متابعة: نادرة عبد القدوس برعاية محافظ عدن الدكتور عدنان الجفري ومكتب الثقافة ومكتب الشباب والرياضة وفندق ميركيور، وبدعوة من المدير الإقليمي لشركة أكور، أقام الفنان التشكيلي الشاب وائل ياسين معرضه الثاني بعنوان « أفكار ورؤى لونية « ، وذلك في فندق ميركيور في الرابع من مايو الجاري . وكان افتتاح المعرض الذي اشتمل على (30) لوحة و(6) أعمال نحت من قبل الأخ المحافظ له دلالة جلية على الاهتمام الذي يوليه الدكتور الجفري للشباب ورعايته لهم ، وكذلك مكتب الثقافة بعدن .
اتسمت لوحات الفنان التشكيلي وائل بالألوان الباهية الغامقة ، وهي تعبر عن مشاعر الفنان المفعمة بالعواطف الجياشة وحبه للناس والإقبال على الحياة بتفاؤل كبير ، أما هو فيقول لنا أن ألوانه مشرقة تجذب المشاهد . كما تعبر لوحاته عن تحدي هذا الشاب للظروف القاسية التي صادفته في حياته منها وفاة أمه وهو على أعتاب مرحلة الثانوية العامة ، ويتجلى ذلك في لوحته “ الأمومة “ التي تصور لنا أماً تضم طفلاً إلى صدرها . وقد عبر وائل عن حنان وحب الأم لأطفالها وعن مشاعر الأمومة الفياضة باللون الأخضر الفاتح والغامق ، و هو اللون المعبر عن العطاء النقاء؛ فلعل الفنان وائل بلوحته هذه يعبر عن حبه لوالدته. واللوحة تصور الأم وطفلها عاريين ولعله بذلك يعبر بذكاء من خلال ريشته عن مشاعر الأمومة الصادقة الصادرة من قلب الأم المحب كما تعبر عن تبادل العواطف الصادقة والحقيقية بين الأم وطفلها.
الفنان التشكيلي /وائل مع جدته
ورغم إن الفنان وائل ما زال في السنة الثالثة من دراسته للفنون التشكيلية في معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن ، إلا أن رسوماته تنم عن موهبة ينتظرها مستقبل وضاء . تقول عنه مدرسته أستاذة الفن التشكيلي في المعهد الفنانة إلهام العرشي : “ وائل من أنشط الطلاب في المعهد ، وقد صادفته بعض الصعوبات العام المنصرم لإقامة معرضه الأول إلا أنه استطاع التغلب عليها بحنكته وقدرته على تخطي الصعاب، فهو من الشباب النشط الذي لا يستسلم للإحباط ويكره الخمول . سألتها عن سر الألوان الغامقة التي يستخدمها الفنان وائل وسر لجوئه إلى رسم الحروف في بعض لوحاته فردت : “ وائل يلجأ إلى التجربة ويحب أن يتميز بطريقة معينة في الرسم خاصة به ، بحيث يعرفه المتلقي من خطوطه وألوانه وأسلوبه في الرسم .. وائل طموح جداً وأتمنى أن يستمر في هذا الطموح وأن لا يثنيه شيء عن تحقيقها ، وهو بحاجة كغيره من الشباب المبدع إلى التشجيع والتحفيز والدعم “ . ويرجع الفنان وائل أسلوبه في الرسم إلى ضرورة التنويع لإرضاء الأذواق المختلفة. وماذا عن المعهد .. ماذا قدم له هذا الصرح التعليمي الفني الوحيد في بلادنا ؟ أجابت الأخت إلهام وابتسامة تسبق ردها : “ رغم شحة الإمكانيات في المعهد إلا أن المدرسين من الفنانين التشكيليين يبذلون جهوداً كبيرة ذاتية لنقل خبراتهم للطلاب تساعد الكثير منهم للتقدم وتطوير موهبتهم .. وأحياناً يصل الحال إلى حرص المدرس على توفير بعض احتياجات الطلاب من مواد للرسم وليتمكن الطالب من الاستمرارية في المعهد “ . لفت انتباهي وجود جدة الفنان وائل وأخيه الأصغر وعدد من أقربائه في المعرض. وهذا بحد ذاته حافز كبير وقوة دافعة له للأمام في طريقه التي اختارها رغم أنها طريق فيها الكثير من المصاعب التي تكمن في الإمكانيات المادية. ولكن يبدو أن جدة وائل وعلاء لأمهما تبذل قصارى جهودها من أجل راحتهما وتغدق عليهما بالحب والحنان اللذين فقداها بعد موت أمهما بمرض عضال . وهي تحاولـ كما قالت لي ودموع تترقرق في مقلتيها ـ بكل قدراتها الصحية والمادية أن تسعد وائل وأخاه لأنها مسؤولة عنهما بعد أمهما ، وتتمنى أن ترى وائلاً فناناً عظيماً يشار له بالبنان ، كما عبرت عن سعادتها بقدوم المحافظ بنفسه لافتتاح معرض حفيدها . وفي الأخير كانت كلمة الفنان وائل التي تحدث فيها عن تشجيع أسرته له ووصف جدته بالمصباح الذي ينير له الطريق، ومدرسيه في المعهد بدون استثناء الذين لا يبخلون في نقل خبراتهم وتجاربهم الفنية ودعمهم له ولبقية زملائه الطلاب ، كما تحدث شاكراً الدكتور الجفري محافظ محافظة عدن والإخوة مدير مكتب الثقافة ومكتب الرياضة ومدير بيت الفن شوقي الشرجبي الذين دعموه ووقفوا إلى جانبه لإنجاح المعرض ، ولم ينسَ كذلك أن يشكر الأخ فتحي سالم مدير عام مصافي عدن الذي أعجب باللوحات الفنية وقام بشراء عدد منها ، من ضمنها لوحة الأمومة .