تحولت قضية الصحافية السودانية لبنى حسين إلى قنبلة إعلامية تندر العالم كله خلالها على السودان.وصم العالم كله السودان بالانتماء إلىِ العصور الوسطى. كيف يمكن جلد امرأة لمجرد أنها ارتدت بنطلونا؟!وكالات الأنباء لم تهدأ أمس الأول.محطات تليفزيون أوروبية وأمريكية ـ لا تتحرك في القاهرة والمنطقة لتغطية أحداث أخطر ـ أعلنت حالة الطوارئ.هذه قصة صحفية من طراز رفيع للمشاهد الغربي فقد اجتمعت فيها كل عوامل الإثارة: امرأة.. وسوط.. وتعذيب بدني علني, كأن ما راكمته الإنسانية من تراث حقوقي ودستوري خلال القرن العشرين وأوائل القرن الحالي حول حقوق الإنسان قد ضاع سدي.وبرغم صدور حكم المحكمة بتغريم لبنى حسين500 جنيه سوداني توالى صدور بيانات الإدانة من منظمة العفو الدولية باعتبار أن الجلد هو تعذيب من قبل الدولة للمواطنين.. ومن منظمات حقوقية أخرى اعتبرت القانون الذي ينص على الجلد متعارضا مع الدستور السوداني نفسه.ماذا استفاد السودان من إصراره على تطبيق هذا القانون, لا شيء باستثناء تدهور صورته في العالم في مجال حقوق الإنسان, لقد هدأت كارثة دارفور بعض الشيء لتنفجر كارثة لبنى.لقد أدت شجاعة امرأة إلى وضع قانون جائر على المحك. وسوف تصنع شجاعة امرأة مستقبلا أفضل لبناتها.لقد وصفت لبنى قضيتها في مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية يوم الجمعة الماضي بقولها: حين أفكر في قضيتي أصلي لله وأرجوه ألا تتعرض بناتي للخوف من البوليس. لن نصبح آمنين إلا حينما يقوم البوليس بحمايتنا ويتم إلغاء هذه القوانين الجائرة.كنت أتمنى أن أرى تحركا سريعا من جانب السودان لتجنب هذه الفضيحة الدولية.. لكن يبدو أن التطور سوف يكون ثمنه فادحا![c1]*عن/ صحيفة «الأهرام» المصرية[/c]
|
اتجاهات
جلد امرأة
أخبار متعلقة