إذا كان الحديث يجري حالياً عن نقص حاد في المياه المستخدمة عند الإنسان في سد احتياجاته الشخصية فكيف الحال حين نفكر في تطوير المشاريع السكنية والمشاريع الزراعية وتحسين المنتجات وزيادتها حتى تلبي الاحتياجات.على كل حال هي سلسلة حياتية مترابطة عنصرها الماء مصدر الحياة ومعينها فما يجري هو عدم الأخذ بجدية المشكلة التي هي في الأصل قائمة حتى أن الحديث المستمر عن استنزاف مخزون المياه في أكثر من منطقة يمنية بصورة عبثية لا يكون إلا من باب اللغو إذا لم يقترن الأمر بمعالجات جدية خصوصاً ما يتعلق بوقف الحفر العشوائي وغيرها من عوامل الإهدار التي لاشك في أنها تسرع في انحدار ما هو متاح من مخزون مائي لدينا إلى مستويات مخيفة للغاية وخصوصاً الظاهرة متلازمة بندرة سقوط الأمطار وتغيرات مناخية لا تبشر إلا بما هو أشد خطورة على البيئة من كافة الاتجاهات فمن العبث أن نطيل الوثوق بحدود دراسات نظرية لا تنسجم خصوصاً إن مثل هذه الدراسات لا تعد مرجعية عمل للدائرة المعنية في المحافظة على ما هو متاح من مخزون مائي والتفكير العملي بالبحث عن المصادر الجديدة التي تمكن من تجاوز حدة المعضلة المائية.ڈ والهم الثاني هو أنه تتخرج في نهاية كل عام دراسي جامعي أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات في جميع الكليات والمعاهد من مختلف المحافظات وفي مختلف المجالات والتخصصات العلمية الدراسية وبعد التخرج يقف غالبيتهم في طابور طويل بانتظار الوظيفة.فالجامعات في كل المحافظات عملت ما عليها في توفير المناخ المناسب لاستيعاب الطلاب وأيضاً توفير المدرسين لهم وتخرجهم من الكليات.وما بقي هنا أن على الدولة القيام بالبحث عن كيفية الوصول إلى حلول لمشكلة خريجي الجامعات والمؤسسات التعليمية بشكل عام بحيث يكون هناك توافق بين المخرجات العلمية واحتياجات السوق العملية وهذا يتطلب عدداً من الإجراءات المتعلقة بالمناهج الدراسية والسياسات التعليمية المتعلقة بالتركيز على الجوانب العملية التطبيقية عند فتح واعتماد أقسام دراسية علمية عليا كما تضمن ذلك البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية.ڈ أما المعضلة الثالثة والأخيرة هنا هي أن بعض من المسؤولين حولوا وظائف العاملين إلى حضور وغياب وابتعدت في الكثير من المصالح والمؤسسات والإدارات الحكومية عن تقديم عمل ما ينفع هذه الإدارة أو المؤسسة أو الناس الذين لهم مصلحة بها كما إن إدارات شؤون الموظفين لهذا المرفق أو تلك المؤسسة ارتبطت بحافظة الدوام يعني هنا التحضير اليومي للموظفين عند الحضور والانصراف ولا وجود أي تقييم لذلك وتتحول إلى أسماء وإملاء فراغات وليست إلى منظومة عمل تسير وفق اتجاهات سليمة لهذا المرفق أو المؤسسة وذلك بهدف الارتقاء بالأداء وتطويره.ڈ وأمام واقع كهذا يتطلب تحريك الأمور وتطوير العمل في الجهاز الحكومي وهي مسألة في غاية الأهمية.إن وظائف العاملين وتجاوز النظرة الروتينية الضيقة لشؤون الموظفين تستدعي عملاً دؤوباً وفق رؤية علمية قوامها إيجاد عمل لمن عمل لهم وتطوير قدرات العاملين بالتأهيل والتدريب المستمر وفق حاجة المرفق أو المؤسسة المعنية لأسس حديثة في التعاطي مع مجريات الإدارة فالإدارة علم وتفجير طاقات العاملين والموظفين واستدعاء موظفين لديهم قدرات ومواهب فجمود الوظيفة وعدم تسخيرها للعطاء والعمل بحساب الزمن والإنتاج يدفع بنا جميعاً لدراسة الخلل والبحث عن معالجات جوهرية تحول الجمود إلى عطاء وعمل.* إن الجهل بالمعرفة والعلم والإصرار على إبقاء الحال على ما هو عليه تجعل الإصلاح مستحيلاً.
|
اتجاهات
هموم مواطن
أخبار متعلقة