رغم مرور مائة عام على وفاته
القاهرة/14اكتوبر/رباب عبد المعطي:اختلف المشاركون في الندوة الخاصة التي أقيمت عن (قاسم أمين) محرر المرأة، فرغم مرور مائة عام على وفاته إلا أنه مازال مثيراً للجدل بين المثقفين، فهناك من يرى أن من يستحق تلك المكانة هو رفاعة الطهطاوي، وأن ما ناله من شهرة نتيجة لتعرضه لرجال الأزهر. وعلي الجانب الآخر، اتفق الحضور على أن قاسم أمين استطاع تحرير المرأة وإخراجها من قمقم الجهل لنور العلم، وليس بقصد الإفساد الأخلاقي والانحلال. معلقاً بعضهم أنه لم يتعرض لحجاب وعفة المرأة.وأنه ما أراد سوى تحريرها من النقاب لإظهار وجهها ويديها ولا شيء آخر. جاء ذلك في خلال الندوة التي عقدت مؤخراً ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وحملت عنوان علامات في تاريخ الثقافة العربية (قاسم أمين) والتي شارك فيها حلمي النمنم وجمال البنا ومجدي عبد الحافظ والتي أدارتها الكاتبة: زينب الخضري.[c1]الحرية الاجتماعية[/c] وتقول الكاتبة: زينب الخضري أن (قاسم أمين) ركز علي الناحية المنهجية والحرية الاجتماعية ، فجعلها الأساس الذي ارتكز عليه لتحرير المرأة . واضاف الكاتب (مجدي عبد الحافظ) أن (قاسم أمين) عندما تناول قضية المرأة أراد إصلاحاً جذرياً وليس فقط تحرير المرأة من النقاب، فهو يري أن تحررها هو معيار لقياس مدى تقدم وتخلف الأمم، وهذا ما أكده في كتاب (المرأة الجديدة) الذي أظهر فيه كذلك أن أساس بناء المجتمع هو المدنية الإسلامية وليس الدينية وهذا ما يجعل أحكام الشرع في الخدمة الاجتماعية متغيرة وليست ثابتة، حتي لا يصيبها الجمود، فالمطالبة بمساواة الرجل والمرأة لا يتعارض مع الدين ، مضيفاً أن قاسم أمين عرف عنه أيضاً غيرته الشديدة على الشعر الإسلامي، وتوزيع صكوك الكفر والزندقة عليه بعد وفاته التي مازالت حتى الآن وبعد مرور مائة عام.وآضاف أن قاسم أمين هو محرر المرأة ، لكنه لم يكن أول من تحدث ،فهناك من هم أقوى مثل احمد فارس وعلي مبارك ورفاعة الطهطاوي. فما تناوله عندما نقرؤه بعين الفكر الإسلامي يجعلنا نضعه في صفوف الأصوليين.[c1]تحفيف النقاب[/c]فقاسم أمين لم يطلب من المرأة خلع الحجاب ، بل تحفيف النقاب ورفعه عن الوجه وهذا يسقط عنه صفة الإفساد. فهناك من الكتب التي سبقت كتاب قاسم ،مثل (المرشد الأمين للبنات والبنين) لرفاعة الطهطاوي بمناسبة بناء مدرسة للبنات وهي السنية سنة 1872 م وآخر عام 1899م وإذا قورن بكتاب (المرأة الجديدة) عام 1900م رغم الفارق الزمني لوضع رفاعه الطهطاوي بمكانة قاسم أمين ، بل أفضل من مكانته ، فهو القائل بالحرف (أن حسن وعفة المرأة في تربيتها وليس على ما ترتديه من حجاب) .وتساءل لماذا تذكر الناس قاسم أمين رغم ضحالته وتناسوا رفاعة؟ فهو من اكتسب شهرته من ملاسنته لبعض سيدات المجتمع وهم ما كانوا يمثلون طبقة المتعميين وكذلك رجال الأزهر عندما داس على فجر هم وإغلالهم وبالتالي تعرض لهجوم .[c1]دونية المرأة [/c] أما المفكر جمال البنا، الذي رأى أن المرأة تخلفها كان له أثاره السلبية مستثنياً من ذلك فترة الحضارة المصرية القديمة، فالمرأة في تلك الفترة وهي عصر الفراعنة، لا تقارن إلا بما وصلت إليه المرأة الأمريكية الآن. وما بعد ذلك فدونية المرأة كانت مقررة ، فالمجتمع الإسلامي لم ينظر إلى المرأة إلا بإقران صورتها بالشهوة وأنها أصل الفتنة.فما للنساء منه الدراسة والقراءة والكتابة فهو لنا معشر الرجال ولهن منا أن يمتن على جهالة. وأضاف أنه من حسن حظ (قاسم أمين) أن هذه الصورة بدأت تتلاشى وقتها ولكن بقاياها مازالت وهو ما ظهر في كتاب (عائشة عبد الرحمن) وما عانته من قسوة و ظلم حتى استطاعت أن تصل إلي ما وصلت إليه ، موضحاً أن نشأة قاسم أمين في حالة مادية ميسرة ودراسته للحقوق جعلت منه شخصية مميزة مع تعلمه على يد أستاذه محمد عبده، فبرغم رومانسيته إلا أنه تميز بالعقلانية نتيجة لدراسته ، فتلك الشخصية تصدت لمشكلة المرأة الاجتماعية وحال المرأة وأثر التربية، وأكد البنا أن تقدم المرأة هو تقدم المجتمع. وهذا ما حاول توضيحه أمين رغم إغلاق جميع الأبواب في وجهه.