زرعت فحصدت ياحماس*محمد رجب ابو رجب يوجد مثل شائع من منا لايعرفه ويردده في كثير من المناسبات (من يزرع يحصد) وها نحن اليوم امام ماتحصده حركة المقاومة الاسلامية حماس، واول ماحصدته ثقة الشعب الفلسطيني الكبيرة بقيادتها ومناضليها بخطها السياسي وهو الانتصار الاكبر من وجهة نظري..لقد سمعت وبعد فوز حماس بعض التصريحات والتي صدرت وللأسف لمسئولين فلسطينيين البعض يقول صدمت من النتائج والآخر فوجئت . الخ ...وانا اقول ان اصحاب هذه التصريحات كانوا بعيدين عن شعبهم وبعيدين عن معرفة الواقع الفلسطيني ، وحاولوا ان يتناسوا ان الشعب الفلسطيي مازال تحت الاحتلال يعاني من الظلم والقهر والعدوان الكثير الكثير، مما ادخل المواطن في ضائقة في كل شيء واولها لقمة العيش وهو ينتظر السلام المزعوم.الفلسطيني نعم يبحث عن السلام ولكن عن السلام العادل ،السلام الذي يعيده من التشرد الى دياره وبيته واسرته ،السلام الذي يصون كرامته وعزته ،السلام الذي يحفظ امنه واستقراره السلام الذي يوفر له فرص العمل والحياة ، وفجاة وجد نفسه يركض وراء سراب.لقد ادركت حركة المقاومة الاسلامية حماس كل هذا ومعها الفصائل الوطنية والمناضلين الشرفاء فانخرطت في صفوف الشعب ،زرعت فيهم الثقة بالنفس،زرعت فيهم الطموحات والامال ،زرعت فيهم روح التضحية والجهاد وكانت في مقدمة الانتفاضة التي تفجرت في وجه الاحتلال واوجدت معادلة جديدة في مقاتلة العدو.طالما سمعنا وعلى مدار مايزيد عن نصف قرن من بعض الانظمة اننا بحاجة الى توازن قوي لمحاربة اسرائيل ولايمكن الانتصار عليها بدون تحقيق ذلك ونحن نعرف ما تملكة اسرائيل ومايملكه العرب ومثل هذا الطرح معناه ان نستسلم لإسرائيل لاننا لن نصل امام ماتملكه من ترسانة من السلاح وفي المقدمة النووي المحرم علينا نحن العرب والمباح لإسرائيل.جاءت العمليات الاستشهادية التي فجرتها حماس لتلغي هذا المفهوم ولتؤكد انه بالامكان الانتصار على هذا العدو في زمن الانتفاضة حتى اليوم خسر مالم يخسرة في تاريخ صراعة العربي الصهيوني واربكت صفوفة وقياداته وجيشة وامنه ونالت من استقراره وامكانياته وكانت الفصائل الوطنية ملتفة حول حماس وشاركتها مثل هذه العمليات وانخرطت جميعها في محاربة الاحتلال حتى اجبرته على الاندحار من غزة ،هذه هي الحقيقة.جني الفلسطينيون اولى ثمار الانتفاضة باجبار شارون على الانسحاب من غزة بعد ان قدموا الآف من الشهداء من ابناء الشعب الفلسطيني وفصائلة الاسلامية والوطنية ،وكان منهم وفي مقدمتهم الشيخ ياسين المؤسس لهذه الحركة والدكتور الرنتيسي ويحيى عياش وهم من زرع لكي نحصد نحن اليوم هذه الانتصارات ،وهذا لاينسينا كل الشهداء والمناضلين من حركة فتح والشعبية والديمقراطية وغيرها،لاينسينا أبو جهاد وأبوالهول وأبو اياد وأبو عمار وغسان كنفاني وأبو علي مصطفى وجيفارا غزة،ولاينسينا الاحياء المناضلين الشرفاء في هذه الثورة الفلسطينية العملاقة والذين قادوا الثورة منذ انطلاقتها ،ولاينسينا القادة في السجون والآف المعتقلين،الصورة المشرقة للشعب الفلسطيني التي قدمتها فصائلة في الانتخابات التشريعية والشفافية العالية التي رافقت الانتخابات تؤكد لنا وفاء هذه الفصائل لهؤلاء الشهداء والمناضلين ،ومطلوب اليوم ان تستكمل باعادة انتخاب اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني ،ان تستكمل في تشكيل حكومة وطنية تشارك فيها كل الفصائل الوطنية،ان تستكمل باعادة ترتيب البيت الفلسطيني (منظة التحرير الفلسطينية) ،ان تستكمل بمحاربة كل انواع الفساد التي سادت الساحة الفلسطينية ،ان تستكمل بتوفير الامن والاستقرار للمواطن ،ان تستكمل بمواصلة النضال حتى تحقيق الاهداف الوطنية،حق العودة اقامة الدولة الفلسطيينة المستقلة وعاصمتها القدس.حكومتنا الوطنية وجبهتنا الوطنية وقيادتنا الوطنية هي التي ستجبر بوش ومن لف حوله للاعتراف بنا، لايهم كثيراً مانسمعه اليوم على لسانهم ووصفهم لنا بالارهاب فهذا ليس جديد،ويجب ان لايخيفنا مايرددونه وفي كل يوم ، لقد تعودنا عليهم ونعرفهم جيداً،فلاتقهرهم الا القوة ،فعلينا ان نكون اقوياء،ولن نكون كذلك الا بوحدتنا الفلسطينية الصلبة الحقيقية وكفانا مضيعة للوقت.. ــــــــــ رجل أعمال فلسطيني مقيم في ================================================ الحقبة الإسلامية* سعد صلاح خالص أختلف مع من أعتبر فوز حماس بالانتخابات الفلسطينية مفاجئا، كما اختلفت مع من اعتبر فوز كل من الائتلاف العراقي الموحد (الإسلامي الشيعي) والتوافق الوطني (الإسلامي السني) بالعراق على الآخرين جميعا (باستثناء الحالة الكردية الاستثنائية) كذلك. وبعد العراق وفلسطين والاكتساح ألإخواني بمصر، والواقع السياسي في الأردن وما هو سائد في جنوب لبنان، وما يبدو قريبا في سوريا، وما يغلي في الصدور في ليبيا والجزائر وتونس والمغرب واليمن وحتى في الخليج، يبدو أن عصرا جديدا- قديما في العالم العربي قد بانت ملامحه .. عصر تأخر بضعة عقود لأسباب لوت عنق الواقع لصالح أوضاع استثنائية ومد قومي عسكري- يساري أفرزته صراعات الحرب الباردة والتحرر من الاستعمار.. عصر أنتج أنظمة قفزت فوق الواقع الشعبي محاولة التحديث والتغيير الفوقي غالبا باتجاه شكل فج من الاشتراكية في مجتمعات غير مؤهلة تعيش واقعيا عصر ما قبل الرأسمالية، فسقطت في فخ العشوائية والاستبداد والقمع والفساد، وفقدت بالتالي الحاضر والمستقبل بعد أن تهرأت الشعارات وفقدت بريقها ورصيدها الشعبي مع ظهور أجيال جديدة تطالب بالثمار بعد طول انتظار..وقد يكون من المنطقي أن يستحوذ الإسلام السياسي على الساحة بعد عهد الاستعمار، وقد كانت القاعدة الشعبية آنذاك، في ضوء الثقافة السائدة ومستوى التعليم والعزلة عن العالم الخارجي، باستثناء بعض النخب ذات الصوت العالي، مستعدة تماما لقبوله، وكان سيأخذ فرصته الكاملة في الحكم وسيمارس ما نعرفه جميعا، ثم يتداعى كنظام يرفض التحديث والاندماج في العالم المتغير باستمرار، ثم يسقط أوقد يستمر بشكل أكثر حداثة وتطورا إذا تمكن من استيعاب حركة العصر التي لا ترحم، هذا إذا تمكن من إفراز نخب تدرك هذه الحركة وتمتلك الجرأة على تغيير الكثير من الثوابت الإيديولوجية السياسية المرتبطة بالدين (وليس الدين ذاته فلا حاجة لذلك). فالمعضلة في الإسلام السياسي وجمهوره هو الاختلاط غير الحميد بين الدين كعقيدة فكرية ذاتية أو جماعية، والسياسة بكل انتهازيتها وقذارتها، والتراث بكل ما شابه من خرافة وأقاصيص رمزية كانت أم واقعية، والتاريخ بكل تذبذبه بين الصعود والهبوط، وبالطبع سيادة الشمولية بسبب أحادية الرؤية ورفض الآخر. وقد جرى تثقيف أجيال من المؤمنين على إن هذه الخلطة هي الدين ذاته، حتى تمكنت من إزاحة جوهر العقيدة والجلوس محلها، باستخدام الخوف والرهبة والاحترام الطبيعي الذي يكنه المؤمن لرجل الدين (وهي الأخرى وظيفة مستحدثة أفرزتها الحاجة الاجتماعية-السياسية)، فسلم له الزمام وترك له عقله وقلبه يفعل بهما ما يشاء رغم أن عصر الإسلام الأول حيث كانت القراءة والكتابة والتعلم حكرا على فئة محدودة من المجتمع قد ولى، وأصبحت المجتمعات قادرة على ان تقرأ وتتدبر النصوص وتميز الحق عن الباطل بدون وسائط في ضوء تقدم الفكر البشري وتطوره المستمر. إلا أن السياسيين أبوا الا أن يبقى هذا الوسيط بعد أن شكل فئة وسطية هامة ما بين الحكومة والشعب عبر مئات السنين في وظيفته أداة لتوظيف الوعي الشعبي وإدارته وفق المصلحة المشتركة بين الحاكم وهؤلاء. ولم تتخل أنظمة عهد ما بعد الاستعمار عن هذه الأداة، بعد أن أدركت إن مجتمعات عصر ما قبل الصناعة لا تزال تحت سطوة العقيدة الدينية فاستخدمتها في خلق فلسفات ركيكة غير واقعية أوصلت فيما أوصلت الأوطان إلى حالة من التدهور المستمر اقتصاديا واجتماعيا. وبالطبع، فإن هذا التدهور قد خلق بالمقابل تيارا معارضا تحت الأرض، استخدم نفس الأرضية الإيمانية والتعاطف الشعبي، ولعب على أوتار السياسات المتقلبة للأنظمة فكان حليفا لها تارة، وعدوا تارة أخرى، حتى تمرس بالعمل السياسي والتنظيمي والعسكري وبات بلا نقاش القوة الأكثر تأثيرا في الشارع العربي منذ عقود.وإذ ارتخت السلطات في أوهام البقاء إلى الأبد (جئنا لنبقى على طريقة البعث)، أو الاتكاء على ماض من النضال مثل السلطة الفلسطينية التي افقدتها روايات الفساد المالي والإداري وبحار السياسة العميقة كل رومانسيتها الثورية السابقة بعد أن رحل الفرسان الأوائل واحدا بعد الآخر، حالها حال الجزائر التي جاء منها النذير الأول في أوائل التسعينيات، فإن حركات الإسلام السياسي التي أقتاتت على الأخطاء المتراكمة للسلطة وفسادها وقمعها واستبدادها وجدت البديل الجاهز في العودة الى الماضي المجيد لأن كل النظريات البشرية قد أثبتت فشلها (!) وإن تلك العهود إنما كانت اختبارا من قبل الإله الذي سخر الآخرين لوصول هذه الجماعات الى الحكم لتقيم المجتمع الإسلامي، بما في ذلك الديمقراطية (التي تعني في مفهوم الإسلاميين الانتخابات وحسب) إلى آخر تلك الأجوبة الجاهزة المعدة بعناية لتلبي أسئلة الجمع المؤمن البسيط الذي ضاق ذرعا بالوعود والأحلام الكبيرة التي رسمتها الأنظمة عبر العقود والقت به بالنتيجة لقمة جاهزة الى أحضان حركات الإسلام السياسي.والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هو هل تستطيع حركات الإسلام السياسي هذه في تعويض الأحلام السابقة المجهضة بأحلام جديدة قابلة للتطبيق، وهل من أولوياتها بعد مكافحة الفساد الذي كان سلاحها الأمضى انتخابيا (هذا ان كانت ستكافحه فعلا) ان ترتقي بالمجتمع الى حالات من الرفاهية والتطور؟ بل أن السؤال هو هل أن الرفاهية والتطور والحرية ضمن أولوياتها أو حتى اهدافها.. أم انها ستبني مجتمعات الخلافة والسباحة وركوب الخيل والعسكرة على طريق الجهاد الدائم والفتح والمعارك مع القردة والخنازير كما تطربنا المساجد من المحيط الى الخليج يوميا أملا في الهدف النهائي للإنسان وهو نيل الجنة كما تشير الأدبيات السياسية لكل من الفئتين الإسلاميتين الأكبر؟ وهل ستكرس البحث العلمي والاجتماعي والإنساني، أم ستغرق المجتمعات في الغيبيات والخرافات كما بادرت حركة العدالة والإحسان في المغرب فور فوز حماس عندما أعلنت عن "مجموعة رؤى" تنتاب أعضاءها بأن انتصار الخلافة قريب جدا وأن خليفة رسول الله يقف على الأبواب.. وهل كل متحزب لهذه الحركات يمتلك قدرة "الرؤيا الصادقة" وراثة عن الأنبياء؟ وكيف ستتعامل هذه الحركات مع هموم الصناعة والزراعة والتجارة والبطالة وتوزيع الثروة، ومع مسائل الحريات وحقوق الإنسان والمرأة وحرية التعبير والتعددية السياسية والفكرية والأثينية والدينية والمواطنة وغيرها من المسائل الاجتماعية والسياسية الكبرى؟ وما هي رؤيتها للتنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية في ضوء ايديولوجيتها الدينية؟ وهل ستعمل على تعبئة المجتمعات للمعركة الفاصلة (التي يروج لها اليمين الديني المسيحي واليهودي كذلك) التي لن تبقي ولن تذر وكل يدعي انتصاره النهائي بعد تلك المعركة؟ وهل سيبدأ عصر الجهاد وانتصار اللادنية والطالبانية التي بدأ تطبيقها في بعض المناطق التي يسيطر عليها أتباع هذه الحركات في أكثر من بلد عربي وغير عربي؟ستقف "حماس" غدا أو بعد غد أمام اختبار التعامل مع قضية الحرب والسلام والأرض، والتنمية، وهموم الناس اليومية.. وللشعار والصراخ واللافتات فترة نفاذية لا بد وان تنتهي يوما إن لم يتحقق شيء على أرض الواقع، ولن يكفي إيمان البسطاء وحده للإبقاء على كراسي الحكم، فلا يمكن بعد اليوم عزل المجتمعات عن العالم، ولا يمكن التخلص من جميع أجهزة الراديو والتلفزيون والكومبيوتر، ولا يمكن إيقاف الكتاب عن التسرب إلى أيدي الشباب والنشء، وإلا لكانت الأنظمة السابقة قد نجحت في ذلك. فالكلام سهل، والانتقاد والصراخ أسهل، ما دمت بعيدا عن المسؤولية، ولكن حماس اليوم على رأس شعب له من الهموم ما يكفيه، ومن التنوع والتلون ما يغنيه، ومن النخب والكفاءات ما يزيد على أي شعب آخر (نسبة إلى عدد السكان)، فهل ستقوم بمحاولة فرض اللون الواحد والرأي الواحد بالعصا على طريقة طالبان لتزيد الهموم هما جديدا، وهل ستفتح الأبواب للتغيير، أم ستكتب بيديها نهاية حقبة الإسلام السياسي في الانتخابات القادمة، أو التي تليها، أو التي ستأتي بعدها..أما الليبرالية الوليدة فعليها الانتظار طويلا، فلا جدوى من حرق المراحل ومكافحة التطور الطبيعي وإن كان سلبيا، إذ لا تزال شعوبنا غير جاهزة، وغير معنية بالحقوق والحريات بعد، فما زالت أحلام الأغلبية تتمحور في سكن وعمل ولقمة خبز وهي حقوق أساسية. وعلى شعوبنا، بعمومها ونخبها، مثلها مثل تلك التي سبقتها، أن تجرب وان تعاني وأن تستفيد من التجارب. فبناء المستقبل لن يأتي بين ليلة وضحاها، وهي حقيقة يجب الاعتراف بها قبل الدخول في معارك خاسرة غير متكافئة. وبالتأكيد سيأتي ذلك اليوم الذي ستطالب فيه المجتمعات بحصتها الإنسانية الكاملة، فلم تبن الأوهام والشعارات والغيبيات يوما أوطانا أو مدنيات، ولكنها أهلكت الكثير منها بدون شك..ــــــــــ كاتب عراقي مقيم في اليمن ================================================ لا فرحَ لـ «حماس» .. ولا شماتةَ بـ «فتح» *وداد البرغوثي تابعت من غربتي المؤقتة في روسيا سير و نتائج الانتخابات الثانية للمجلس التشريعي الفلسطيني، النتائج لم تكن مفاجأة إلى الدرجة التي صدم البعض لها ، وكان لصحيفة 14 اكتوبر عبر الإنترنت دور مميز في متابعة فوز حركة حماس ونشر الأخبار ووجهات النظر المختلفة حول ما جرى ويجري في الساحة الفلسطينية .لآ أدعي أنني صعقت او صدمت، ولن أدعي أنني صفقت فرحا، ولم أكن لأصفق فرحا أيضا لو كانت النتائج عكس ذلك، يعني فوز فتح على حماس ولا حتى لو فاز اليسار الذي أنتمي إليه. ولا يعني الأمر بأي حال من الأحوال نوعا من اللامبالاة إزاء خيار الشعب الفلسطيني. كلا فكل الاحترام لهذا الخيار الذي تجمع عليه غالبية الشعب. وما يؤسف له ما كتبته الصحف عن تحويل اتجاه الحجارة من صدور جنود الاحتلال ودورياته لصدور بعضنا البعض في لحظة انفعال.فا لنتائج كانت تحصيل حاصل لجملة من الظروف ، وحصيلة لمسيرة عشر سنوات عجاف مر بها شعبنا الفلسطيني الذي انتظرها لتريحه ولو قليلا من شبح عقود عجاف أيضا من الاحتلال البغيض. ولعل انتخابات المجالس المحلية شكلت التمهيد لمثل هذه النتيجة.عشر سنوات تغنى فيها الكثيرون بالسلام فسقط السلام تحت أقدام الهجمة الشارونية التي لم تترك أخضر ولا يابس. إذن الناس الذين حسموا خيارهم لصالح عملية السلام أحسوا بالهزيمة حين هزم السلام وسقطت راياته، وسقطت كل الأقنعة التي لبستها إسرائيل وأمريكا ومن نصبوا أنفسهم رعاة لهذا السلام.عشر سنوات تغنى فيها الكثيرون بالديمقراطية فسقطت الديمقراطية في معارك صغير وجه فيها سلاح الشرطة لصدور مواطنين وامتدت أيدي الأمن لاعتقال رجالات المعارضة .وسقطت الديمقراطية في معارك اجتماعية صغيرة أمام قضايا نسوية واجتماعية كثيرة أخرى .عشر سنوات تغنينا فيها بالنزاهة وسقطت النزاهة لدى ظهور تقارير لجان الرقابة الفساد والفاسدين والتي ما لبثت أن أصبحت أثرا بعد عين، ليست التقارير فحسب بل وربما كفت أيدي عناصر الرقابة بشكل أو بآخر، سقطت النزاهة في المؤسسات الحكومية نفسها، حين كانت تقرب هذا وتبعد ذاك ، لا لاعتبارات وطنية ولا لكفاءة مهنية ولا لأي من الاعتبارات الأخرى سوى اعتبارات المحسوبية.ذاك بعض مما جربه الشعب الفلسطيني فلم ينتخب من جربه. لذلك لم أشعر بالغضب لما آلت إليه النتائج لأنني لا أريد أن أمدد السنوات العجاف. أما لماذا لم أفرح، فذلك أننا الآن أمام تجربة جديدة ، سنكون أيضا أمام حكومة جديدة وليس معروفا بعد ما إذا كنا سنواصل ذات السنين العجاف أو أن الحكومة الحمساوية الجديدة ، ستأخذ العبر والدروس من الحكومة السابقة ، وبالتالي تبدأ التصحيح من حيث أخطأ الآخرون أم ستضعنا أمام أخطاء وخطايا إضافية أو من من نوع آخر.فلا يوجد شعب في العالم ينتخب سلطة رغبة منه في إيجاد متسلطين على رقابه ومقدراته. ينتخبها حتى تعبر عن طموحاته وآماله، فإما أن تنجح في هذا التعبير أو تسقط .الشعب الذي ذرف الدموع بذات الحزن وذات الألم على الشهيد الدكتور ثابت ثابت والشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشهيد أبو علي مصطفى وغيرهم من الشهداء والجرحى والأسرى من مختلف الفصائل،لأن الشعب واحد والدماء واحدة . لم نميز نحن عامة الناس بين شهيد وشهيد، ولم يميز الصاروخ الاسرائيلي بين قائد وقائد، على قاعدة أنه الشعب واحد والدم واحد والرب واحد يريد للحق أن يكون واحدا أيضا للجميع.ولذلك من المبكر جدا أن نفرح بانتصار حماس أو الشماتة بهزيمة فتح . فلا الفرح يغير من الواقع شيئا ولا الشماتة تغير منه. فالتحديات أكبر كثير من فرح وأكبر من شماتة.فهل ستنجح حماس فيما لم تنجح فيه فتح؟ هذا هو السؤال وفي انتظار أن نرى الأمور كيف تجري على الأرض أجلت الفرح لهذه النتيجة. فما يجري على الأرض هو الفيصل. وبعد ذلك سنتعلم كيف نفرح ومتى نفرح. ـــــــــ كاتبة فلسطينية مقيمة في روسيا ================================================ تسونامي حما س!