رحلتي مع المسرح من أثينا الى عدن الحلقة رقم (216)
[c1]الفنان والفن [/c] في الحلقة السابقة رقم (215) من هذه السلسلة قدمت الجزء الأول من قراءتي لبعض قصائد المونولوج الغنائي الناقد للفنان عثمان عبدربه مريبش وقد اخترتها من قصائد عدد من الشعراء الذين عرضوا لنا مشاكل الزواج في مجتمع الأسرة المنغلقة على نفسها في دائرة التباهي في غلاء المهور والتنافس في حب الظهور في الملبس والأثاث والزينة الفارهة ، والشباب الغارق في اللهو والملذات الذي يمد يده الى المال الحرام فلا يلقى النصح من زوجه ولا يستجيب لنصح الأصدقاء فيكون عقابه ومأواه السجن .. واليوم أتابع قراءتي وأبدأها بمونولوج ( الخنفوس ) ، وهو من كلمات وألحان وأداء الأستاذ عثمان عبدربه مريبش ، ومعروف أن الخنفسة موضة في قص الشعر ظهرت في خمسينيات القرن الماضي على نمط قص شعر فريق(الخنافس) الغربي الغنائي ، وهي ظاهرة مرضية لبعض الشباب الذين يلهثون وراء صرعات الموضة الغريبة والتقليد الأعمى للغرب والتشبه بالنساء في الزي والمظهر ، ونحن المسلمين نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشبه بالنساء أو بالكفار في المظهر أو الملبس .. [c1] مونولوج الخنفوس[/c](ياوليد شو ذه الخنفسة * كفى سخافة وكركسة * عمرك كَمَل في المدرسة * راسب وسيبت الدروس * كل اهتمامك بالشعَر * يطول وظفرك يستمر* واحمر شفايف والقطر * والحلق مطوي بالسلوس ** الشارلستون تلبسه * شعار أهل الخنفسه * وقميص أصبه تكلسه (بصعوبة ترتديه ) * ضيق وأفكارك تطوس). ومنها أيضاً : (مشيه ميوعه وبهدله * يهوين وين المرجلة * واحنا نبا في المرحله * شباب رافع للريوس) ومنها أيضاً : (ينشر معاكس للبنات * يجيب في الحافة شتات* شمت بجيرانه شمات * من زغط لا مخرط يحوس * ياويل لاحد كلمه * والا تفاضل فهمه * سوى عواجه وهنجمه * وقال مش عايز دروس). ويختتم الشاعر عثمان مونولوجه بتحذيره الخنفوس قائلاً له: (قليل لا سيت عنطزه ** لا القسم باتعبر تروس). وهناك : (الشارلستون يحرقوه * والراس صلعه يحلقوه * والسلس برع يندقوه * وانته في المخزن تحوس) ( ولن ينفع الخنفوس احتجاجه بحريته الشخصية). [c1]محو الأمية [/c]هذا المونولوج من كلمات وألحان وأداء : عثمان عبدربه ، وهو يدل على مقدار اهتمامه بالعلم ، وبانشاء حركة تنوير في المجتمع ، ولا يمكن أن يتنور شعب تفوق نسبة الأمية فيه السبعين في المائة من تعداد سكانه ، ولما كانت آفة القات تبتلع نصف ميزانية بعض الأفراد ويحرم منها أبناؤهم والأمهات ، ويصرفون الساعات الطوال في مضغه وفي الحديث الذي لا يجدي ولا يحقق للفرد ولا للجماعة شيئاً حتى صار المثل الذي نقوله بعد السؤال عما تم من نقاش موضوع في مجلس قات : ( ذاك كان كلام قات ) ، فقد بدأه الأستاذ عبربه بقوله : (ما اشتيش مقيل ولا باقات * خلاص يكفينا شتات * لما متى لما الممات * سكم بكم دايم دوام * فكوا صفوف الأمية ** بعد العمل قي العصرية ** وسط المدن والبادية * وباتستمر في كل عام). ومنه أيضاً: (يكفي الحشوش والهسهسه * قد انتهى وقت الكلام ** العلم مامنه محال * هوه للنساء هوه للرجال * حتى النبي أوصى وقال * العلم واجب والتزام). ومنه قوله: (جبريل أول مانزل * إقرأ طلب قبل العمل * هذا لنا أروع مثل * أوضح لنا مفهوم عام ** بالعلم تعرف واجبك * تقدر تحاسب غاصبك * والجهل ياما حاربك * وانته على الدنيا السلام ** دا وقتنا وقت العلوم ** وبه غزوا حتى النجوم ** بالله معي انهض وقوم **سجل وداوم بانتظام).واليوم في يمننا الحركة قائمة لتشجيع تعليم المرأة لمحو أميتها ، ولتعليمها بعض الصناعات البسيطة التي تمكنهات من كسب عيشها وتساهم في رفع مستوى الدخل لأسرتها ، وكذا صفوف تعليم الصغار ، ولكننا نريد أن يكون مع الكم النوع الذي يحقق الغايتين الرقي والاستمرارية.[c1]مونولوج الإسكان[/c] هذا المونولوج يثير قضايا عدة وان قيل قديماً ، فمن هذه القضايا الزحف من الأرياف إلى المدن وما ينجم عن ذلك من تلوث للبيئة وهجر الأراضي الزراعية، كما يعالج المونولوج موضوع البيروقراطية التي تنخر الدولة وتسبب الفساد الإداري والمالي وهو ما نحاربه اليوم، وهو من كلمات والحان وأداء عثمان عبدربه.(يابوي انا ايه قول لمكتب الإسكان * بَكِّر لهم يومي من صبح يارحمن * قالوا لنا دوّر لنا شقه وهات وصفه * واكتب لنا رقمه واللون والعنوان * جبنا لهم هبشه وسجله عنده * وقال لي بكره ترجع على الإسكان * صنفت ليه دور على الشقق كله * لقيتها معمور بالأهل والخلان * قال الاوله فيها راجل معه أسرة * والثانية فيها شله من الأخوان * وهكذا روحت مجعوث ياخبره * لابيت حصلته ولاانقضى لي شان * روحت اتجعجع مقهور في حسرة * روحت لا المحراق في مخزن الفيران). ولنا لقاء آخر ان شاء الله في الحلقة القادمة لمتابعة المونولوجات للأستاذ عبدربه مريبش .. [c1]Staghis216 [email protected] [/c]