بيروت / 14 أكتوبر/ رويترز :قال شهود عيان إن مسلحين من المعارضة فتحوا النيران على مبنى يضم استوديوهات محطة تلفزيونية موالية للحكومة أمس الجمعة فيما سيطر حزب الله وحلفاؤه على القطاع الذي يغلب على سكانه المسلمون من بيروت. وأضافوا أن مسلحين من الحزب السوري القومي الاجتماعي دخلوا استديوهات تلفزيون المستقبل في حي الروشة الساحلي وفجروا عبوة ناسفة. وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان من المبنى القريب من السفارة السعودية. واخرج حزب الله وحلفاؤه المسلحين الموالين للحكومة من مناطق كثيرة في بيروت خلال ثلاثة أيام من الاشتباكات سقط فيها 11 قتيلاً. وقناة تلفزيون المستقبل مملوكة لزعيم التحالف الحكومي سعد الحريري وهو سني وتوقفت القناة الإخبارية الشقيقة عن البث في وقت سابق أمس. وقال مصدر بارز في المعارضة اللبنانية أمس الجمعة إن المعارضة ستبقي على حصار بيروت حتى التوصل إلى حل سياسي ينهي 17 شهرا من الأزمة السياسية. وقال المصدر «الأمور كلها مرتبطة ببعضها البعض بيروت مقفلة حتى الحل السياسي».وسيطر مقاتلو حزب الله على الجزء الذي يغلب المسلمون على سكانه في العاصمة بعد استسلام مسلحين موالين للحكومة.ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الايطالية أمس الجمعة إنها تعد خطة لإجلاء رعاياها في العاصمة اللبنانية بيروت. ويتقاتل مقاتلون موالون لحزب الله ومسلحون موالون للتحالف الحكومي المدعوم من الولايات المتحدة في بيروت منذ ثلاثة أيام. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الايطالية إن الخطة لم تنفذ بعد ولن يعمل بها إلا عند الضرورة. وأضاف أن الايطاليين في أجزاء معينة من المدينة عرض عليهم ملاذ آمن في حالة رغبتهم في مغادرة منازلهم. وقال المتحدث «لن أسمي هذا إجلاء في هذه المرحلة. نحن مستعدون لذلك ونقوم بالإعداد له في حالة الحاجة إليه.» وأضاف «لكن ما نحاول أن نفعله الآن هو مساعدة الايطاليين الذين يعيشون في منطقة معينة من المدينة على مغادرة تلك المنطقة والذهاب (في حالة رغبتهم) إلى ملاذ معين.»
احراق مبنى تلفزيون قناة المستقبل
وأوضحت الوزارة أن نحو 600 ايطالي يعيشون في بيروت حوالي 50 منهم في الجزء الذي يتأثر بالقتال في المدينة. ويبلغ عدد الايطاليين المسجلين على قوائم من يعيشون في لبنان حوالي 1400.حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة مدعومة من ائتلاف يضم جماعة المستقبل السنية أساساً بقيادة سعد الحريري نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في بيروت عام 2005 وحزبي القوات اللبنانية والكتائب المسيحيين والحزب التقدمي الاشتراكي الدرزي. حزب الله الشيعي هو أكبر جماعة في التحالف المعارض الذي يضم أيضاً حركة أمل الشيعية والزعيم المسيحي ميشيل عون ومجموعة من الأحزاب الصغيرة المؤيدة لسوريا. وكل طرف له حلفاء من الخارج. والولايات المتحدة وفرنسا والسعودية هم أشد مؤيدي الحكومة. وتدعم سوريا المجاورة وإيران الشيعية حزب الله وهو الفصيل اللبناني الوحيد الذي سمح له بالاحتفاظ بأسلحته بعد الحرب الأهلية ( 1990-1975 ). ساعد حزب الله وحركة أمل الائتلاف الحكومي في الفوز بأغلبيته البرلمانية في انتخابات عام 2005 التي أجريت بعد أسابيع فقط من سحب سوريا قواتها من لبنان. لكن التوترات بشأن مصير أسلحة حزب الله تزايدت حين اسر مقاتلو الجماعة جنديين إسرائيليين يوم 12 يوليو تموز 2006 وهو ما دفع بلبنان إلى حرب مدمرة مع إسرائيل استمرت 34 يوما. واستقال خمسة وزراء شيعة ووزير مسيحي من الحكومة في نوفمبر تشرين الثاني 2006 بعدما رفض السنيورة مطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعطي المعارضة حق تعطيل القرارات. وواصل حزب الله وحلفاؤه حملتهم باحتجاجات في الشوارع وخيموا أمام مكتب السنيورة في وسط بيروت منذ أول ديسمبر 2006م. هاجمت حكومة بيروت يوم الثلاثاء الماضي حزب الله بشأن شبكة اتصالاته الخاصة وأقالت مدير الأمن في مطار بيروت المقرب من الجماعة في تحد مباشر لحزب الله. ووصف بيان للحكومة شبكة اتصالات حزب الله بأنها «اعتداء على سيادة الدولة».