*باسم النبريص فاجأت حماس نفسَها وفاجأت الجميع، بفوزها الساحق المدوي على حركة فتح. وآخر الأخبار التي وردت من لجنة الانتخابات المركزية، وهي الجهة الوحيدة المخولة بإعلان النتائج، تقول بحصول الحركة على أكثر من سبعين مقعداً، مرشحة للزيادة وربما تصل إلى 75 مقعداً من مجموع مقاعد المجلس التشريعي المئة واثنين وثلاثين. أي فوز ساحق لحماس بنسبة 70 في المئة من أصوات المقترعين. وعليه، فحماس هي من ستشكل الوزارة القادمة، ضامنة بذلك أغلبية مريحة في البرلمان، تؤمّن لها كل خطواتها السياسية في المستقبل. ما يعني أنها ليست بحاجة للتحالف مع أي تنظيم صغير أو كبير، ومع ذلك، فلعلها ستلجأ إلى هذا الحل، كنوع من توسيع قاعدتها الوطنية بالأساس، وكنوع من الشراكة السياسية. مفاجأة زلزلت فتح، تنظيم منظمة التحرير والسلطة الأكبر، بعد أربعة عقود ونيف من وجوده في الحكم. وأربكت القوى الأخرى. حتى بدا الجميع، غير قادرين على تحليل هذه الظاهرة، مكتفين فقط بالغمغمة والذهول! فما هو السر وراء هذا الانتصار الساحق الماحق ؟وهل كان لحماس أن تنتصر على هذا النحو، لولا ترهل فتح وفساد رموزها ؟ ولولا مسيرة من الأخطاء والخطايا ؟ مسيرة راقبها ودفعَ ثمنها المواطنُ الغلبان ؟.. الحق أن فتح حصدت ما زرعته، طوال أحد عشر عاماً، هي عمر السلطة. فقد تصرفت، منذ اليوم الأول، بمنطق الحزب العربي الحاكم. أي بروحية وعقلية، أن فلسطين مزرعة لها، وأن الفلسطينيين، يعملون فيها لصالحها. ولعلي أخالف في هذا الشأن، كل من يقول، بأن غياب أبو عمار، وبقاء الحركة بلا رأس، هو واحد من الأسباب الجوهرية، لأفول فتح. لأن جزءاً كبيراً من فشل فتح، يعود إلى نهج أبو عمار وطريقته في تصريف الأمور. فأبو عمار، كما يعرف الجميع، كان يراكم الصديد على الجرح، ولم يسع مرة لعلاجه العلاج الصحيح. والأمثلة أكثر من أن تُحصى، ولنأخذ مثالاً واحداً فقط، هو الفساد المالي والإداري المستشري في جسم السلطة منذ تأسيسها. فبدلاً من أن يحاسب أبو عمارالمفسدين من حوله، كان يرقيهم ويرفعهم، مستهيناً بعقول ومشاعر الغالبية من شعبه الفقير المُحبط. ومراهناً على هؤلاء الفاسدين، وهم قلة، بدلاً من المراهنة على مجموع الشرفاء والمناضلين، وهم بالطبع الأكثرية. كل ذلك صدمَ الناس وأفقدهم ثقتهم في نهجه هذا، وجعلهم يتذمرون منه، ويتأففون. ولقد لعبت حماس، تحديداً، على هذا الوتر الحساس، وتر الفساد الداخلي، الذي يمسّ شؤون الناس اليومية والحياتية. وكان ذلك سهلاً عليها، كتنظيم معارض خارج السلطة. تنظيم يمتلك من الإمكانات المادية، ما يسمح له بالتغلغل بين الجماهير، كبديل لحزب السلطة. والقاصي والداني، يعرف أن حماس، ذكية ومتمرسة في العمل الاجتماعي، وذكية في تركيزها عليه. فمن بابه الواسع، تستطيع كسب ودّ الناس، وخاصة الفقراء والمستورين منهم، وهم الطبقة الكبرى في النسيج المجتمعي الفلسطيني. اشتغلت حماس، إذاً، على هذا الجانب الحيوي، الذي يمسّ مصالح الناس اليومية، وسجلت نجاحات كبرى فيه. بينما ظلّت فتح مشغولة، كحزب للسلطة، بتقاسم الكعكة، والتكالب على الامتيازات والوظائف، إضافة إلى تشرذمها الداخلي، وصراع الأجيال فيها. فإذا أضفنا إلى كل هذه الجوانب الجوهرية، جانباً آخر، هو إبداع حماس العسكري في عملياتها داخل إسرائيل وفي الضفة والقطاع [ من وجهة نظر الناس بالطبع ]، عرفنا لمَ فازت كل هذا الفوز. إن فساد فتح تحديداً، هو صانع انتصار حماس. يقول ذلك حتى أبناء فتح أنفسهم. ويقوله معظم المراقبين المحايدين. فقد وصلت غالبية الفلسطينيين، إلى قناعة مؤداها، أن لا فائدة، من انتظار أن تُصلح فتح نفسها بنفسها، فقد اتسع الخرق على الراتق كما يقال. ولا بد من التغيير : تغيير الوجوه بالأساس، بل لا بد من قلب الطاولة على أصحابها، لعل وعسى.. وهذا ما حصل. بل هذا ما كنا حذرنا منه منذ بدايات تشكيل جسم السلطة : تكرار النموذج الجزائري. إنه إذاً نوع من انتقام الناس، لكل من يستهين بمشاعرهم وعقولهم. والآن تدفع فتح نتيجة ما صنعت. لقد جرّبها الناس، أحد عشر عاماً ونيف، ففشلت في التجربة، وكان ذلك سبباً أكثر من كافٍ، لكي لا يعطيها شعبها فرصة أخرى. ربما تكون فتح ظُلمتْ كتنظيم، حين تماهت مع السلطة، وربما ثمة أسباب أخرى، دولية وإسرائيلية وداخلية، وراء سقوطها المدوي. لكن، في كل الأحوال، على فتح أن تأخذ العبرة، وأن تتعلم من هذه التجربة القاسية. أما حماس، فمنذ هذه اللحظة، أصبحت حزب السلطة الحاكم، ورغم تشاؤمنا الشديد من فوزها الكاسح، وما يترتب عليه من تجليات اجتماعية وسياسية، إلا أننا نقبل به، ما دمنا قبلنا بمبدأ الاحتكام إلى صندوق الاقتراع. فهذه هي الديموقراطية الحقيقية، ولا من سبيل آخر. الديموقراطية التي ترفضها حماس في ثقافتها العقيدية، وتستفيد منها رغم ذلك! ليكن، فالمهم الآن : ماذا ستفعل حماس في قادم الأيام ؟ وهل ستغيّر من شعاراتها البراقة، كحزب معارضة سابق، بعد أن تسلّمت السلطة ؟ ثمة إشارات كثيرة وذات دلالات، على أنها ستفعل. فمنذ شهر وحماس ترسل إشارات سياسية، وترد عليها قوى إسرائيلية برسائل واضحة. ما يعني أن ثمة شيئاً ما وراء الأكمة. ونحن نتمنى ذلك : نتمنى حلاً سياسياً معقولاً ومقبولاً، بعد كل هذا العذاب. ونتمنى أن يُحاسب المفسدون، وأن تُفتح ملفاتهم، ليكونوا عبرة لغيرهم. كما نتمنى أن تعالج حكومتها القادمة، مشكلة البطالة المتفاقمة، سواء عن طريق عربي أو أجنبي، إذ وصل الحال إلى درجة الغليان، وبلغت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر أكثر من 60 من سكان الضفة والقطاع. هذه أمور تعرفها حماس جيداً، بل ووعدت بإيجاد حلول لها. إنها تعرف، أن ما يهمّ ناخبها هو الوضع الداخلي بالأساس، بعد تجاهل فظيع لهذا الوضع، أما الوضع الخارجي متمثلاً في الحلّ السياسي، فربما يحتاج إلى معجزة، ليست حماس مجبورة عليها. لذا فلسوف تركّز غالباً على الأوضاع المعيشية. لكن حتى هذا مشروط بواقعية لغتها السياسية. وما لم تغير من خطابها القديم، فلن يدعمها أحد، ولن تعطيها الدول المانحة قرشاً.لذا، فعلى الأغلب، أن تسعى حماس لشراكة سياسية مع مختلف التنظيمات الفلسطينية، كي لا تتحمل وحدها نتيجة الإخفاق في تلبية مطالب الناس، وهي جد كثيرة وثقيلة، بل هي فوق طاقة حماس، كما كانت فوق طاقة السلطة ممثلة بفتح. أخيراً، نقول لحماس، إن أمامها أربع سنوات، هي بمثابة امتحان عسير للحركة، وعليها أن تثبت نجاحها فيه، وإلا فإن ما حصل لفتح سوف يحصل لها بالتأكيد. فقد ملّ شعبنا من الشعارات، ويريد حلولاً لمشكلاته المزمنة المستعصية. حلولاً توفر له الحد الأدنى المعقول من مطالب الحياة التي لا ترحم. ونحن نتمنى لها النجاح في هذا الشان، كي لا يكون فوزها الساحق، وكأنه تسونامي جديد يدمّر الأخضر واليابس مما تبقى من مقدرات هذا الشعب العظيم المظلوم! ـــــــــــ صحفي اردني ================================================ حماس .. من المقاومة إلى الدولة*د. إسماعيل نوري الربيعي[email protected]جاءت الانتخابات التشريعية الفلسطينية، لتشير إلى فوز حركة حماس، هذا الفوز الذي وصفه البعض من المراقبين بالمفاجئة، بحساب الاستناد إلى التوقعات التي قدمتها البعض من مراكز استطلاع الرأي، وطبيعة التنافس مع حركة فتح صاحبة التاريخ والعمق السياسي المؤثر في الحياة الفلسطينية.وإذا كانت السنوات الأربع باتت تشير إلى دخول هذه المنظمة في الزخم الذي تفرضه تفاصيل السياسة ومناوراتها ومداخلاتها المعقدة، فإن التحديات سرعان ما راحت تطل برأسها، ممثلة في التصريحات التي راحت تصدر عن العديد من الأطراف، ممثلة على الصعيد الداخلي في تأكيد الرئيس محمود عباس على أهمية المفاوضات واعتبارها الأساس الذي تحتكم إليه السياسة الفلسطينية، فيما سارع الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن للإشارة إلى أن الولايات المتحدة، مستعدة للتعامل مع الحركة، ولكن بشرط تخليها عن فكرة القضاء على إسرائيل.حماس التي حققت نسبة 54 من مقاعد المجلس التشريعي، وفي ظل الفرح الطاغي الذي ملأ قلوب أنصارها ومؤيديها، واجهت وبسرعة لافتة الموقف الصادر عن منظمة فتح، وذلك من خلال التصريح الذي أدلى به صائب عريقات، والذي أشار فيه إلى رفض منظمة فتح المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية التي دعت إليها حماس، معللا هذا الموقف بالتوجه نحو المعارضة الموالية .فيما اعتبر البعض هذا الموقف بمثابة الرد على الانتقادات التي كانت تنالها فتح على يد حماس، حول مواقفها من المفاوضات والإشارة الدائمة إلى التنازلات المقدمة،حول حق الشعب الفلسطيني بالحياة وتقرير المصير.حتى راح يوصف موقف فتح الحالي بمحاولة مراقبة ما يمكن لحماس أن تقدمه من فعل سياسي، في ظل المرارة القاسية والصدمة التي تعرضت لها في الانتخابات.بل أن التلويح الأهم بات يتم ربطه بمسألة البرنامج السياسي الذي وصف بالغموض وعدم الوضوح على حد تصريح البعض من قيادات فتح.