القرار الدولي بتسليم الرئيس السوداني لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمته جراء ما يتهم به من مجازر في(دار فور)السودانية قرار لا نوافقه كمسلمين وكعرب،ولا نخضع له لأنه تجاوز الحدود والحقوق،ولم يرَ إلا(أفريقيا)أو بلداناً مثل(العراق)و(أفغانستان)وتلك هي المهزلة، لكننا نأخذ منه العظة والعبرة،ونأسى على الماضي الذهبي الذي عاش به أجداد أجدادنا في (الأندلس)التي كانت دولة تفوق(المجتمع الدولي)اليوم.القرار الدولي/ الأمريكي بالطبع تدخل سافر،ولابد من شجبه والوقوف أمامه بكل قوة ومقاومة لإفشاله ورمية في البحر،لكن ليس لسواد عيون(البشير)كرئيس عربي أو لغيره من العرب وغيرهم في العالم،بل لأنه سابقة خطيرة تتدخل في شؤون الدول التي لها سيادة،وهل أمريكا ودول العالم في خارجه عن هذا الإطار..ثم أليس هناك عنفاً وعسف عنصري في أمريكا نفسها،ألم تجوّع العالم وتفقر شعوبه أليس معظم دول الإجماع العالمي هذه دولاً استعمارية قهرت الشعوب وسلبت خيراتها لتأتي اليوم بعد تحرير واستقلال،لتعود من(الطاقة) بعد أن خرجت مطرودة مهزومة من الباب.نتذكر الدولة الإسلامية في الأندلس في عهد الناصر لدين الله عبد الرحمن الثالث،كيف كانت شعوب أوروبا تستعين به وتلجأ إليه لاستعادة الحقوق وإنصاف المظلوم لم يجرؤ(نقار- وجليقة- وعباد الصليب)حينها على القيام بشيء إلا بعد إذن ومشورة القائد الإسلامي المناصر لذين الله وهو الذي أعاد الحكم لإمبراطور أوروبا بعد أن سلبه إياه أحد أقاربه..وتحقق العدل وسادت العدالة في تلك البقعة المباركة طيلة(ثمانية قرون)..لكن..ذهب كل شيء عندما تفرقنا وهانت علينا نفوسنا وشعوبنا وبلداننا فأقبل علينا الغرب وحصل ما حصل،وصرنا لا نتعظ وإلى اليوم نحن الملومون.في موقف كهذا، وإزاء الهجمة الشرسة علينا كعرب،ومسلمين أولاً،لابد من أن يخلص الزعماء العرب لأوطانهم وشعوبهم وأن لا يستخدموا السلاح ضدهم بل ضد أولئك المحتلين العتاة..والصلح خير إن كانت هذه الأنظمة تداوي الجراح بالتطبيب والاهتمام والحنان والتسلم،وليس العكس..فالشعوب لا تريد إلا الحرية والأمن والعيش الكريم وصون الحقوق وليحكمها من يحكمها،المهم أن يكون من أهل الخلاق الحميدة ويراعي الحقوق والواجبات ويغلب القانون فهل يفعل زعماؤنا ذلك أم يكونوا ضحية للغرب؟!لذلك ينبغي على السودان أن يعيد حساباته من أولها،وأن لا يخذل شعبه لأنه المنعة والقوة بالوحدة والحرية والكرامة والتداول السلمي للسلطة بعيداً عن الحروب المدمرة أياً كانت..ولكي لا نترك فرصة لعتاة العالم ممن أسروا(ما نويل نوريجا)في بلاده بالقوة.واستباحوا(بنما)ثم(العراق)والآن يريدون السودان للثروات النفطية الهائلة فيه وبالذات في(دارفور)!لنجعل من(دارفور)دار سكينة وسلام ولنجعل أبناء السودان جميعاًُ إخوة أحبة كما عرفناهم تاريخياً..والكرة في ملعب الرئيس البشير.ولو أمعنا النظر فإنه حرى بالمجتمع الدولي أن يطلب اعتقال أولمرت وجورج بوش اللذين قتلا وسفكا دماءً بريئة ليس في بلد واحد بل في أكثر من بلد وهل المحكمة هذه تنظر بعين والأخرى عوراء..إنها مهزلة الدول الكبرى التي تريد العودة لاستعمار الدول العربية في حين هي تدعم الصهيونية وأفعالها من دون أذى ضمير يقف أمامها!العالم كله مطالب يقول شيئا..أما العرب فليس أمامهم إلا التكاثف والتآزر وإلا فليكتبوا وصيتهم من الآن لولية الأمر(أمريكا).
|
اتجاهات
السودان والتدخل السافر..
أخبار متعلقة