وقال إن الحكومة ستتخذ إجراء قانونياً ضد أي احد مشارك فيها. ويقول حزب الله إن شبكة الاتصالات جزء أساسي من نظامه الدفاعي. ويطالب أيضاً ببقاء مدير امن المطار وهو شيعي في منصبه. يريد حزب الله الذي اظهر مهارة عسكرية مثيرة للإعجاب في حرب 2006 مع إسرائيل أن يحتفظ بأسلحته لاستخدامها ضد الدولة اليهودية. ويفضل خصومه نزع سلاح حزب الله في نهاية الأمر أو اندماجه في الجيش استنادا إلى قراري مجلس الأمن الدولي برقمي 1559 و1701. تقول المعارضة إن الحكومة فقدت شرعيتها حين استقال كل الوزراء الشيعة ما أدى إلى ميل التوازن الطائفي في نظام تقاسم السلطة في لبنان. وتطالب بحق الاعتراض في أي حكومة جديدة وسن قانون انتخابي جديد قبل السماح بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد بعدما وافق الجانبان على توليه المنصب. والرئاسة شاغرة منذ نوفمبر تشرين الثاني مع استمرار الأزمة. تسود الفوضى في أركان الحكم الثلاثة في لبنان وهي الرئاسة المسيحية والحكومة التي يقودها السنة والبرلمان الذي يرأسه نبيه بري وهو حليف شيعي لحزب الله. وقد أكدت الحكومة الأمريكية أمس الجمعة مجدداً دعمها لحكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في مواجهتها ضد مقاتلين موالين لحزب الله في بيروت. وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الوزيرة كوندوليزا رايس اتصلت هاتفياً بزعماء في المنطقة أمس الجمعة لبحث الأوضاع. وقال «أود أن أؤكد مجدداً التزامنا الثابت ودعمنا لحكومة السنيورة. أنها تفعل كل ما هو صواب... استخدامها ونشرها للجيش في صالح لبنان وشعب لبنان.»وقالت متحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن بان جي مون دعا أمس الجمعة جميع الأطراف في لبنان إلى ضبط النفس وأعرب عن قلقه العميق بشأن أحداث العنف في الآونة الأخيرة هناك.
احتجاز بعض الشباب من قبل المقاتلين
وأضافت ماري اوكابي «يتعين عمل كل شيء الان للحيلولة دون تدهور الموقف.» ودعت جميع الأطراف إلى اللجوء للسبل السلمية من اجل تسوية خلافاتها. وقالت اوكابي في مؤتمر صحفي في مقر الامم المتحدة ان الامين العام «يدعو جميع الاطراف الي ممارسة ضبط النفس.» وسيطر حزب الله المدعوم من ايران على منطقة بيروت الغربية اليوم الجمعة مشددا قبضته على العاصمة في ضربة كبيرة للحكومة اللبنانية المدعومة من الولايات المتحدة. وقالت مصادر امنية ان 11 شخصا على الاقل قتلوا واصيب 30 بجروح في ثلاثة ايام من الاشتباكات بين مسلحين مؤيدين للحكومة ومقاتلين من انصار حزب الله .وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إن فرنسا تعرض مساعدة الفصائل المتناحرة في لبنان على الاجتماع لإجراء محادثات على أمل الحيلولة دون تفاقم الوضع الخطير بالفعل. وقال في بيان «ندعو الجميع لأن يجلسوا إلى المائدة للتوصل إلى اتفاق. نحن على استعداد لتسهيل اجتماعهم واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية.» وقتل 11 شخصا على الأقل في اشتباكات منذ اتخذت الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة إجراءات لإزالة شبكة اتصالات تديرها جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وسوريا. وقال كوشنر إنه ينبغي تفادي اندلاع حرب أهلية. وأضاف أنه سيكون على اتصال مع زعماء لبنان وحلفائهم. ودعا الدول الأخرى التي لها نفوذ لأن تتصرف على نحو رشيد. وتابع قائلا «ندعو الجميع كل طرف وكل قوة لوقف القتال على الفور والعودة للحوار. نطالب برفع المتاريس وإعادة فتح المطار.» وفي وقت لاحق قال كوشنر ان فرنسا تعد خططا لاجلاء محتمل لرعاياها في حال تدهور الوضع رغم ان الحكومة لا توصي بذلك الان. وقال لراديو فرانس انفو «كيف لا نتصور اجلاء محتملا. نحن نعد له رغم اننا لا نوصي به.» واضاف «في الوقت الراهن لا يوجد ذعر بين ابناء الجالية (الفرنسية) في لبنان. تم فقط اجلاء الذين كانوا هناك لبضعة ايام. كلهم تقريبا غادروا لكن الجالية هادئة في الوقت الراهن».