حتى أن عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد دحلان لم يتردد من القول بأنه لن يشارك في حكومة تقودها حماس، مشددا على أهمية محاسبة اللجنة المركزية لقيادة فتح، معتبرا إياها المسؤول المباشر عن الوضع الذي باتت فيه الحركة اليوم. حالة من الانفتاح السياسي داخليا على الأقل، باتت تتكسف لدى حماس، لا سيما فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الوطنية، إذ تكشف التصريحات عن توجهها القوي والشديد نحو موضوعة المشاركة السياسية، بل أن الحركة باتت تكرر مسألة مشاركة الجميع، والمقصود بها مجمل الفصائل والحركات الفلسطينية وأهمية دورها في العملية السياسية المقبلة والسعي نحو بناء القرار الوطني المستقل، لكن حالة الإعراض من قبل الشركاء السياسيين، باتت بمثابة العقبة التي راح يرصدها المراقبون بوصفها ورطة سياسية راحت تعاني منها حماس، ومن هذا يكون السؤال حول الخبرات والامكانات التي تحوزها الحركة، حول مستقبلها السياسي، حتى باتت الملاحظات تترى حول توجه الحركة للتفاوض مع بعض الوجوه السياسية، لا سيما محاولة الاتصال بالدكتور سلام فياض وزير المالية السابق والعضو الفائز عن قائمة الطريق الثالث، والذي قيل أنه وضع إشتراطاته لقبول المشاركة استنادا إلى؛ التفاوض والعمل على دمج الكتائب المسلحة في أجهزة الأمن والإعتراف بإسرائيل من أجل الحصول على الدعم المادي الدولي. لكن هذا الأمر نفاه سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم الحركة، ومن واقع الرفض المباشر لهذه الشروط، فإن الواقع السياسي راح يبرز المزيد من مواقف الانفراج، لا سيما حول البعض من الإشارات التي راح يتم التلويح بها من بعض الأطراف السياسية، خصوصا ما يتعلق بامكانية تعاون اللواء يوسف نصر وزير الداخلية مع تشكيلة الحكومة المقبلة، استنادا إلى توجهات حماس الرافض لمبدأ التصفية والسعي للإبقاء على التشكيلات الأمنية المؤلفة من عناصر فتح. هذا بالإضافة إلى التطلع الواضح نحو تثبيت معالم التفاوض مع الجانب الإسرائيلي والمستند إلى محاولة قيام سلام حقيقي بين الطرفين قوامه التعامل المتساوي بين دولتين واشتراط الانسحاب من أراضي 67 المحتلة، كهدف مرحلي من دون الاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية الفلسطينية. وإذا كان التركيز على الصورة العسكرية التي ارتبطت بها فعالية الحركة، فإن هذا لم يكن ليغيب بروز العديد من الأسماء السياسية التي من الممكن أن يتم تقديمها على سدة التفاوض مع أطراف الحوار، لا سيما وأن الحديث بات يتردد عن امكانية تولي الدكتور زياد أبو عمرو وزارة الخارجية في الحكومة المقبلة، من أجل فتح قنوات الحوار مع واشنطن، لما عرف عن أبو عمرو من حنكة سياسية وامكانات دبلوماسية.والواقع أن فكرة التفاوض والحوار والانفتاح على الآخر، باتت تشكل منطلقا للتوجه الراهن، وهذا ما يكشف عنه التصريح الذي أدلى به إسماعيل أبو هنية في خطبة الجمعة في غزة، والذي أشار فيه إلى أن توجهات حماس الحالية تقوم على أهمية التوجه نحو المشاركة لمجمل القوى السياسية الفلسطينية، مع التشديد إلى أن الأحداث الفرعية التي نشبت في خان يونس جنوب غزة، ووقوع بعض الصدامات بين أنصار فتح وحماس، لا بد أن تعالج بهدوء وحكمة، من دون التعاطي معها بتوتر وحساسية.على صعيد رؤية حماس للمستقبل القريب الذي راح يراهن الجميع عليه، ووسمه بالوضع العسير، أو بالورطة على حد تعبير المزيد من الجهات، فإن تصريحات كبار المسؤولين في حماس باتت تتطلع نحو إبراز حالة التماسك، من خلال التشديد على أن المبادرة اليوم هي بيد حماس، حيث أشار رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في تصريح له للصحافة الإيطالية بأنه من السابق لأوانه التفكير بحكومة ائتلاف مع فتح، مع الرفض لخارطة الطريق ونزع سلاح المقاومة.ومع هذا فإن موجهات العمل السياسي تفرض التعامل مع الرئيس أبو مازن، وإمكانية ظهور حالة من التصادم بين الطرفين ا، وما يمثله ثقل الحركة الحالي من قوة على صعيد القرار في المجلس التشريعي، ما يفتح الاحتمالات أمام بروز حالة من التقاطع، لا بد أن يكون له تأثيره المباشر على أوضاع الدولة الفلسطينية.حتى أن البعض من المراقبين راح يرصد الأحداث بروح من التشاؤم، لا سيما على صعيد إمكانية اشتراط القوى الدولية الداعمة إلى إعتراف الحركة بإسرائيل، من أجل استمرار تدفق الأموال، أما في حالة التمسك بالثوابت القديمة، فإن الأمر سيقود حماس إلى نفق الحصار المادي، وما ينجم عنه من عواقب اقتصادية سينعكس أثرها على المواطن الفلسطيني والذي بات يعيش حالة من العوز والفقر والبطالة ونقص الخدمات العامة، بل أن أحد الأسباب الرئيسة في توجه الناس نحو انتخاب حماس، كان يقوم على الأمل في التغيير .إسرائيل من جانبها أشارت ومن خلال رئيس الوزراء المؤقت إلى انعدام فرص التفاوض مع حماس باعتبار أنها من الحركات الإرهابية، مشيرا إلى أهمية التطلع نحو نزع سلاح المقاومة، أما رئيس حزب الليكود نتنياهو فقد عمد إلى وصف التفاوض مع حماس بالوهم، هذا بحساب المنطلقات العقائدية التي تؤمن بها الحركة والقائمة على فكرة القضاء على إسرائيل. ولم يتردد رئيس لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي من وصف فوز حماس بالزلزال السياسي، معتبرا سكوت إسرائيل عن مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية بمثابة الخطأ الجسيم.أما شاؤول موفاز وزير الدفاع فإنه أشار إلى أن حالة من الترقب والقلق تسود الجهات الأمنية في إسرائيل.ـــــــــ كاتب عراقي ================================================ حماس.. أي نموذج؟فازَت حماس، تباري الكل في التحليلِ، لا بد من أسبابِ؛ فتح مصدومة، الخاسرُ يبحثُ عن كبشِ فداءِ، من المؤكدِ أنهم أكثرَ من الحصرِ. بعد الفوزِ النشوةُ، خاصة عندما يكون مفاجئاً، ثم العقلُ، لا مفر منه، ما أصعبه عندما تُباغِتُ ضرورتُه. في المعارضةِ كل شئ ممكن، الرفضُ، العنفُ، التهديدُ، الصراخُ، دغدغةُ المشاعرِ بالتصريحاتِ الملونةِ؛ المسئوليةُ علي النقيضِ، لا مجال فيها إلا للواقع، لحساباتِ الممكنِ، لثمنِ المتاحِ. من واجبِ المسئولين إطعامُ آلاف الأفواه، الحفاظُ علي أمنِهم، بسطُ سيطرةِ القانونِ عليهم، توفيرُ فرصِ العملِ لهم؛ الشعبُ ليس حقلاً للتجاربِ، يُضَحي به في سبيلِ شعاراتِ رفضَها الزمنُ، ليس وقوداً لتهوراتِ تحرقُ بلا تمييز. ولي زمنُ معارضة حماس، جاءَ وقتُ مسئوليتِها، لا يمكنُها التهربُ، الكلُ مترقبٌ.نماذجُ الحكمِ المستندِ إلي شعاراتِ إسلامية لم تُثمِر، في أفغانستان، في السودان، في إيران، في بعض دول الخليج. نماذجٌ قدمَت القهرَ الفكري والجسدي، اِنتهجَت التمييزَ علي أساسِ من عِرقِِ ودينِ، ركزَت علي المظاهرِ والقشورِ، أضاعت الوقتَ في اِكتسابِ الأعداءِ، تفرغَت للصراخِ، كابَرَت، لم تُقِر بخطأ، أسندَت إخفاقاتِها إلي نظريةِ المؤامرةِ.الشعوبُ تدفَعُ ثمنَ خطايا من حكموها، من مستقبلها وحاضرها وحتي ماضيها، أهلُ الحكمِ في أنظمةِ القهرِ، لا يرونها إلا أدواتِ، كائناتِ يعوزُها العقلُ وتنقصُها الأخلاقُ، تُسَيَرُ بالشعاراتِ، بتاريخِ لم يُري، بالوعودِ المعسولةِ، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرةِ متسعُ.تري هل ستختلفُ حماس بعد أن أتَت بها الديمقراطيةُ علي النموذجِ الغربي؟ـــــــ كاتب مصري ================================================ حماس : الفوز المفاجأة . . خيارات المستقبل*محمد علي الشهاري[email protected]اعتقد أنّ الفوز - المفاجأة - لحركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت في يناير الماضي والتي أذهلت العالم - حتى حماس نفسها - اعتقد أن هذا الفوز كان طبيعيًا بالنظر إلى الأسباب التي أدت إلى هذا الفوز .. فاستياء الشارع الفلسطيني من صراعات الأجنحة داخل حركة فتح والفساد وشلل الإدارة داخل السلطة الفلسطينية وفشلها الذريع في انتزاع شيء من مخالب القط الصهيوني خلال الفترة الماضية جعل الشارع الفلسطيني يبحث عن البديل ويتوق للوجوه الجديدة غير تلك التي بات يعرفها - تمام المعرفة - منذ منتصف تسعينات القرن الماضي حتى الانسحاب الإسرائيلي من غزة العام الماضي، استغلته حماس لصالحها فاحتفلت به ونسبته لمقاومتها مع الفصائل الأخرى للاستيطان الإسرائيلي وسوّقت هذا النصر إعلامياً وجماهيرياً لصالحها ناهيك عن الأسباب الجوهرية الأخرى التي هزّت من صورة الإدارة الفتحاوية لدى الشارع الفلسطيني ومنها :- الفوضى الأمنية وانتهاك القانون بسبب سعي الفصائل إلى تعزيز مواقعها في قطاع غزة.- الصراعات الداخلية ما بين القادة أنفسهم وبين أنصارهم.