غضون
- منذ بداية هذا العام تنشر صحف حكومية وغير حكومية الإعلان التالي : «أعلى معدلات الأرباح على الودائع لجميع العملات من بنك سبأ الإسلامي, (15%) بالريال اليمني لمدة عام و(6,45%) بالعملات الأجنبية لمدة عام»!وقد لفت انتباهي ذلك الإعلان لأنه صادر عن مصرف «إسلامي» وليس عن بنك علماني - ربوي.- قلت لأحد الأصدقاء: أبشر فاليوم بإمكانك أن تودع مالك لدى بنك «إسلامي» وستحصل على ربح «ربوي» لكن حلال بموجب شرع الله وسنة رسوله وفتاوى رجال الدين الموظفين لدى البنوك الإسلامية الذين قالوا للناس إن التعامل مع البنوك «العلمانية» محرم شرعاًَ لأنها «ربوية», وقد أحل الله البيع وحرم الربا.- فقهاء البنوك الإسلامية يحرمون التعامل مع البنوك لأنها تمنح للمودع ربحاً وتأخذ من المقترض فوائد, وقالوا إن تلك الأرباح والفوائد ربا حرمه الشرع, وأن البنوك الإسلامية لا تتعامل بذلك ولهذا السبب التعامل معها حلال شرعاً, وهاهم اليوم يسوغون للبنوك الإسلامية منح المودعين أرباحاً عالية لجذب مزيد من الزبائن, الباحثين عن الربا الإسلامي «الحلال الشرعي» .. وأتحدى أي فقيه من الذين يعملون لحساب البنوك الإسلامية أن يخرج إلى الناس ويقول لهم إن البنك بعد أن أصبح كسائر البنوك قد خرج عن إسلامه .. إذ سوف يفقدون مصالحهم المالية أو سيخسرون وظائفهم لدى بنوك الربا الإسلامي هذه!- وبالمناسبة صار العمل باسم الله ورسوله والشريعة مهنة مربحة وصار الموظفون في الديوان العام للإسلام يكسبون أكثر مما يكسبه الموظفون في ديوان وزارة المالية أو وزارة الخدمة المدنية, بل إن الوظيفة الدينية صارت من أهم أسباب النجومية, إذ تنقلك بسرعة من منبر المسجد إلى قبة البرلمان, ومن القاع إلى القيادة حتى لو لم تملك مؤهلات, ومن الأمثلة المشهورة الشيخ جابر الذي أصبح شيخاً وزعيماً في جمهورية «إمبابة» بعد شهرين من تركه مهنة طبال لراقصة مشهورة في أحد مواخير القاهرة.