هذا هو عنوان موضوع سابق تم نشره عبر صحيفة 14 أكتوبر اليومية الموقرة في عددها الصادر تاريخ 11/11/1996م للأخ / يحيى قاسم علي (جامعة عدن) وقد حصلت على نسخة مصورة منه في 18/11/2005م عبر الأخ / علي أحمد المنصب أحد احفاد الجعدي أحمد وعند اطلاعي على ذلك الموضوع وجدت أن الأخ / يحيى قاسم قد وقع في خطأ غير مقصود حينما ذهب اعتقاده وظنه بأن الشيخ الجعدي أحمد صاحب الطرية في أبين هو عمر بن سمرة الجعدي صاحب كتاب (طبقات فقهاء اليمن) الذي ربطه على رأس موضوعه بالجعدي أحمد بعد اطلاعه على ذلك المؤلف وغيرها من المراجع ومنها (كتاب تاريخ ثغر عدن) لبامخرمة ، ليس هذا فحسب بل وزيارته إلى أبين في احد رجبيات الجعدي أحمد والذي كتب اسمه على قبته كما أشير إليه في موضوعه ومع ذلك فقد قال (والملاحظ أن الاسم قد تغير من عمر إلى أحمد) لكن كيف ومتى تم تغيير ذلك الاسم ولماذا ؟ فلم يجد جواباً فاستدرك قائلاً : ( وهذا ربما يعود إلى ان التحوير في الاسم ورد تقرباً ومحبة من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم) لذلك برر فيما ذهب إليه من الظنون ليؤكد من ان صاحب القبة والقبر والمقام الذي في الطرية والذي تقام له احتفالية في شهر رجب من كل عام هو عمر بن سمره ولا وجود لشخص آخر اسمه الجعدي من دون أي دليل غير ما توصل إليه من الاستنتاجات والظنون كالتقاء الرجلين في قبيل بني جعده الذي اشار إليهم وإلى موطنهم من جهة ، وإلى ظن أبي مخرمة بوفاته في أبين (ابن سمرة ) .وهو ما بني عليه زميلنا يحيى جزمه ذلك الذي اوقعه في الخطأ وهذا ليس عيباً بل أنه قد بذل جهداً يشكر عليه حين جاء اهتمامه بمثل هؤلاء الاعلام الاوائل والقلائل من سطر لهم التاريخ احرفاً بانصع الصفحات وما ابرازه لسيرة أبن سمرة ومصنفه ومحتوياته التي اوجزها خير ايجاز إلا دليل على وعيه وادراكه لقيمته لاطلاع اجيالنا بماضيهم الخالد لكي يضيء لهم المستقبل إلى جانب ماطرحه من اسئلة واستفسارات ومنها فيما اذا كان يوجد بداخل ذلك المقام رفاه لصاحبها أم لا وهو من أهم الاسئلة التي هي بحاجة للاجابة وقد يظن كثير من احفاد الجعدي كما اطلعوني عليه ونشرته في صحيفة الأيام بتاريخ 4/10/2001م العدد رقم (3380) عن المعالم الاثرية والتاريخية لمديريات ردفان والضالع (لجعود) حيث تحدثت عن الشيخ معجب بن أحمد بلجعد الجعدي الذي عاش حتى 914 هـ بقولهم : (ان له عدة مقامات "مزارات" منها في أبين وتهامة ) وهذا يخلق عندنا نفس السؤال بوجود الرفاة في بعض المقامات للاولياء من عدمها ولهذا وذاك نكتفي هنا بابراز ترجمتين مختصرة لكل من الشيخ الجعدي أحمد والفقيه بن سمرة الجعدي واستخلاص منهما ما يوصلنا إلى حقيقة ما ذهبنا إليه في تصحيح ذلك الخطأ وفقاً للآتي :[c1]أولاً عمر بن سمرة هو:[/c]عمر بن علي بن سمرة بن الحسين بن سمرة بن أبي الهيثم بن أبي العشيرة بن سعيد بن مسعود بن سعيد الجعدي والمكنى (بأبي الخطاب وأبي حفص) من مواليد قرية أنامر بالعوادر من محافظة إب عام 547هـ وهو فقيهاً فاضلاً عارفاً متفنناً ولي القضاء في عدة أماكن من المخلاف من قبل طاهر بن يحيى وترأس فيها الفتوى ثم لما صار إلى أبين ولاه القاضي الاثير قضاء أبين سنة 580هـ وكان من ضمن جماعة قليلة من مؤرخي اليمن من كتبوا عن فضائل أهل اليمن ، وهو شيخ بهاء الدين الجندي وصاحب الفضل في اعداد كتابة التاريخ وهو أول من ترجم به لابن سمرة الذي استند إليه بامخرمة في كتابه الآنف الذكر وآخرين إلى جانب علماؤه الذي ابرزهم بامخرمة في كتابه والذي ابرزهم الاخ / يحيى قاسم ، ويقال ان وفاته في أبين بعد العام 586هـ العام الذي انجز به كتابه حسب ظن بامخرمة وقد ابرز عنه كاتب الموضوع الكثير بهذا نكتفي بهذه الترجمة لابن سمرة.