- الخلافات الداخلية داخل فتح وفشلها في تنظيم انتخابات حرة وسليمة داخل صفوفها لاختيارهم في عملية الترشيح للانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرًا وقيام مسلحين بإحراق صناديق الاقتراع التابعة لفتح والتهجم على مقار بعض المراكز الانتخابية الفتحاوية وإغلاق بعضها.- تقدم فتح في بداية الانتخابات بقائمتين والخلاف الكبير الذي دار في هذه المسألة حتى عندما عادت القائمتان قائمة واحدة تحت قيادة مروان البرغوثي تجميلاً لصورتها اعتبره كثير من المراقبين تمسك الغريق بالقشة على اعتبار أنّ البرغوثي هو الرجل الفتحاوي الوحيد الذي يحظى بتأييد جميع الفصائل الفلسطينية وعلى عَلاقة طيبة معها بما فيها حماس ويمتلك شعبية واسعة وعريضة لدى الشارع الفلسطيني.هذه الأسباب كانت عاملاً هز صورة فتح في الداخل الفلسطيني وهي التي ساعدت حماس على الفوز بكعكة الانتصار التشريعي والحصول على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي والذي بكل تأكيد أنّه لن يوافق على أية حكومة فلسطينية قادمة، ما لم تكن حماس راضية عنها وهو ما حدا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) إلى رمي الحجر في بركة الماء (الحماسية) حين أعلن بعد الإعلان عن فوز حماس أنّه سيكلفها بتشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة..ولكن أية حكومة ستشكلها حماس؟!عند عمل قراءة سريعة لبرنامج قائمة التغيير والإصلاح وهي القائمة التي قادت حماس نحو الفوز بـ (76) مقعدًا وبنسبة 57.6 نجد أنّه يرتكز على عددٍ من الخطوط العريضة التي جاءت في مجملها منادية بحق الشعب الفلسطيني في العيش بسلامٍ وإنهاء الاحتلال ودحره وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس واعتماد الحوار كمنهجٍ مقبولٍ لحل الخلافات الفلسطينية الداخلية وتحريم الاعتقال السياسي ورفض مصادرة الرأي واعتبار التعاون الأمني والتنسيق مع الاحتلال جريمة وطنية ودينية كبرى يجب أن يُعاقب عليها بأقسى العقوبات وحماية المقاومة وتفعيل دورها في مقاومة الاحتلال وإنجاز مهمة التحرير وبناء عَلاقات سياسية متوازنة مع الأسرة الدولية تضمن المشاركة الفاعلة في المجتمع الدولي ومحاربة الفساد بجميع أشكاله واعتباره سببًا رئيسياً في إضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية وتقويض أسس الوحدة الوطنية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي والنقدي وفك الارتباط مع إسرائيل واقتصاده ونقده والتخلص من التبعية له والسعي لإصدار عملة فلسطينية وتفعيل مقاومة بناء جدار الفصل العنصري حتى إزالته بكل السبل الممكنة بما فيها المؤسسات والمحاكم الدولية.كانت هذه أهم الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي لحماس والتي قادتها نحو الفوز ولكن أعود وأُكرر سؤالي السابق أية حكومة ستشكلها حماس؟ وما هي السيناريوهات المطروحة أمام الحركة خلال الفترة المقبلة؟حركة حماس مصنّفة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي كإحدى الجماعات الإسلامية الإرهابية التي تدعو إلى العنف ومحاربة إسرائيل بل ولا تعترف بشيء اسمه إسرائيل، فهل ستقدم إسرائيل على المفاوضات مع منظمة حماس الإرهابية - من وجهة نظرها - أم أنّها ستتعنت وترفض حتى التفكير بفكرة الحوار؟من وجهة نظري إسرائيل ستقبل بالوضع الراهن وستحاور حماس وتجلس معها على طاولة واحدة.. هي فعلت ذلك من سابق مع حركة فتح التي كانت في السابق إرهابية ثمّ تحوّلت إلى شريك السلام.مفوضة العَلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي (بنيتو فيريرو فالندر) في معرض تعليقها على فوز حماس قالت : الأمر لا يتعلق بالأحزاب أنّه يتعلق بالمبادئ!!إذاً هي المبادئ وهنا مربط الفرس.. هل تقبل حماس بكل النظرة السوداوية من إسرائيل ومعظم دول العالم تجاهها بالجلوس مع العدو الصهيوني والحوار معه وأن تصبح جولات الحوار هي البديل عن جولات القتال؟ وهل تغير حماس من مواقفها المطالبة بمحاربة إسرائيل واستخدام العنف لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني؟ وهل تحصل معجزة وتتكيف إسرائيل والولايات المتحدة مع الوضع الجديد وتخلق فرصًا جديدة لمحادثات السلام وتوجد أرضية جديدة يلعب فيها كل الأطراف بسلام غير الأرضية السابقة التي أصبحت مليئة بالحفر؟هناك من يرى أنّ الشارع الفلسطيني رد على التطرف الإسرائيلي بتصعيد حركة حماس إلى السلطة وهي المتطرفة - من وجهة النظر الإسرائيلية - وأنّ قطبي التطرف في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية يمكن أن يحقق الكثير ويخرج إلى طريق مشترك.. اعتقد أنّ الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت وستشهد الأيام المقبلة تغييرًا في المواقف والمبادئ حد التلون في وجوه التعامل السياسي. ================================================ فوز حركة حماس: انتصار أم مأزق ؟؟*د. أحمد أبو مطر[email protected]فازت حركة حماس بستة وسبعين مقعدا من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني البالغة مائة وإثنين وثلاثين مقعدا، أي أنها حصدت الأغلبية التي تؤهلها لتشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة منفردة أو متحالفة مع من تختار ويوافق على هذا الإختيار، ويستعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس فعلا لتكليف الحركة بتشكيل الحكومة القادمة، بعد إعلان أحمد قريع إستقالة حكومته.وهذا في حد ذاته إنتصار رائع للشعب الفلسطيني الذي شارك بفعالية في الإنتخابات، وأجراها بهدوء تام بعيدا عن مظاهر الفلتان الأمني التي كانت سائدة في الشارع الفلسطيني قبل بدء الإنتخابات، مما حدى بالرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر إلى أن يشيد بنزاهة الإنتخابات والإنضباط الذي ساد كافة المدن الفلسطينية. وسواءا كان الشخص من محبي حماس أو من خصومها، فهو لا يملك إلا أن يحترم إرادة وخيار الشعب الفلسطيني، فهذه هي الممارسات الديمقراطية الحقيقية التي تقبلتها حركة فتح والرئيس الفلسطيني الفتحاوي المنتخب أيضا من الشعب الفلسطيني في إنتخابات قاطعتها حركة حماس، وكان الرئيس الفلسطيني قد أنتخب بناءا على برنامج سياسي واضح ينصّ على المفاوضات السياسية مع دولة إسرائيل خيارا وحيدا لنيل الحقوق الفلسطينية. وهذا يعني الآن أن الشعب الفلسطيني يشهد حالة ديمقراطية غريبة: الرئيس من حركة فتح وبرنامجه الوحيد هو الخيار والمفاوضات السياسية، ورئيس حكومة وحكومة حماسية قادمة ترفض حتى الآن الإعتراف بإسرائيل وترفض التفاوض معها وتطرح المقاومة المسلحة خيارا لنيل الحقوق الفلسطينية التي كانت في ميثاق حماس تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، أي تدمير دولة إسرائيل، وتم حذف ذلك من برنامجها الإنتخابي الذي طرحته في الإنتخابات التشريعية الأخيرة التي فازت فيها بأغلبية واضحة. والسؤال المهم والخطير هو: هل فوز حماس الإنتخابي هذا يعد إنتصارا لها أم مأزقا فعليا لها وللشعب الفلسطيني؟؟.الخلفية التي ينطلق منها هذا السؤال تفترض أن هذا الفوز الحماسي مأزق أكثر منه إنتصار، طالما ظلت الحركة متمسكة ببرنامجها السياسي الرافض التفاوض مع إسرائيل والإعتراف بها، وذلك على ضوء المستجدات التالية: إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الإستمرارو التمسك ببرنامجه التفاوضي الذي أنتخب رئيسا بناءا عليه، وهذا يعني عند التطبيق الميداني: رئيس السلطة يرغب في الإستمرار في التفاوض مع إسرائيل، ورئيس حكومتة الحماسي يرفض ذلك ويطرح المقاومة المسلحة خيارا وإسلوبا...فهل يقود هذا إلى أمر غير التصادم؟. و عندئذ ستكون الكفة راجحة لصالح رئيس الحكومة الحماسي الذي يمتلك الأغلبية المطلقة في المجلس التشريعي، وبالتالي لن يكون أمام رئيس السلطة الفتحاوي سوى الإستقالة، فلا يمكن إستمرار السلطة برأسين متناقضين في البرامج والتوجهات، وهذه الإستقالة عند حدوثها تعني الدعوة لإنتخابات رئاسية حتما لن تنافس فيها فتح مما يعني إحتمال وصول رئيس للسلطة من حماس، وبالتالي تكون قد ضمنت الرئاستين، مما يعزز مأزقها وليس إنتصارها!!!. كيف ذلك؟؟. هذا المأزق نابع من المواقف الدولية التالية: الرئيس الأمريكي جورج بوش أعلن صراحة إشادته بالإنتخابات الديمقراطية الفلسطينية وتأكيده على عدم التعاون مع حركة حماس إلا بعد التخلي عن أسلحتها وإعترافها بدولة إسرائيل. اللجنة الرباعية ناشدت حماس التخلي عن العنف والإرهاب والإنخراط في المفاوضات السياسية. الموقف الإسرائيلي كان أكثر حسما إذ يرفض بشكل قاطع التعامل مع الحكومة الفلسطينية القادمة التي تضم منظمات إرهابية حسب وصف الناطق الإسرائيلي، في حين طالب سيلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي السابق إلى تسريع الإنسحاب الإسرائيلي من جانب واحد حسب الحاجات الأمنية الإسرائيلية، بينما طالب بنيامين نتنياهو بالحسم والتشدد لأن نجاح حماس حسب رأيه يعود لإنسحاب إسرائيل من غزة الذي أعطى إشارة إلى أن العنف يؤدي إلى نتائج مطلوبة فلسطينيا. وبالتالي هل تستطيع حماس مواجهة العالم كله وفي مقدمته الآلة العسكرية الإسرائيلية؟ وماذا ستجر على الشعب الفلسطيني عندئذ سوى المقاطعة الدولية الشاملة سياسيا وإقتصاديا ونتائج ذلك الكارثية، والكل يعرف حجم الكارثة الإقتصادية الحالية في القطاع والضفة، فكم ستتضاعف هذه الكارثة بعد المقاطعة الدولية ؟؟. وقد كان موقف الحكومة الأسترالية أكثر حسما ووضوحا عبر إعلانها أنها لن تتعامل مع حكومة حماس وطالبت الدول الغربية بأن تكون واضحة وحاسمة في ذلك. وبعد وصولها للحكومة أي السلطة هل ستستمر حماس في مقاومتها عبر إطلاق صواريخها القسامية التي لا تلحق خسارة تذكر في الجانب الإسرائيلي؟؟. وما هو موقفها إن سعت حركة الجهاد التي قاطعت الإنتخابات التشريعية وحاولت إفشالها عبر العملية الإنتحارية التي لم تقتل سوى منفذها قبل الإنتخابات بأيام قليلة، إلى الإستمرار في عملياتها هذه؟؟.إزاء ما إعتبرته مأزقا لحركة حماس، فهي لا تملك سوى خيارين لا ثالث لهما:الأول: هو التمسك ببرنامجها المعلن في ميثاقها منذ عام 1988 وهو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، أي تدمير دولة إسرائيل، وعندئذ عليها مواجهة المقاطعة العالمية الشاملة والآلة العسكرية الإسرائيلية، وعليها أن تتحمل أمام الشعب الفلسطيني ما سيجره ذلك من مصائب وكوارث، وكما قلت في مقالة سابقة ( على الشعب الفلسطيني الذي إنتخب حماس وأوصلها للسلطة أن يتحمل نتائج خياراته الديمقراطية ).الثاني: هو أن تعلن حماس رسميا وعلنيا وبوضوح صارم تخليها عن برنامجها السياسي المذكور، وإعترافها بإسرائيل وبالمفاوضات السياسية خيارا وحيدا لنيل الحقوق الفلسطينية، أي أن تتبنى نفس مواقف الرئيس الفلسطيني الفتحاوي وحكومته الفتحاوية، وفي هذه الحالة تضمن حماس الإستمرار في الإمساك بالسلطة والحكم، ولكنها ستخسر مصداقيتها، وستثبت لأصدقائها وخصومها أنها في كل مقاومتها السابقة لم تكن تهدف للتحرير فعلا، ولكن الوصول للسلطة وما إن وصلت لذلك حتى قدمت نفس التنازلات التي قدمتها السلطة الفلسطينية، وهاهي تعتمد نفس نهجها السياسي، وعندئذ ستواجه من الشعب الفلسطيني بسؤال كبير مكتوب بدماء آلآف الشهداء والضحايا: إذن لماذا كل هذه المراوغة والتضليل طوال السنوات السابقة التي كلفت الشعب الفلسطيني الضحايا والتدمير الذي لا يوصف؟؟. علما أن المجتمع الدولي و دولة إسرائيل لن يقبلا إسلوب المراوغة المتمثل في ما قاله الناطق بإسم حماس عن قبول الحركة التفاوض مع إسرائيل من خلال طرف ثالث، فإسلوب ( التقية ) هذا لا يقبله أحد في مجال السياسة الدولية.وضمن هذا السياق فإن قرار حركة فتح عدم المشاركة في أي حكومة حماسية هو قرار صائب وشجاع، لأنه لا يمكن تشكيل حكومة من نهجين سياسيين متناقضين من القمة إلى القاعدة، كما أنه من غير المنطقي مشاركة فتح في الحكومة الحماسية، كي تتحمل معها النتائج الكارثية التي من الممكن حدوثها...هذا هو الفوز الحماسي والمأزق في الوقت ذاته...فكيف ستتصرف حماس؟؟. فلننتظر.... إن غدا لناظره لقريب!!!. ـــــــــ كاتب فلسطيني ================================================ ملاحظات حول نتائج الانتخابات الفلسطينيّة*د. سلمان مصالحة ماذا تعني نتائج الانتخابات الفلسطينيّة؟ هذا هو السؤال الأهمّ الّذي يجب على كلّ فلسطيني أن يحاول الإجابة عليه. أوّلا وقبل الخوض في الموضوع يجب القول صراحة ودون لفّ أو دوران أنّ من ينادي إلى تطوير مجتمع ديمقراطي عليه القبول بنتائج هذه الانتخابات بوصفها عبّرت عن رغبة غالبيّة النّاخبين الفلسطينيّين. وما على سائر الفصائل المعارضة لهذا التّيّار إلاّ الجلوس في مقاعد المعارضة وإجراء حساب ذاتي حقيقي بغية الحصول على ثقة المواطن، ثمّ استجماع القوى للانتخابات القادمة بغية قلب المعادلة من جديد. هذه هي الطّريق لحياة برلمانية حقيقيّة، كما يحدث في الدّول الدّيمقراطيّة، وكما يجب أن يكون. لكن، وبعد الإقرار بهذه الحقيقة، ثمة حاجة إلى طرح بعض التّساؤلات الّتي تطفو على السّطح في هذه الحال الّتي أفضت إليها الأوضاع الفلسطينيّة.يجب أن نقول صراحة أنّ انتصار حماس في الانتخابات الفلسطينيّة لم يأت إلاّ كنتيجة حتميّة لازدياد قوّة الإسلام السّياسي في المنطقة العربيّة بأسرها. هكذا رأينا قبل مدّة في مصر، وهكذا في أماكن أخرى. إنّ تعاظم قوّة هذا التّيّار ليست سوى مرآة عاكسة للفشل الذّريع الّذي كان في جانب الحركات الّتي تسمّى "قوميّة ". ومن هنا فإنّ انتصار حماس الانتخابي ليس سوى مرآة تعكس الفشل الذّريع للحركة القوميّة الفلسطينيّة في الوصول إلى الأهداف الّتي وضعتها نصب أعينها، كالتّحرير وبناء الدّولة والانعتاق من الاحتلال.ينضاف إلى هذا الفشل الذّريع في تحقيق الأهداف ما جاءت به هذه الحركة القوميّة من فساد شامل في كلّ مجالات الحكم والحياة الفلسطينيّة. لقد استشرى الفساد في هذه السّلطة "الوطنيّة" حتّى صار سمةً مميّزة لها في كلّ خطوة تخطوها. وفي الحقيقة هذه هي حال غريبة وغير طبيعيّة في مسيرة التّطوّر البشري. إذ عادة ما يحدث الفساد في المجتمعات بعد بناء الدّول واستقرار الحكم فيها على الأرض والحدود لسنوات طويلة. أمّا في المثال الفلسطيني فقد بدأت الأوضاع في الحال الفلسطينيّة بصورة معكوسة، أي أنّ السّلطة الفلسطينيّة قد بدأت بالفساد أوّلاً وقبل أن يكون هنالك دولة، وقبل تحرير الأرض والإنسان. هذه الحال الغريبة هي جزء من عمق هذا الإحباط الّذي صار ملازمًا لمزاج الشّارع الفلسطيني منذ دخول السّلطة الفلسطينيّة وقيامها على جزء من الأرض. ومن هذه النّقطة بالذّات، كانت الطّريق لتزايد قوّة حماس قصيرة للغاية. وهذه الحال من الفساد تنطبق على سائر الدّول العربيّة الّتي تتسمّى "قومية"، فلا أتت هذه الأنظمة القوميّة بالازدهار الاقتصادي، ولا تحرّر فيها الانسان العربي من الاستبداد السّلطوي، ولا أيّ شيء آخر.لقد أبقت هذه الأنظمة جميعها وعلى اختلاف مشاربها طريقًا واحدة مفتوحة أمام حركات المعارضة هي طريق الدّين ليس إلاّ. وهكذا وجدت المعارضات العربيّة في المساجد منفسًا وحيدًا لمعارضتها لهذه الأنظمة الفاسدة. والنّظام الفلسطيني الفاسد لا يختلف عن الفساد في سائر الأنظمة العربيّة، ولذلك فحال الفلسطيني لا تختلف عن حال سائر المواطنين العرب، اللهمّ إلاّ بوضعه في حرب على جبهتين، جبهة الفساد الدّاخليّة وجبهة النّضال للانعتاق من الاحتلال.إنّ ما يعنيه هذا الانتصار الانتخابي لحماس هو أمر له إسقاطات بعيدة المدى. إنّه يعني في الحقيقة فشلاً ذريعًا للمشروع القومي الفلسطيني. وبكلمات أخرى فإنّه يعيد الحال الفلسطينيّة إلى نقطة الصّفر، أي إلى المكان الّذي لم تكن موجودة فيه قومية فلسطينيّة لها خصوصيّاتها ومعزولة عن سائر القوميّات العربيّة. وهي القوميّة والحال الّتي ناضل من أجلها عرفات طوال حياته وحتّى آخر عمره. ويمكن إجمال ما جرى على السّاحة الفلسطينيّة منذ النّكبة وحتّى الآن بما يلي من مراحل: أوّلاً، مرحلة ضمور الهويّة الفلسطينيّة الخاصّة قبل وبعد النّكبة حتّى حرب حزيران 67. حيث كان الحديث عن قضيّة لاجئين على العموم ليس إلاّ، وذلك ضمن الهويّة العربيّة العامّة في مقابل الصّهيونيّة.ثانيًا، مرحلة تطوّر وتبلور هويّة فلسطينيّة مع منظمة التّحرير الفلسطينيّة، وخاصّة بعد الشّقيري وهي الهويّة الّتي ارتبطت بصورة تامّة بشخصيّة عرفات والكفاح المسلّح، سيرًا على نهج عبد النّاصر في مقولة "ما أخذ بالقوّة لا يُستردّ إلاّ بالقوّة".ثالثًا، مرحلة فشل الكفاح المسلّح على جميع الجبهات، وهو الفشل الّذي كان له الدّور الأبرز في نشوب الانتفاضة الأولى، ومن ثمّ ركوب عرفات على رياح الانتفاضة للعودة، وعلى وجه الخصوص بعد الأخطاء الكبرى الّتي ارتكبها بدعمه لسفّاح العراق في غزوه للكويت. والآن، وبعد مرحلة فشل السّلطة الفلسطينيّة في تحقيق شيء يذكر من الأحلام الفلسطينيّة، إضافة إلى استيراد الفساد السّلطوي العربي إلى فلسطين، صارت الطّريق سالكة إلى تعزيز القوى الغيبيّة. وهذا بالضّبط ما أسفرت عنه الآن هذه الامتخابات. تعني نتائج الانتخابات هذه، بين ما تعنيه، رفضًا قاطعًا للفساد المستشري في هذه السّلطة منذ تأسيسها من جهة، ومن جهة أخرى فهو نابع من يأس تام بأنّ الحركة القوميّة الفلسطينيّة بوسعها أن تحقّق شيئًا في هذا الصّراع. لذلك، يبدو أنّ الشّعب الفلسطيني قد عاد إلى نقطة الصّفر في هذا الصّراع الدّامي باحثًا عن دعم من حلقة أوسع من الحلقة القوميّة العربيّة الفاشلة. غير أنّه، ولسوء حظّه، قد عاد هذه المرّة إلى نقطة الصّفر في وضع دولي أسوأ بكثير، إضافة إلى أنّ هذه الحلقة الأوسع ستسبّب له نكبة أخرى تنضاف إلى نكباته. فهل تتعلّم القيادات الفلسطينيّة قراءة العالم من حولها؟ هذا هو السؤال الكبير الّذي لا أملك عليه إجابة.ـــــــــ كاتب أردني ================================================ حماس تواجه العالم*د. شاكر النابلسي -1-النصر السياسي الديمقراطي الكبير الذي حققته حركة حماس اليوم بفوزها بأكثر من سبعين مقعداً في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وضمانها للأغلبية الفلسطينية، وأحقيتها بناءً على ذلك بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة ، يضعها ليس فقط في مواجهة اسرائيل وجهاً لوجه، من وراء نقاب، كما كان عليه الحال قبل الانتخابات، وأيام كانت في المعارضة الفلسطينية، وبعيدة من نار الحقيقة السياسية الواقعية، ولكن في مواجهة العالم كله. اليوم رفعت حماس عن وجهها الأقنعة، وتقدمت للعالم بوجه مكشوف، تقول أنا هنا لقيادة الشعب الفلسطيني في بناء دولته الجديدة. حسناً! فكيف ستتعامل "دولة حماس" الفلسطينية مع العالم، وهي لا تعترف به، ولا بقيمه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية؟ فالعالم كله بما فيهم معظم العرب في صف، وحماس وحزب الله والاخوان المسلمون له والقاعدة والإعلام العربي المؤيد لهم في صف آخر. -2- نجاح حماس اليوم بالانتخابات التشريعية الفلسطينية رحمة من السماء للفلسطينيين والعرب والعالم، من أجل فتح هذا الورم الديني السياسي أمام شمس حقيقة العالم الجديد. وانتقال حماس من المعارضة إلى الحكم هو ما كنا نريده ونطالب به منذ زمن، لكي تعرف حماس وباقي الفصائل الدينية السياسية العربية أن الذي يده في النار، ليس كمن يده في الماء. وأن الشعارات الجماهيرية والوعود الرومانسية لا تصلح أوراقاً رابحة على الموائد السياسية المعاصرة. يدُ حماس اليوم انتقلت من الماء البارد (المعارضة) إلى داخل كوّة النار (الحكم) . وعليها أن تواجه العالم بأفكارها وبطريقة حكمها في المستقبل؟ -3- حماس سوف يكون لها شريك في فلسطين رضيت أم أبت. وهذا الشريك هو اسرائيل فقط. وعليها أن تتعامل مع هذا الشريك، لكي تحلّ تلال مشاكل الشعب الفلسطيني التي لها أول، وليس لها آخر. فكيف ستتعامل حماس مع هذا الشريك غداً ، وهي التي لا تعترف به أصلاً، وتسعى للقضاء عليه وعلى دولته؟ وفلسطين كأية صراع سياسي بين طرفين، لن يحله إلا الطرفان المتخاصمان، وبزواج شرعي، إلا إذا كانت حماس تعتبر نفسها مريم العذراء، التي ستلد النبي فلسطين، دون مناكحة من بشر! -4- هذا هو الامتحان الأكبر أمام حماس، وهي التي وضعت نفسها فيه، ولم يضعها أحد فيه. فحماس كانت جماهيرياً أقوى في المعارضة مما ستكون غداً في الحكم، عندما ستواجه استحقاقات لا بُدَّ منها وإلا أصبحت محاصرة من العالم كله بما فيهم العرب، الذين هم في جُلّهم جزء من هذا العالم أيضاً ، ومن شروطه العامة في الحياة والتعامل الدولي. -5- حماس سعيدة اليوم بفوزها العظيم، ومبروك عليها هذا الفوز العظيم. ولكنها أمام تلال من المشاكل والقضايا عليها أن تتصدى لها وهي التي تفتقد إلى التجربة السياسية. فهي تحكم لأول مرة في تاريخها. وهي ستحكم أعسر وأصعب حكم عربي ربما في التاريخ كله، نتيجة لتعقيدات القضية الفلسطينية. جماهير حماس سعيدة جداً بهذا النصر العظيم. ولكن النصر ليس هنا يا سادة، وانما يوم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فهل لنا أن نعرف ما هي الخطوات السياسية السحرية، التي ستتبعها حماس غداً لكي تحقق لنا هذا الحلم الوطني العزيز؟ -6- إن حماس مضطرة لأن تتخلّى عن الكثير الكثير من أفكارها وشعاراتها ليس برغبتها، ولكن بحتمية المرحلة التي دخلتها الآن، فيما لو أرادت تحقيق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته. إن أفكار وشعارات المعارضة التي كانت حماس ترفعها قبل الانتخابات التشريعية والتي هيّجت بها الشارع الفلسطيني العاطفي ودفعته إلى التصويت لها، لن تنفع حماس في مرحلة بناء الدولة القادمة. فإذا كانت حماس قد نجحت في الانتخابات التشريعية بفضل فساد فتح وفشلها وتسيبها، وبفضل حلفها مع ايران وسوريا وحزب الله وباقي الفصائل الدينية المسلحة، فإن هذا الحلف لم يمكنها من النجاح في الحكم إلا إذا اعتبرت حماس بأن هؤلاء الحلفاء هم مفاتيح العالم، وباقي العالم هم (فراطة) هامشيون. فكل أبواب العالم مقفلة في وجه حماس، ما لم تقم حماس بثورة سياسية وفكرية داخل الثورة الحماسية. نعم هذه الانتخابات التشريعية سوف ترغم حماس على القيام بثورة داخل الثورة. كما سترغم الاخوان المسلمين وأي حزب ديني يصل إلى الحكم غداً على القيام بهذه الثورة في داخله، عندما يواجه العالم وقيمه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي أصبحت أمامه وتتحداه، بعد أن كانت خلفه ويتحداها.ـــــــــ كاتب اردني ================================================ هل يحل الإسلام مشاكل الفلسطينيين فى غزة ؟مثلما فعل الاخوان المسلمون فى مصر تبنت منظمة المقاومة الفلسطنية الاسلامية حماس _ قبل الذهاب الى صناديق الانتخابات البرلمانية الاخيرة فى غزة _ شعار الاسلام هو الحل. استطاع القائمون على هذة المنظمة (التى تعتبرها امريكا والدول الاوروبية منظمة ارهابية) ان يقنعوا الفلسطينيين فى قطاع غزة بان الاسلام هو الحل لكل مشاكلهم ومتاعبهم ومعاناتهم.. اقنعوهم ان الاسلام سوف يحرر اراضيهم من المحتلين اليهود ويبنى منازلهم وطرقهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومدنهم التى هدمتها الحروب بل وان الاسلام سوف يخلق ملايين من فرص العمل للعاطلين من الشباب الفلسطينى.. اقنعوهم بان الاسلام سوف يحول غزة الى جنة اللة على الارض. ولذلك صوت الفلسطنين فى الانتخابات البرلمانية التى عقدت فى الاسبوع الماضى الى صالح المرشحين من منظمة حماس الاسلامية واصبح فى مقدورهم تشكيل الحكومة الفلسطنية القادمة وادارة شئون الفلسطنين فى غزة. ومعروف ان منظمة حماس الاسلامية التى اوجدت قى عام 1987 وحظت بدعم اميركى واسرائيلى فى البداية لضرب عرفات.. ترفض الان الاعتراف باسرائيل.. ولا توافق على خريطة الطريق.. ولا يؤمنون بالمفاوضات والحوار وانما بلغة السلاح والتفجيرات والعمليات الانتحارية وتفجير المطاعم والاتوبيسات بكل من فيها وعليها حتى لو كانوا اطفال او نساء. وحتى لحظة كتابة هذة السطور لم يصدر عن قيادات حماس ما يوحى بانهم على استعداد للتفاوض مع الاسرائيليين والتخلى عن السلاح والمقاومة رغم فوزهم الساحق فى الانتخابات. وقد هددت الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية بقطع المساعدات المالية التى يقدمونها الى السلطة الفلسطنية اذا لم تعلن حماس اعترافها باسرائيل والتخلى عن سلاحها وترك العمل المسلح والعمل من احل السلام عن طريق المفاوضات. وقد وضع الاروروبين والامريكان قيادات منظمة حماس فى مازق كبير وضع لا يحسدون علية.. فلو تخلو عن السلاح وقبلوا بالتفاوض مع الاسرائيلين فسوف يكتشف الفلسطنين والمسلمين المتعاطفين معهم بانهم ضحكوا عليهم واستغلوا الشعارات الدينية للوصول الى الحكم فقط. ولو رفضوا التخلى عن تطرفهم وسلاحهم وتمسكوا بالمقاومة المسلحة وتفجير المطاعم والاتوبيسات وقتل المدنين والابرياء من الاسرائيليين والفلسطنيين _ وهو الاحتمال الاعظم _ فمن اين سياتون بالاموال الازمة لدفع المرتبات والصرف على المرافق والخدمات الضرورية. اننى لا اعتقد ان السعودية او مصر او الاردن او سوريا سوف يستمرون فى ارسال البلاين دعما لحماس ضد اسرائيل. واخشى ان اقول اذا كانت قيادات حماس تلقت وعود سابقة بدعم مالى من دول عربية معينة (يهمها استمرار الصراع العربى الاسرائيلى ) فى حالة الفوز فقطعا هم مخطاون ويحتاجون لاعادة حساباتهم من جديد لانة نادرا ما يلتزم الحكام العرب بوعودهم. وعلى اى حال دعونا نرى ماذا ستفعل قيادات منظمة حماس من اجل حل مشاكل اخوتنا فى غزة (عند تطبيق شعارهم الاسلام هو الحل ) اذا توقف الغرب الكافر عن ارسال المعونات والمساعدات والدعم الى الفلسطنين.. واذا اغلقت اسرائيل حدوها ومنعت الفلسطنين من العبور الى اراضيها للعمل هناك.. واذا استطاعت اسرائيل الضغط على مصر لوقف عمليات تهريب الاسلحة والمعدات الحربية وتبرعات المتاسلمين المصريين المتعاطفين مع حماس عبر الحدود المصرية ..؟