهم شي في الأخير العمل و الكسب أكثر وبخسارة أقل أما صحة الناس ( الله ) أخبر بها والمرض من عنده وكل شئ مقدر ومكتوب . [c1]لخدمة بيئة اجتماعية[/c]
أحمد عبده سعيد
في الأخير وقبل أن نختتم موضوع هذا الاستطلاع الميداني الذي نسعى من خلاله لتسليط الأضواء على إحدى قضايانا اليومية ونلفت أنظار الجهات المختصة بالرقابة والتفتيش الصحي والبيئي إليها التقينا بالأخ يحيى القمراني - رئيس ملتقى شباب البيئة والذي تحدث إلينا بقوله : يعتبر الماء ضرورة لحياة البشر والحيوان والنبات وغيره والمرء يشرب عدة مرات في اليوم الواحد ، لذلك يجب أن يكون صحياً نقياً من مختلف الجوانب البيئية ، لان نظافة الدباب الفارغة مشروطة على أولا بأن يكون الماء صالحاً للشرب . ونطالب أصحاب المحطات تغيير الدباب باستمرار وتغطية خدمة البيئة الاجتماعية بشكل أفضل لتعود عليهم بمرود اقتصادي أكثر .ويضيف القمراني قائلا : نلاحظ بروز مخاوف كثيرة لدى الناس من خلال الحديث وتبادل الآراء حول هذه القضية المهمة ، وكل ما نتمناه هو تحري الصدق والدقة والمسئولية والعمل بضمير كي يصبح العمل ناجحاُ ،واهتمام أصحاب المحطات بالناس ، ونريد من الجهات الحكومية المسئولة المزيد من الاهتمام بهذا الجانب الحيوي الهام المتصل بحياة الناس ....