قصة قصيرة
ذبح رئتيه السعال، فكل جزء من رئتيه أصبح مقهى للتدخين، تلاشت الخلايا والحويصلات الهوائية وتلاشى عددها، كل ساعة يصيبه السعال ويسعل حتى يظن أهل بيته وزوجته بأنه سيموت أصبح شراب السعال دوماً في يده كبخاخ ضيق التنفس، ولكنه دوماً يسمي شراب السعال الطعم الحلو لأنه لا يفيد معه ولا يغير من السعال الذي يلازمه ففي كل ركن في بيته قنينة ماء فيما إذا بقي بمفرده في البيت ولا يستطيع الذهاب لشرب الماء وأصيب بالسعال أصبح سعاله قضية رأي عام شغلت أهل بيته وحارته والمحافظة التي ينتمي إليها، فابنه الأكبر دخل كلية الطب لكي يفهم حالته ويعطيه العلاج المناسب مع ذلك لا جدوى، فهو دوماً ما يدخن ولا يبتعد عن التدخين يحبه لحد الجنون والهوس ويشعر بأن الدخان هو الشيء الذي يتنفس فيه براحة، حتى أصابه في يوم ضيق تنفس هرعت إليه زوجته وأولاده عندما لم يستطع التنفس، واجتمعوا حوله فقال:ـ لا داعي لان تحضروا لي الماء أو الدواء، لقد مللت من تناول كل هذه الأشياء، أسمعوا شيئاً مني وربما يكون آخر شيءأقوله لكم.رد الابن : لا تقل هذا يا أبي سننقلك إلى المشفى الآن؟رد عليه : لا يا بني لم يبق لي الا نفس واحد وأغادركم ..رد الابن: لا تقل هذا يا أبي ...رد عليه: اسمعوا ما أريد أن أقوله لكم .. أريد أن تنفذوا وصيتي بعد أن أموت (الوصية السياسية)رد الابن: سياسية .. وصية ماذا تقصد يا ابي .. ؟؟رد عليه : لا تقاطعوني .. وأنصتوا لي جيداً .. أريد أن تنفذوا وصيتي السياسية في هذا المنزل .. وهو أن .. فذهب في نوبة سعال .. حتى فارق الحياة ..