[c1]ثانياً : الجعدي أحمد هو :[/c]ابو العباس بن أحمد بن الجعد الجعدي الأبيني لم نقف على تاريخ ميلاده أما بلده فهو أبين وتأكد لنا من وفاته في منطقة أبين (الطرية) لبضع وتسعين وستمائة هجرية وهو من كبار مشائخ الطريقة ومشاهير رجال الحقيقة صحب الشيخ سالم بن محمد صاحب الرباط وتخرج به ولما توفي قصده الشيخ علي الاهدل صحبه ونفع به ثم عاد إلى بلده أبين وقد ظهر عليه امارات القبول واشتهر امره وانتشر ذكره وصحبه جمع كثير وعظيم وانتفعوا به .وله في تلك النواحي ربط كثيرة واتباع ينسبون إليه ممن شهر وذكر ومنهم الشيخ معجب بن احمد بلجعد صاحب حلوان في صهيب والفقيه الشيخ أبو عبدالله محمد بن عمر بن عبدالرحمن باعباد الحضرمي ونفع به في طريق الصوفية وعلومهم وهذا من كبار مشائخ حضرموت وكان انتمائه إلى ابن الجعد.فقد كان الجعدي شيخاً كبيراً متصوفاً وله كلام منثور في التصوف مدون في كتاب يوجد في ناحية بلده وهذا يدل على فضله وكماله ونفع الله به .كان في بدايته شديد المجاهدة لنفسه ، كما عاش أبي العباس في عهد الشيخ سعيد بن عيسى الحضرمي وكل واحد منهم قصة مع الآخر وقعت بينهما اثناء زيارتهما الثانية لقبر النبي هود عليه السلام لازمتهما حتى الممات وله قصة اخرى مع الشيخ أبو الفرج عبدالرحمن بن أبي الخير بن جبر المتوفي سنة 640هـ عند احتضاره أتاه أبو العباس وطلب منه مرافقته للحج آخر وداع فلبى طلبه وحجا معاً وهذا يدل على جلاله وقدره كونه من كبار الاولياء الصالحين .حكى من كانوا مجاورين من مكة المشرفة من أنهم قد رأوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يدخل من باب بني شيبة وبين يديه كلاً من الشيخ عبدالله بن اسعد اليافعي والشيخ أحمد الجعدي وبيد كل واحد منهما علماً يحمله قال فمشيت خلفهم حتى وصلوا إلى الكعبة وصلى بنا النبي (ص) وصلينا بعده .وكان للشيخ أحمد رحمه الله تعالى شعراً على طريقة القوم منه :[c1]شافع نافع محب قديماًملزم للأنام بالسيد مني في جميع المحبين والاخوانمن رآني ومن رأى من رآنيوقال من بيات له :قد كان ذلك في الزجاجة باقياًوأنا الوحيد ذاك الباقي ثالثاً : الاستنتاجات :[/c]على ضوء ما أوردناه آنفاً نخلص إلى الاستنتاجات التالية :1 ) يتضح لنا أنهما شخصان وليس شخص واحد من خلال اسميهما وكنيتيهما إلى جانب فارق العمر حيث ان ميلاد الأول أبن سمرة خمسمائة وسبعة واربعين ووفاة الثاني الجعدي أحمد لبضع وتسعين وستمائة يصير بذلك اجمالاً مائة وثلاثة واربعين عام وهو عمر لايعمره إلا ما نذر حيث ان الأول كان ميلاده في منطقة أنامر إب والثاني في الطرية ابين وهذا ما يرجح الشك في العمر .2) كان الأول فقيهاً ومؤرخاً وله كتاب عن افاضل أهل اليمن اسمه طبقات فقهاء اليمن وسُمي به طبقات ابن سمراء والثاني شيخاً وولياً كبيراً وله كلام منثور في التصوف وهو من علماء الصوفية .3 ) كما ظهر ان لكل واحد منهم علماؤه الذي انتفع بهم وتلاميذه الذي انتفعوا به وقد اوردنا بعضاً منهم .رابعاً: أما استنتاجنا الاخير فهو مبني على ماتم ذكره في كتاب (طبقات الخواص أهل الصدق والاخلاص) لمؤلفه الفقيه أحمد بن أحمد بن عبداللطيف الشرجي الزبيدي المتوفي سنة 893هـ الذي تناول الاثنين معاً بالاشارة والذكر للأول بن سمرة في مقدمة كتابه الآنف الذكر الذي اعتبره من ابرز المؤرخين في مجال موضوعه ثم تناول ترجمة للثاني الجعدي أحمد باعتباره شيخاً وولياً وهذا ما يدحض الشك باليقين ولولاه ماعرفنا الجعدي أحمد .اما فيما إذا كانت توجد رفاة للولي الجعدي أو غيره من الاولياء الذين نصبت لهم المنارات وشيدت لهم المقامات سيكون جوابه متروكاً للزمن الذي دلنا عليهم .وأولئك الاجعود ينتمون إلى قبيل بني جعده من رعين الكبرى ويقال أنهم ينتمون لجعدة بن كعب بن ربيعة ومنهم من ينسب إلى الصدف (صدف حضرموت) وسكنهم اليوم في مناطق عديدة ومنها مديريات ردفان التي انطلقت منها الشرارة الاولى ضد الاستعمار البريطاني .
|
ثقافة
الجعدي أحمد وطبقات فقهاء اليمن
أخبار متعلقة