لقد هلل البعض وادعى ان فوز حماس وضع الامريكان والاسرائيلين فى مازق كبير وخطير ولكنى ارى العكس.. ارى انة وضع الفلسطنين والمصريين بصفة خاصة والحكام والانظمة العربية والاسلاميين والمتطرفين فى وضع صعب للغاية سوف يكشف مصداقيتهم والاعيبهم امام العالم. ــــــــــ كاتب مصري مقيم في استراليا ================================================ هل تكره الولايات المتحدة الإسلاميين *د. خالد شوكات أشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش بالانتخابات الفلسطينية، وأشار ضمنا إلى أنها درس في الديمقراطية للعالم العربي، وتحذير للحرس الفلسطيني القديم، أو من يمكن تسميتهم صراحة برموز الفساد الذين أثاروا بغلوهم وغيهم حفيظة ومقت الفلسطينيين طيلة العشر سنوات الماضية، كما لم يفت الرئيس بوش دعوة حماس إلى الكف عن رفع شعار تدمير إسرائيل، ولعل في ذلك كشف أمريكي لأهم شروط التعامل مع الإسلاميين الفلسطينيين في المستقبل القريب.وفي حين رحب بوش بفوز الحزب الإسلامي الفلسطيني، في انتخابات شهد العالم بأسره بنزاهتها وديمقراطيتها، فإنه لا أحد من الزعماء العرب باستثناء الأمير القطري- قد أعرب عن ترحيب مماثل، والثابت من تصريحات رسمية عربية معلنة ومبطنة، أن نتائج الانتخابات الفلسطينية قد أزعجت وأقلقت حكام الدول العربية الأشاوس، وأن هؤلاء كانوا يفضلون سيرة حكم عربية في فلسطين، كانت سترشد الرئيس الفلسطيني المحترم أبو مازن إلى طريق التسعات الأربع، كما كانت ستقود فتح على غرار الأحزاب العربية الحاكمة- إلى فوز مؤزر ومريح لا جدال فيه.ولم تكن عملية الترحيب الأمريكي الرسمي بفوز الإسلاميين في انتخابات عربية، سابقة شاذة يمكن أن تثير دهشة المحللين واستغرابهم، فالناظر إلى الموقف الأمريكي في العراق، وهو بلد تحتله القوات الأمريكية، سيلاحظ أن التغيير السياسي الذي أشرفت عليه الإدارة الأمريكية في هذا البلد العربي، قد جاء بالإسلاميين إلى الحكم، فقد فازت الأحزاب الإسلامية، شيعية وسنية، بالانتخابات الديمقراطية التي جرت نهاية العام الماضي، و هيمن الإسلاميون فيها على ما يقارب المائة وثمانين مقعدا في برلمان مكون من مائتين وخمس وسبعين.تماما كما لوحظ أن الإدارة الأمريكية لم تعترض من قبل على فوز الإسلاميين العراقيين بانتخابات البرلمان الانتقالي، وقيادتهم من خلال زعيم حزب الدعوة الإسلامي د.ابراهيم الجعفري للحكومة الانتقالية، فضلا عن موافقتهم على تولي حاجم الحسني رئاسة الجمعية الوطنية العراقية، وهو كما هو معروف زعيم إسلامي سني وقيادي بارز في الحزب الإسلامي، الجناح العراقي لحركة الإخوان المسلمين العالمية.وإلى جانب البلدين العربيين المحتلين، اللذين شهدا للأسف الشديد- الانتخابات الأكثر ديمقراطية وتعددية وشفافية في العالم العربي، فإن الترحيب الأمريكي الرسمي قد طال أيضا بعض الدول العربية التي شهدت انتخابات برلمانية تعددية منفتحة على مشاركة الإسلاميين، ومن هذه الدول جمهورية مصر العربية، التي يشير كثير من المحللين إلى أن دعوة واشنطن الحكومة المصرية إلى اتخاذ خطوات إصلاحية جدية، كانت الدافع الأساسي والضمانة الوحيدة للسماح لحركة الإخوان المسلمين المحظورة رسميا بالمشاركة، والفوز عمليا بما يناهز ربع مقاعد البرلمان الجديد.وقد أكدت مصادر عدة، إلى أن التحذيرات الأمريكية الرسمية كانت الحائل الرئيسي دون وقوع تزوير كبير، كانت ترغب في إتيانه أطراف مصرية نافذة بهدف تطويق ما سمي بالخطر الإسلامي الداهم على المحروسة، ولعل جزع البيت الأبيض من فوز ما يقارب التسعين إخوانيا بمقاعد برلمانية في مصر، كان الأقل قياسا بما أظهرته حكومات عربية عتيدة سارعت إلى التضامن في مواجهة المد الأصولي والاتفاق على مبدأ التأجيل الديمقراطي، مادامت الديمقراطية ستفتح برأيهم أبواب جهنم على شعوبهم التي ترغد في نعيم عزهم الظليل.وكما لم تظهر إدارة الرئيس بوش أي قلق حيال فوز الإسلاميين في العراق وفلسطين ومصر، فإنها قد عبرت قبل هذه التواريخ بسنة تقريبا، على دعمها لعمليات التحول الديمقراطي في بعض البلدان العربية، التي اعتبرتها نماذج لا مناص من الاقتداء بها، ومن هذه البلدان المغرب والبحرين والكويت، وجميعها قد شهد خلال السنوات الماضية، انتخابات برلمانية فازت بها أحزاب وحركات إسلامية ولو بشكل نسبي.وغير بعيد عن العالم العربي، فإن الحكومة الأمريكية لم تنظر بامتعاض، أو سعت إلى العمل على منع الإسلاميين من الفوز الانتخابي وتشكيل الحكومات في أكثر من دولة إسلامية، ففي تركيا مثلا، بدا رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان صديقا مقربا ونموذجا يحتذى في نظر المسؤوليين الأمريكيين، حتى وإن مانع هذا الصديق في فتح أراضيه أمام القوات الأمريكية للقيام بعمليات عسكرية ضد نظام الرئيس العراقي صدام، عندما تقرر إسقاطه قبل ثلاث سنوات.وقد دافع الرئيس بوش بشراسة عن حكومة الإسلاميين الأتراك، وجازف بصداقاته الأوربية في سبيل ذلك، عندما دعا الاتحاد الأوربي إلى قبول عضوية تركيا، بعد أن رأى تصميم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم "العدالة والتنمية"، على كسب هذا الرهان الخارجي، الذي سيعزز مسيرتهم الإيجابية في تحقيق الكثير من الرهانات الداخلية، وأهمها الرهانات الاقتصادية والاجتماعية، التي ستعد المعيار الأساسي للحكم شعبيا على تجربتهم في إدارة الحياة السياسية.وإلى جانب تركيا، أظهر الأمريكيون على الدوام دعمهم لرئيس الوزراء ومهندس النهضة الماليزية المعاصرة مهاتير محمد، وكذلك لخلفه عبد الله بدوي، وكلا الرجلين معروف بميوله الإسلامية، تماما كما أن "آمنو" الحزب الحاكم في ماليزيا، حزب صاحب خلفية وطنية إسلامية، وحريص كل الحرص على أن تبقى هوية بلاد الملايو إسلامية على الرغم من انحدار ما يقارب النصف من سكانها من أصول هندية وصينية غير إسلامية.ولقد شجع الأمريكيون باستمرار تقريبا، تجارب التحول الديمقراطي في العالمين العربي والإسلامي، وخصوصا تلك التي أفسحت المجال أمام مشاركة كافة أطراف الحياة السياسية بلا استثناء، بما فيها الحركات والأحزاب الإسلامية، مخالفين بذلك الكثير من وجهات النظر الرسمية وغير الرسمية التي أبداها مسؤولون عرب ومسلمون، يرون أن الإسلاميين أعداء للديمقراطية، ولا يمكن لنظام ديمقراطي أن يقبل بهم، لكونهم سيستغلونها لإلغاء قيمها في أول فرصة تسنح لهم.والبين من خلال السيرة الرسمية الأمريكية طيلة السنوات الماضية ما بعد انتهاء الحرب الباردة، أن قادة البيت الأبيض لا يشاطرون الزعماء العرب بأن الإسلاميين كلهم ملة واحدة، وأنهم جميعا معادون للديمقراطية، أكانوا معلنين أو مستترين، وأنهم مقتنعون بأن الأنظمة الديمقراطية الحقيقية يجب أن تمنح كل من رغب في العمل السياسي السلمي والعلني فرصة، وأن لا يجري الحكم إلا على الأفعال والممارسات فقط، لا التفتيش في النوايا وخبايا الضمائر.ولعل قناعة قد تبلورت لدى كثير من قادة الرأي والخبرة في الولايات المتحدة، مفادها أن إسلاميين حداثيين وديمقراطيين هم الأقدر في عالم عربي وإسلامي متأزم، على مواجهة الجماعات الإسلامية المتطرفة والإرهابية، ومفادها كذلك أن إدماج حركات الإسلام السياسي في مؤسسات الحكم والسلطة سيساعد على تحويلها من حركات سياسية هامشية متنطعة ومتشددة، إلى حركات سياسية واقعية وبرغماتية وعملية، قد تكون الأقدر على التحكم في شوارع تغلي غضبا، وعلى اتخاذ قرارات مصيرية وحاسمة فيما يخص حاضر ومستقبل شعوبها.والرأي أن الإسلاميين العرب مدعوون إلى قراءة علاقات دولهم بالولايات المتحدة قراءة عملية وواقعية، بعيدا عن التشنجات والأحكام المسبقة والشعارات الجوفاء، و على ضوء التجارب المذكورة سلفا، وكذلك العمل على مراجعة مواقفهم وبرامجهم وسياساتهم بما يخدم عمليات التحول الديمقراطي في بلدانهم، وبما يقوي قدراتهم على التأثير ايجابيا في السياسات الأمريكية حيال المنطقة وقضاياها الرئيسية، ويحول دون اضطرار واشنطن إلى الاصطفاف مجددا إلى جانب طغاة العرب والمستبدين، تحت ذريعة أهون الشرين وأخف الضررين.ويعتقد أن نماذج مثل رجب طيب أردوغان ومهاتير محمد، بإمكانها أن تكون مفيدة جدا وملهمة لقادة الحركات الإسلامية العربية، من حيث تدليلها على أن العمل على توثيق الصلات مع رجل العالم القوي وفتح قنوات اتصال وحوار معه، أفضل للتنمية والديمقراطية والحرية في العالم العربي، تماما كما هي الضرورة إلى أن يعمل الإسلاميون المعتدلون بجدية ومشقة على إبعاد صورة "البعبع" المخيف عنهم، وعلى طمأنة الأطراف الداخلية والخارجية من أن حضورهم السياسي أو فوزهم الانتخابي أو قيادتهم للعمل الحكومي، لن يشكل خطرا على مكتسبات الحداثة ومتطلبات العصر والمستقبل.ــــــــــ كاتب تونسي مدير مركز دعم الديمقراطية في العالم العربي- لاهاي
فـوز «حمـاس»..مالـئ الـدنيـا وشـاغل النـاس
أخبار متعلقة