يروى والعهدة على الراوي.. والقول هنا مأثور.. ويدخل في نطاق المزاح والضحك والتنفيس إزاء ما يرتكبه المرء من اخطاء غير مقصودة، خاصة في سياق التناول الاعمى حرفياً، بدون استخدام العقل.. وهكذا دواليك!والموضوع يتعلق بالأخطاء المطبعية التي تحول الموضوع رأساً على عقب، ما يعني الكارثة في سياق اللغة العربية والأخطاء الحاصلة فيها، ونكون نحن البشر من يتجنى ويفعل الفعل الشنيع.قرأ معلم مادة انشائية في مقرر دراسي ما.. قرأ عبارة: المعلم كيّس فطن.. وهي العبارة المستخدمة عنواناً للموضوع في دماغة، وماكان عليه الا اللجوء للحيلة وافتعال الشرح الذي ينقذه ويخرجه من احراجه واحراج المقرر الذي لايقوى احدنا ان يغير فيه مطلقاً، فقال المعلم للتلاميذ: المعلم كيّس فطن.. يعني انه مليء بالمعلومات التي تجعله مشبها بالكيس "الشوالة" المشحون بالقطن "العُلبة" ولان القطن ابيض اللون.. او كما قال المغني "ذا صافي من البرعم" فقد قال لهم: ان المعلم قطنة بيضاء ناصعة وقلبه صاف صفاءاً القطن.. وهو اذن يقوم بتعليمكم منطلقاً من هذا المخزون "الكيّس" ومن هذا النقاء "القطن" وانطلت الحيلة على التلاميد لكن بعضهم نقل شكوكه لاهله، ما جعل العقلاء يراجعون في مقررات دراسة ابنائهم.. وكان استنتاج العقلاء ان العنوان مطبوع خطأً، وان المقصود هو: "المعلم كيّس فطن".. اي من الكياسة.. والفطنة التي يتصف بهما، وليس هو كيس مليء بالقطن.. وسامح اللَّه المراجعين والمدققين وهم كثر، ونجد اسماؤهم على اغلفة المقررات المدرسية سواء في بلادنا او غيرها من بلاد اللَّه.. والمعنى هنا مجازاً غير مخصص لاحد، او بلد، بل هو لتلافي الاخطاء والتركيز على اللغة العربية التي قال فيها:انا البحر في احشائه الدركامن.. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟!نحن هنا نطلب التركيز على التأليف ودقة الملاحظات على المعاني حتى لا يقع في هذا المنزلق كثيرون وتكون النتيجة جهلاً في جهل، ويكون الجيل هو الذي اضعناه!وقال احدهم "على حسن سلوكه".. أين هذا الشخص لتكريمه على افعاله.. والمراد "على حسن سلوكه" وليس شخصاً اسمه "على حسن سلوكه" والمعنى معروف منذ زمان بعيد.. وهي مرادفات لغوية لو احسنا تشكيلها ونطلقها لكننا قد بعدنا عن الاخطاء.. وما أكثر الاخطاء في مقرراتنا المدرسية التي لا تحتاج الى سكوت أكبر!* نعمان الحكيم
المعلم كيّس فطن !
أخبار متعلقة